الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

الأستاذ الدكتور وهيب الناصر:

لا اعتراض لدى الفلكيين على عملية التنبؤ بما هو آت

تاريخ النشر : الأحد ١ يناير ٢٠١٢



صرح الأستاذ الدكتور وهيب الناصر أستاذ الفيزياء بجامعة البحرين ونائب رئيس الجمعية الفلكية بأنه في كل عام يقوم ثلة من الكتاب بإعداد كتب تضم توقعات تشمل الفأل الطيب والنجاح الاقتصادي والفشل والأفراح والأتراح المتوقعة وانهيار انظمة وبروز زعماء، وهكذا، والفلكيون ليس لديهم اعتراض على هذه الممارسة ولكنهم يرفضون تماما زعم هؤلاء بأن للكواكب والأبراج والقمر دخل في ذلك. ولكشف أكذوبة هؤلاء نقول إن عدد الأبراج ليس 12 برجا وإنما 13 برجا حيث كانت مثل ذلك قبل 3000 عام، والبرج الجديد هو برج حامل الحواء أو الحية، وهذا بسبب تقادم ومحور الأرض او نقطة الاعتدال الربيعي. كما أن السؤال الذي يطرح نفسه كيف توثر حركة كواكب ونجوم في طباع شخص! ما هي الآلية، فإن كانت قوة الجاذبية بين الكواكب والبشر فإن قوى الجذب بين شاحنة والجنين في رحم اكثر بكثير من قوى جاذبية النجم او الكوكب او حتى القمر، كما أن ضوء النجم اقل بكثير من تأثير ضوء المصباح؛ فكيف يأفكون هؤلاء المنجمون!
في علم الفلك، تكون البروج السماوية هي دائرة من 12 قسما كل قسم منها يمثل 30 درجة من خط الطول السماوي وتتركز في خط البروج citpilcE, وهو المسار الظاهري للشمس عبر الكرة السماوية erehpS laitseleC خلال مسارها السنوي. وهذا المسار يحظى به فقط القمر والكواكب قي عرض قريب من المسار يمتد إلى 8-9 درجات قوسية شمال أو جنوب خط البروج - حسب خط العرض السماوي. وتاريخيا، فإن الإثنى عشر قسما يطلق عليها اسم «علامات sngiS». إذن الأبراج السماوية كفىلُغ هو نظام احداثي سماوي او بالأحرى نظام احداثي لخط البروج حيث يعتبر خط البروج هو نقطة اصل خط العرض وموقع الشمس عند الاعتدال الربيعي (21 مارس) هو نقطة أصل خط الطول. ويقع في هذه الأقسام قديما 12 برجا أما الآن فإنه يقع 13 برجا (الجديد هو برج الحواء) وذلك بسبب تقادم نقطة الاعتدالين أو مباكرة الأبراج وهي ناتجة من إحدى حركات الأرض المتعددة، وهي حركة الترنح التي تغير النجم القطبي؛ فقديما كان النجم القطبي الحالي هو نجم «الثعبان» - (في كوكبة التنين)، ومستقبلا سيكون النجم القطبي هو نجم «النسر الواقع»، ويكون هذا التغير غير ملموس خلال العام الواحد لكنها على المدى الطويل تنتج هذا التغير في مواعيد الأبراج أي بعد مضي 24000 الف سنة تكون كل الأبراج قد انزاحت وعادت إلى موقعها الأصلي.
فمنذ أيام علماء الفلك الإغريق وتحديدا العالم الفيلسوف بطليموس، فإن الكواكب ومنازل الشمس والعلامات (الأقسام التي تحل فيها الشمس- كانت 12 قسما) قد تم تأصيلها وبالتالي تم تعديلها بواسطة علماء الفلك؛ فبطليموس قد عاش في القرن الثاني بعد ميلاد المسيح، وبعد ثلاثة قرون من اكتشاف ظاهرة تقادم نقطة الاعتدال الربيعي بواسطة العالم هيبقراط suhcrappiH في القرن 130 قبل ميلاد المسيح، لم يأبه لهذه الظاهرة، واستمر المنجمون في الأخذ بها أي امتداد تصنيف هيباقراط بينما الواقع فإن الشمس تمر في 13 برجا بل حقيقة 14 برجا حيث تدخل الشمس برج سبع البحر في 28 مارس مدة واحد.
* شكل الدائرة السماوية ونرى فيها مسار الكواكب والشمس والأبراج الـ12 المألوفة (الخط الأصفر).
تجدر الإشارة إلى أن البابليين (أهل العراق) طوروا نظام الأبراج قبل 2500 سنة، حيث كانت الشمس في 21 مارس تقع في برج الحمل، إذ لم يكن معروفا مفهوم تباكر نقطة الاعتدال. لذلك قام اتحاد الفلك العالمي في عام 1930 بتعديل حدود المجموعات النجمية كلها مع التركيز على تلك التي تقترب من مسار الشمس والكواكب (خط البروج) إذ من غير المعقول ان الشمس تكون مدة خلفيتها (برجها) مجموعة نجوم العقرب (النحيفة) بنفس مدة مجموعة نجوم الثور (العريضة)، كما أنهم لاحظوا - عند الكسوفات الكلية - وقوع الشمس في النجوم التي تشكل برج الحواء مدة 19 يوما تقريبا (من 30 نوفمبر حتى 18 ديسمبر).