الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


بانيتا يبلغ طنطاوي «بقلق» واشنطن إزاء مداهمة مقار منظمات غير حكومية في مصر

تاريخ النشر : الأحد ١ يناير ٢٠١٢



القاهرة - الوكالات: عبر وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا عن «قلقه العميق» للمجلس العسكري الحاكم في مصر بعد حملة المداهمات التي شنتها الشرطة على مقار عدد من المنظمات غير الحكومية واثارت انتقادات حادة هذا الاسبوع.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية جورج ليتل في بيان ان بانيتا شدد خلال اتصال هاتفي مع القائد الاعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي الجمعة على «قلق» واشنطن لكنه شكره على «قراره الصائب وقف المداهمات».
وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد اعلنت قبل ذلك ان مصر اكدت للولايات المتحدة انها ستوقف المداهمات ضد المنظمات الامريكية وغيرها من المجموعات المطالبة بالديمقراطية وستعيد المعدات التي صادرتها.
وقالت بعض المنظمات التي استهدفتها يوم الخميس عمليات المداهمة التي طالت 17 مقرا لمنظمات مصرية ودولية غير حكومية، ان قوات الامن عملت بشكل اسوأ مما كان في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. واقتحم وكلاء نيابة مدعومون من قوات امن وخاصة المقار التي صادروا منها اجهزة كمبيوتر ووثائق في إطار تحقيق في اتهامات بتلقي تمويل في شكل غير قانوني من الخارج.
وجاءت المداهمات في إطار حملة اوسع من جانب المجلس الاعلى للقوات المسلحة لاسكات المعارضة بعد اشهر من الانتقادات لسجله في مجال حقوق الانسان، بحسب ما قال محللون. وعبر مسؤولون اوروبيون عن قلقهم من تبعات هذا التحرك على العملية الانتقالية إلى الديمقراطية في العالم العربي.
وقال ليتل ان «وزير الدفاع عبر عن قلقه العميق من المداهمات التي جرت في 29 ديسمبر لمكاتب منظمات غير حكومية امريكية وغيرها». وأضاف أن بانيتا اشاد «بالقرار الصائب للمشير طنطاوي بوقف المداهمات والقيام بخطوات لتسهيل عمل المنظمات غير الحكومية في مصر». وتابع ليتل ان وزير الدفاع الامريكي «اشار بعد الدورتين الناجحتين للانتخابات التشريعية، إلى ضرورة ان تتقدم مصر على طريق انتقال ديمقراطي للسلطة».
وجدد بانيتا «تأكيد اهمية العلاقة المصرية الامريكية في مجال الامن» بحسب المتحدث الذي لفت إلى ان وزير الدفاع «اكد بوضوح ان الولايات المتحدة لاتزال على التزامها في سبيل شراكتها الاستراتيجية وهي مستعدة للتعاون مع مصر» التي تتلقى مساعدة سنوية تتجاوز قيمتها المليار دولار من الولايات المتحدة.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ان السفيرة الاميركية في القاهرة آن باترسون اثارت قضية عمليات الدهم مع مسؤولين مصريين بينهم اعضاء في المجلس الاعلى للقوات المسلحة. واضافت في رسالة الكترونية ان «السفيرة تلقت من المسؤولين المصريين ضمانات ان هذه المداهمات ستتوقف مع اعادة فورية للمعدات التي تمت مصادرتها».
وتابعت المتحدثة ان باترسون «ابلغتهم بحزم اننا نأمل في ان تعاود كل المنظمات الدولية، بما فيها التي تتلقى دعما من الحكومة الامريكية، عملها الطبيعي في اسرع وقت ممكن دعما للانتقال الديمقراطي الجاري في مصر».
واشارت نولاند إلى ان مصر تواجه خطر خسارة المساعدات العسكرية الامريكية البالغة قيمتها 1,5 مليار دولار بسبب المداهمات للمنظمات غير الحكومية، في اشارة إلى قانون تم التصويت عليه في الكونجرس يربط مساعدة واشنطن بالتقدم الديمقراطي في مصر. وقالت المتحدثة «لدينا مطالب جديدة بالشفافية والمعلومات في التقارير التي نسلمها للكونجرس فيما يتعلق بالاموال المدفوعة إلى مصر».
وجاء التحذير ايضا من رئيس لجنة مجلس الشيوخ المكلفة توزيع الاموال الامريكية باتريك ليهي. وقال في بيان «اعمال مثل هذه المداهمات هي احدى الاسباب التي قامت اللجنة من اجلها برفض توقيع شيك على بياض يتعلق بمساعدة الجيش المصري».
ومن بين المنظمات غير الحكومية التي استهدفتها المداهمات يوم الخميس منظمتان امريكيتان على الاقل هما المعهد الوطني الديمقراطي والمعهد الدولي الجمهوري، وفق مصادر قضائية وناشطين.
وقالت رباب المهدي استاذة العلوم السياسية في الجامعة الامريكية في القاهرة ان اعمال العنف الاخيرة ضد المتظاهرين ومحاولات اسكات حركات المعارضة «مؤشرات على هجوم معلن على اصوات المنشقين». واضافت ان «المداهمات التي طالت مقار منظمات غير حكومية يجب ان ينظر اليها في إطار اوسع ولا يمكن ان تؤخذ على انها حدث منفصل».
وفي الاسابيع الاخيرة اعلنت السلطات المصرية انها كشفت خطة لاحراق البرلمان بينما تحدثت وسائل الاعلام عن مؤامرة لتدبير اضطرابات في 25 يناير ذكرى مرور سنة على بدء الثورة على مبارك.
وقالت رباب المهدي «انهم يدينون كل ما هو اجنبي بهدف اثارة المشاعر الوطنية» و«يحاولون ارساء ولاء يبدو فيه اي هجوم على المجلس العسكري هجوما على الامة». اما هبة المريف الباحثة التي تتخذ من القاهرة مقرا لها لمنظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية ان «هناك حملة تشويه لكل ما هو تمويل خارجي وآخر المداهمات محاولة لتقليص مجال حرية المجتمع المدني اكثر». واضافت «لقد استهدفوا وخصوصا المنظمات غير الحكومية الاكثر انتقادا لتجاوزات العسكريين والتي تناضل من اجل اصلاحات حقيقية».
واستهدفت المداهمات ثلاث منظمات امريكية على الاقل هي المعهد الوطني الديمقراطي (ناشونال ديموكراتيك اينستيتوت) والمعهد الدولي الجمهوري (انترناشيونال ريبابليكان اينستيتيوت) و«فريدوم هاوس».
وقال رئيس فريدوم هاوس ديفيد كريمر «انه تصعيد في قمع لم نشهد مثله في عهد مبارك نفسه». واضاف «انه اوضح مؤشر حتى الآن على ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة لا ينوي الانتقال إلى ديمقراطية حقيقية ويحاول تحميل المجتمع المدني مسؤولية فشله في ادارة المرحلة الانتقالية بفاعلية».
ويتهم العسكريون باستمرار الناشطين المطالبين بالديمقراطية بتلقي اموال من الخارج.
وقالت رباب المهدي ان المداهمات الاخيرة يفترض الا تؤثر على دفع المساعدة الامريكية لمصر. واضافت ان المساعدة دفعت هذا العام وحتى السنة المقبلة، تأمل السلطات المصرية ان تكون القضية قد اصبحت طي النسيان.