أخبار البحرين
بعد قرار نقل روتانا إلى البحرين
إعلاميون يتوقعون مستقبلا إعلاميا مرموقاً للمملكة
تاريخ النشر : الأحد ١ يناير ٢٠١٢
أكد إعلاميون أن قرار صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال آل سعود نقل الإدارة التنفيذية العليا لمجموعة قنوات روتانا من الرياض إلى المنامة واختيار المنامة لتكون مركز انطلاق بث قناة «العرب» في ديسمبر 2012، لم يكن نابعا من فراغ، وأنه اتخذ هذا القرار بناء على ما تتمتع به البحرين من بيئة إعلامية واعدة وحرية في التعبير عن الرأي وشفافية في الطرح الإعلامي، نابعة من الديمقراطية التي أتاحها المشروع الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، وإلى والإمكانات التي توفرها هيئة شؤون الإعلام للمستثمرين في هذا المجال ومشاريعها المستقبلية التي تبشر بقفزة نوعية في مجال العمل الإعلامي خلال السنوات القادمة.
وقد أشار الكاتب الصحفي خالد دراج عضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين إلى أن روتانا لم تتخذ قرارها نقل الإدارة التنفيذية العليا لمجموعة قنواتها من الرياض إلى المنامة إلا بعد أن تأكد لها توافر الجاهزية الفنية والتقنية التي تحتاج إليها المجموعة في عملها، ورأت في البحرين البيئة الإعلامية الواعدة في المنطقة، وأنها تملك القدرات المناسبة لتولي مسؤولية تلك التجربة الكبيرة، وأضاف: صحيح قد تكون تلك هي التجربة الأولى للبحرين بعد القاهرة ودبي وبيروت، إلا أن روتانا باختيارها البحرين مركزا لأعمالها يؤكد أنها وجدت فيها عوامل ستساعد في إنجاح عملها كمؤسسة إعلامية رائدة.
وحول خبر احتضان البحرين قناة العرب الإخبارية وانطلاقها من البحرين في ديسمبر 2012 قال الإعلامي دراج: أنا متأكد أن صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال آل سعود لا يدخل في أي مشروع إلا بعد أن يتأكد من توافر عوامل نجاحه بنسبة كبيرة، وخاصة أنه بصدد منافسة قنوات إخبارية تربعت على عرش الإعلام الخبري مثل العربية والجزيرة وهو أمر يتطلب جهدا خارقا ومزيدا من المناخ الديمقراطي والشفافية وقد وجدها في البحرين، لأن أي مؤسسة إعلامية بلا شك تتأثر بأجواء الدولة التي تنطلق منها.
من جانبه أكد المذيع والإعلامي السعودي سلامة الزيد أن المناخ الإعلامي الذي تتمتع به المنامة يشجع أي مستثمر إعلامي على أن ينطلق من أجوائها، كما أوضح أن البحرين لديها حضور إعلامي ناجح لمسه العالم العربي مؤخرا، ولديها القدرات الإعلامية التي تستطيع توصيل صوتها إلى العالم، وخاصة بعد السياسة التي انتهجتها قيادة مملكة البحرين، ممثلة في صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والمشروع الإصلاحي الذي يشهد تطورا متسارعا، وهو الأمر الذي يغري المؤسسات الإعلامية في استغلال تلك الموارد والمميزات لتقديم إعلام متميز ومنفتح وحيادي.
وأكد الزيد أن مجموعة روتانا كسبت في هذه الصفقة المناخ الإعلامي المفتوح والقوي الذي يعطي انطباعا في الوقت ذاته عن قوة الدولة التي ينطلق منها، وأضاف: إذا حضر العقل المستنير والتمويل الجيد والمناخ الملائم، فإننا سنشهد بلا شك تجربة إعلامية زاخرة بالعطاء والقدرة على اقتحام عقل المشاهد واحتلال مساحة لا بأس بها في الحقل الإعلامي.
وأرجع الصحفي أسامة ألفا من مجلة سيدتي أسباب القرار إلى الأبعاد الاقتصادية في الأساس، مؤكدا أن البحرين تشهد نموا اقتصاديا في المنطقة لا يمكن إغفاله وهو ما استشرفه صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال آل سعود الذي كان من المتوقع أن يتوجه إلى دبي أو القاهرة لإطلاق مشروع قناته ونقل الإدارة التنفيذية لمجموعة قنوات روتانا إلى تجمعات إعلامية معروفة ولديها الأدوات الإعلامية والإمكانات المطلوبة، لكنه رأى في البحرين السوق الواعد للإعلام، كما أنه قام بنقل الإدارة إلى المنامة ليتمكن من دخول سوق الأوراق المالية في البحرين التي أيضا تشهد نموا في الفترة الحالية، ولكي يستطيع تنفيذ ذلك لابد أن يتم نقل الإدارة إلى الدولة التي سيتعامل مع سوق الأوراق المالية بها.
كما أوضح ألفا أن قناة العرب المقرر انطلاقها من البحرين في ديسمبر 2012 ستتمكن من منافسة القنوات الإخبارية الأكثر شهرة وذيوعا في الوطن العربي وهما الجزيرة والعربية ومركزاهما دولة قطر والإمارات العربية المتحدة على التوالي، وذلك لتوافر عوامل النجاح الأساسية لها وهي الإمكانات المادية والإعلامية التي ستوفرها هيئة شؤون الإعلام البحرينية والسماء المفتوحة لحرية الرأي والتي توفرها سياسات مملكة البحرين.
وأضاف ألفا: استطاعت هيئة شؤون الإعلام في السابق اجتذاب شبكة أوربت لتنطلق من أرض البحرين، لأنها رأت في المنامة السوق الجيد للاستثمار الإعلامي، وأكاد قائلا: أجزم أن البحرين ستكون السوق الإعلامي للمنطقة في المرحلة القادمة في حال توافر عامل الترويج الدولي.
ورحب الإعلامي والمذيع بقناة الإخبارية السعودية عبدالرحمن الساحلي بقرار انتقال الإدارة التنفيذية العليا لمجموعة قنوات روتانا من الرياض إلى المنامة، مشيرا إلى أن الرياض والمنامة أرض واحدة تجمع شعبين من نسل واحد، لذا لم يكن في الأمر اختلاف وإنما السبب الرئيسي في قرار الانتقال يعود الى المميزات والتسهيلات التي تقدمها هيئة شؤون الإعلام في البحرين وسياساتها الهادفة إلى استقطاب الاستثمارات الإعلامية والمنافسة في هذا المجال إلى جانب دول المنطقة التي قدمت الكثير من عوامل الجذب للاستثمارات الإعلامية مثل دبي التي تنافس حاليا كلا من القاهرة وبيروت.
وأضاف الساحلي: نتمنى للبحرين التقدم المستمر والزاخر في مجال الحريات ومن أبرزها حرية الرأي والشفافية.
وقال الإعلامي ومراسل تلفزيون البحرين بالكويت مجدي فؤاد إن الثقل الذي تمثله مجموعة روتانا في الحقل الإعلامي العربي لا يمكن إغفاله، واختيارها البحرين كي تكون مقرا لإدارتها ومنطلقا لقناتها الإخبارية، يؤكد الأفق الواسع الذي تتمتع به البحرين في المجال الإعلامي، كما أنه يرسم ملامح منطقة الخليج بصورة جديدة، عندما تبدأ قناة العرب في البث من البحرين.
وأضاف فؤاد: من غير المعقول أن تستأثر بالعمل الإعلامي الخبري قناتان فقط هما الجزيرة والعربية ولابد من وجود قنوات أخرى منافسة تطرح وجهة نظر أخرى، ربما تتفق معهما أو تختلف، لكنها في النهاية ستثري العمل الإعلامي العربي، ونجاح هيئة شؤون الإعلام في مملكة البحرين في توفير الأرضية الخصبة سيمثل عامل جذب لمزيد من الاستثمارات الإعلامية للمنطقة العالمية منها والعربية.