الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


إيران تؤجل إطلاق صواريخ وتعرب عن استعدادها للمحادثات النووية

تاريخ النشر : الأحد ١ يناير ٢٠١٢



طهران - الوكالات: أرجأت إيران إطلاق صواريخ طويلة المدى خلال مناورة بحرية أمس السبت وأشارت إلى استعدادها لإجراء محادثات جديدة بشأن برنامجها النووي.
وكانت وسائل إعلام حكومية إيرانية قد ذكرت في بادئ الأمر في الساعات الأولى من الصباح ان صواريخ طويلة المدى أطلقت أثناء المناورة وهو تحرك ربما يغضب الغرب القلق من تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز في الخليج وهو ممر ملاحي حيوي لتجارة النفط. لكن نائب قائد البحرية الإيرانية محمود موسوي نفى إطلاق الصواريخ في حديثه لقناة «برس تي.في» التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالانجليزية في وقت لاحق من اليوم. وقال «تدريبات إطلاق الصواريخ ستنفذ في الأيام المقبلة».
وتزامنت المناورة البحرية مع تصاعد التوتر في الخلاف النووي الإيراني مع واشنطن وحلفائها بعدما قال الاتحاد الاوروبي انه يدرس فرض حظر تطبقه الولايات المتحدة بالفعل على واردات النفط الايرانية. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الالمانية ان برلين تتابع الاحداث عن كثب. واضافت قائلة «وزير الخارجية جيدو فسترفيله مهتم بألا يؤدي التصعيد الكلامي في الايام القليلة الماضية إلى تصعيد فعلي».
ويقول محللون ان التقارير المتضاربة عن إطلاق الصواريخ يهدف إلى تذكير الغرب بعواقب لا يمكن توقعها إذا زادت الضغط على إيران بشأن نشاطها النووي والذي يقول الغرب انه يستهدف صنع قنابل نووية وهو ما تنفيه طهران.
وقال المحلل حميد فرحواشيان «إحدى الرسائل انه إذا اختلفت مع إيران فستعاني فوضى اقتصادية. الإيرانيون يستخدمون دائما طريقة العصا والجزرة هذه.. اولا هم استخدموا عصا اغلاق مضيق هرمز والآن الجزرة وهي استعدادهم للمحادثات».
في غضون ذلك قال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون انها بعثت برسالة إلى المفاوض النووي الايراني سعيد جليلي في أكتوبر ولم تتلق ردا حتى الان. لكنه قال إن الاتحاد مستعد لإجراء محادثات مجدية مع طهران من دون أي شروط مسبقة من جانب ايران.
واضاف مايكل مان في رسالة بالبريد الالكتروني إلى رويترز «نحن مستمرون في متابعة اتجاهنا الذي يتحرك في مسارين ومستعدون لاي مناقشات مجدية بشأن اجراءات لبناء الثقة من دون شروط مسبق من الجانب الايراني».
وهددت طهران يوم الثلاثاء الماضي بوقف تدفق النفط في مضيق هرمز اذا اصبحت هدفا لحظر نفطي بسبب طموحاتها النووية في خطوة يمكن ان تثير صراعا عسكريا مع دول تعتمد على نفط الخليج.
ونقلت مجلة اسمان الاسبوعية امس عن وزير النفط الايراني رستم قاسمي قوله ان أسعار النفط ستتجاوز 200 دولار للبرميل اذا فرضت عقوبات أجنبية على صادرات البلاد النفطية بسبب أنشطتها النووية.
وأبلغ قاسمي المجلة «ما من شك ان سعر سيزيد النفط بشكل كبير اذا فرضت عقوبات على نفطنا... انه سيصل على الاقل إلى اكثر من 200 دولار للبرميل».
وكانت التقارير عن تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز كافية لإحداث هزة في اسواق النفط ورفع اسعار الخام. وانعكس استعراض إيران للقوة العسكرية في حجم التدريبات التي تقول وسائل اعلام ايرانية انها اكبر من اي مناورات حربية سابقة. غير ان إيران اطلقت خلال المناورات العسكرية في 2009 صاروخها ارض - ارض شهاب 3 الذي يعتقد انه قادر على الوصول إلى اسرائيل والقواعد الامريكية في الشرق الاوسط.
وعبرت واشنطن عن قلقها بشأن الصواريخ الايرانية التي تشمل الصاروخ شهاب 3 متوسط المدى الذي يبلغ مداه الف كيلومتر وكذلك الصاروخ قادر 1 بمدى يصل إلى 1600 كيلومتر والصارخ سجيل 2 بمدى يصل إلى 2400 كيلومتر.
وتخصص وسائل الاعلام الايرانية مساحة كبيرة لتغطية المناورات حيث يبثها التلفزيون الايراني على الهواء في محاولة فيما يبدو لاثارة النزعة الوطنية بين الايرانيين العاديين القلقين من ضربة عسكرية.
ولم تستبعد الولايات المتحدة واسرائيل الخيار العسكري اذا فشلت الدبلوماسية في حل النزاع النووي مع ايران.
ويقع مضيق هرمز -وهو ممر ملاحي حيوي لأربعين في المائة من شحنات النفط العالمي- في المياه الاقليمية لايران وسلطنة عمان. غير ان القانون البحري الدولي يعتبره مفتوحا للملاحة الدولية وسينظر إلى إغلاقه على انه عمل حربي.
وقال الاسطول الخامس الامريكي انه لن يسمح بأي عرقلة للملاحة في اهم ممر نفطي في العالم والذي يربط اكبر منتجي النفط في الخليج بمن فيهم السعودية بخليج عمان وبحر العرب.
ويقول محللون ان اغلاق المضيق سيضر باقتصاد إيران المعتمد على النفط وخاصة بعد ان تعهدت السعودية بتعويض اي نقص في صادرات الخام الايرانية إلى اوروبا.
كما لا توجد مصلحة لروسيا والصين -حليفي إيران الرئيسيين واللذين حالا دون تعرضها لعقوبات اقوى في الامم المتحدة- في عرقلة مرور النفط في الخليج وتؤيدان حل النزع النووي من خلال المحادثات.
وكانت وكالة انباء مهر شبه الرسمية الايرانية نقلت في وقت سابق امس عن مسؤول كبير قوله ان جليلي سيبعث رسالة إلى اشتون يبدي فيها استعداد طهران لاستئناف المحادثات النووية مع القوى الكبرى. وقال السفير الايراني لدى ألمانيا علي رضا شيخ عطار «سيبعث جليلي قريبا برسالة إلى كاثرين اشتون بشأن شكل المفاوضات... وبعد ذلك ستجري محادثات جديدة مع القوى الكبرى».
وتوقفت المحادثات بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي - الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا- ومعها ألمانيا في يناير.
وتتجاهل إيران حتى الآن مطالب مجلس الأمن لوقف نشاطها النووي الحساس وينظر إلى التهديد بإغلاق مضيق هرمز على انه إشارة واضحة إلى قلق المؤسسة الدينية من احتمال تعرض البلاد لعقوبات أشد. وسبق ان هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز إذا تعرضت لهجمات أمريكية وإسرائيلية.
وقال دبلوماسي غربي بارز طلب عدم نشر اسمه «زيادة الايرانيين لمستوى التهديد يظهر بوضوح انهم قلقون من فقدان الدولارات البترولية التي يعتمد اقتصادهم عليها في أكثر من 60 بالمائة».