الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٣٧ - الاثنين ٢ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٨ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


اليقظة مطلوبة للحفاظ
على المرافق الحيوية





ليس من صالحنا ان نظل في دوامة الخلاف ولكن علينا ان نتابع طريقنا الذي بدأناه بعزم في هذا الوطن نحو المستقبل المشرق، فحينئذ يمكن ان نطمئن الى وضع آمن لا تبعية فيه لأحد. لقد شاهدنا الأمم الراقية كلما أحدقت بها الأخطار أوحت لشعوبها بالمزيد من التضامن واللحمة الواحدة، من دون النظر الى اراء ومعتقدات تخدم الغير على حساب الوطن، لأنه من واجب كل فرد من أفراد هذا الوطن ان يعمل أولا وأخيرا محافظا على تراب وطنه الذي أعطاه الكثير فبمثل ما أعطاه عليه ان يرد هذا العطاء.

فبالأمس القريب وهذه حقيقة مؤلمة أكثر منها مؤسفة أذهلتنا الصدمة الشديدة لما حدث في البحرين ولاسيما ما تم في شوارع هذا البلد الآمن مما فاق الاعتداء والتجني، الشارع يا عزيزي المواطن هو ملك للجميع، فمن الذي يستخدمه؟ أليس انت وانا؟ ودول العالم قاطبة من دون استثناء ترفض ان تدخل شوارعها في متاهات من الفوضى والخراب، ولعل اكبر فشل يصيب الإنسان هو تمسكه بالخطأ الذي يسيطر على مخيلته، كمن يعالج الخطأ بالخطأ، إذاً علينا جميعا ان ندافع عن كل شارع من شوارعنا لا ان نتركها لمن يثيرون فيها الفوضى، فالشارع هو من المرافق الرئيسية في الوطن فالمنجزات تطل عليه ان لم تكن محاذية له، والبيوت والدوائر الحكومية والخاصة والمدارس وكل شيء جميل في هذا الوطن قريب منه، والشارع الذي يحتفظ برونقه من إضاءة وزينة ورصف بدعم من الحكومة هو من اجل ان يبقى هذا الشارع عنوانا ومظهرا يسر الناظرين.

كنا في الماضي حين نشتكي تراجع حالة الشارع نطالب الحكومة بتجديد رصف الشوارع وإضاءتها، لكن اليوم تأتي فلول تحت جنح ظلام الليالي ممن لا تدرك الاهمية الحيوية للشارع وتتعمد تخريبه والاساءة اليه.

والسؤال الذي يطرح نفسه كل هذا لماذا؟ وهل هناك أعظم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله عن الطريق: (عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إياكم والجلوس في الطرقات قالوا يا رسول الله ما لنا من بد نتحدث فيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أبيتم الا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا وما حقه؟ قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رواه مسلم)؟

فإذا سارت او استمرت هذه الحوادث المؤسفة في شوارعنا فانها ستكون رسالة خاطئة لكل المجتمع ، إذ ان الحفاظ على المرافق الحيوية هو ضرورة حياة في وطننا، وان لب الأمر ليس الرجاء او الاستجداء بل التعاون كيد واحدة والحث على العمل الصادق وان تكون هناك مصداقية في مجالات العمل وان تبقى القلوب مؤمنة بأهمية بناء هذا الوطن.

ان لجوء البعض إلى الهدم وما يتبع ذلك من مضاعفات سواء كانت صغيرة او كبيرة سيؤثر في وحدتنا ومستقبل أولادنا وكل الأجيال القادمة، ولكن علينا منذ الآن ان نقف لكل من يتربص بنا وبوحدتنا وان نكون يقظين، وقتها نستطيع ان نعيد الوضع إلى طبيعته.

ونحن اليوم لا نحتاج الى مكبرات للصوت لتصم آذاننا ولا كلاما كمن يصب الزيت على النار، وكلاهما مصيبة ان وقعت. الواجب الآن التغلب على ما ابتلينا به واستعادة وحدة الكلمة ووحدة الصف وألا نعطي مجالا لدخيل يرجو لنا ان نتفرق، إذاً فليس لنا غير الوحدة، فكل خطوة صحيحة نخطوها ستحمل في طياتها المزيد من التقدم والنماء، وهذا لا يتأتى الا من جانب المواطن الذي بدأ فعلا يؤمن بما يحيط به وبوطنه، من هنا يجب ان نعلم جميعا وهذا امر لابد من الأخذ به ان كل شارع او طريق او ممر له حرماته، واننا يجب ان نبقى جميعا حراسا أمناء عليه، والواجب يملي على كل مواطن ومواطنة ان يحبا وطنهما وعلم بلادهما.

شكرا للبحرين لصبرها، شكرا للبحرين لما اجتازته من محن وتحملته، ودوما ستبقى البحرين الأم الحنون لأبنائها.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة