الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٣٦ - الأحد ١ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٧ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


وما أدراك ما ٢٠١١؟!





صدق من قال إن عام ٢٠١١ سوف يسجّل على أنّه تاريخ لوحده، شهد انقلاباً سياسياً واجتماعياً اقتحم حياة الشعوب العربية بلا استثناء، حتى تحوّل الجميع إلى «فاعلين» في السياسة، بعد أن عاشوا عقوداً وهم في خانة «المفعول بهم»!

الشعوب العربية طوال أربعة عقود كانت تغلي بسبب فساد السلطات التي ظلّت رابضة على رقابها من دون حياء ولا خجل! سلطات ظلّت تنهب خيرات الشعوب وتستأثر بخيرات أوطانها طوال عشرات السنين!

سلطات أهانت كل قيم الإنسانية والكرامة وداست على كل قيم الحرية والعدالة، حتى حوّلت أوطاننا إلى حدائق منزلية خلفية، تستمتع فيها بما تشاء وكيفما تشاء، ومن ترضى عنه تترك له الفتات، أمّا من لم يحظ بالرضا والقبول، فمصيره ليل مظلم، تغيب عنه الشمس، أو يُغيّب هو عنها، كلاهما سيّان، حيث لا يتم الاعتراف بآدمية الإنسان ولا بكرامته التي خطّت في كتاب ربنا «ولقد كرمنا بني آدم».

كانت شعلة نور وحق أوقدها البوعزيزي عليه رحمة الله، لتشتعل في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، لكنّ أهل الباطل ولفرط طائفيتهم أرادوا إشعالها ناراً في وطننا، حيث كانت الشعلة تنتقل من بين أيدٍ أمريكية تسعى لبسط هيمنتها على دولنا بمخططات طائفية شبيهة بعراق المالكي! إلى أيدٍ إيرانية أسهمت في سقوط أفغانستان والعراق، وظنّوا أن البحرين لقمة سائغة، حيث أوصلوا الشعلة الطائفية إلى أيادٍ طائفية محليّة، باعت وطنيتها لمصالح وأجندات لا تخطئها عين.

تلك الأيادي فرزت البحرين مذهبياً إلى معسكرين، ودمّرت تاريخاً من التعايش السلمي، حيث قتلت وداست واعتدت واحتلت وحرقت الوطن عن بكرة أبيه.. ومازالت تفعل؟!

(ايييه) يا عام ٢٠١١، لقد كشفت لنا خفايا، وأيقظت لنا جسداً طال نومه وآن أوان استيقاظه.

لقد كشفت لنا أن هناك طائفة بأكملها مهمّشة ومنسية ومعتدى على حقوقها بكرة وعشيّا؟! فئة لم تحرق ولم ترمِ المولوتوف ولا الأسياخ الحديدية لتطالب بحقوقها، ومع ذلك كانت ومازالت الدولة تمارس العقوق بحقّها بأبشع صوره؟!

تلك الفئة عندما دقت ساعة «المرجلة» وقفت بأطفالها وشبابها ونسائها وشيوخها يحميهم رجالها، وقفوا دفاعاً عن شرعية الوطن وحماية له، ولولا الله تعالى ثم هم، لأصبحت البحرين ولاية إيرانية تحكمها طائفية شبيهة بنموذج المالكي وجلبي!

عام مضى بآلام وآمال وفواجع، فضحت إنسانية الغرب، كما فضحت إنسانية من يدّعون العروبة والإسلام، حيث مازال التواطؤ على شعب سوريا مستمرا!

عام مضى أُنجزت فيه مخططات غربية خبيثة، لكنّها أخرجت نتائج بالإمكان استغلالها لإحياء أمتنا من جديد، فهم يمكرون لكنّهم تناسوا أنّ الله تعالى هو خير الماكرين.

برودكاست: باختصار، الدولة أخطأت وتريد أن يتحمّل أعضاء لجنة تنفيذ توصيات تقرير بسيوني النتائج. الجواب باختصار أيضا، وكما طالب به الزميل محمد مبارك يوم أمس، أن تنسحب المنبر والأصالة من اللجنة، ويفضح جميع المتورطين في المداهنة والمراوغة، هذا لا يجوز.

وردة: كان بودي أن أصوغ الكلمات في حقّ الوالد والمربّي ابن البحرين البارّ والأصيل الشيخ عيسى بن محمد، لكن ما خطّه بالأمس أستاذنا الرائع لطفي نصر بحقه يمثلنا بعفويته وبلاغته.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

    الأعداد السابقة