مسافات
إنهم استقبلوا العام الجديد بتلويث مياه (التانكي)!
تاريخ النشر : الاثنين ٢ يناير ٢٠١٢
عبدالمنعم ابراهيم
اتضح من تصاعد أعمال العنف والتخريب يوم أمس الأول أن المخربين والمحرضين لا يكرهون فقط غالبية الشعب البحريني، بل يكرهون أيضاً الجاليات الأجنبية والمسيحيين والهندوس والبوذيين والسيخ وأصحاب الديانات الأخرى المقيمين في البحرين!.. وإلا فبماذا نفسر تصعيد المخربين للعنف والتخريب في شوارع البحرين وقراها في ليلة الاحتفال برأس السنة الميلادية؟!
هذه الاحتفالية السنوية تعني الكثير للجاليات الأجنبية المقيمة في البحرين، بل هي احتفالية عالمية يعبر فيها بلايين البشر عن أمنياتهم الطيبة وأن يسود السلام ربوع العالم في العام الجديد، وشاهدنا هذه الاحتفالية المتوهجة بالأضواء الملونة والألعاب النارية من سيدني في استراليا الى دبي في الإمارات، ومن باريس حتى لندن، ومن نيويورك حتى ريو دي جانيرو في البرازيل.. الكل احتفل برأس السنة الميلادية إلا هنا في البحرين، حيث أبى (المخربون) أن تحتفل الجاليات الأجنبية، وقرروا إفساد فرحتهم بتصعيد أعمال العنف والمواجهات الدامية والعنيفة مع رجال الشرطة والمواطنين الذين رفضوا أعمالهم التخريبية في مناطقهم السكنية.
وهكذا نكتشف زيف ادعاء من يسمون أنفسهم (المعارضة)، حين يرسلون تحياتهم وتهانيهم للأجانب والمسيحيين المقيمين في مناسبة (الكريسماس) وأعياد الميلاد! بينما هم يحرضون الأطفال والمراهقين على حرق الأخضر واليابس في البحرين في مناسبة مهمة جداً للأجانب! وهذه (الازدواجية) تنطلق من الفكر الديني والعقائدي الذي يسود ثقافة من يسمون أنفسهم (المعارضة).
هذه الثقافة التي ترفض التعايش مع الآخرين، وتنظر إلى غالبية الشعب البحريني (شيعة وسنة) على انهم مجرد قطيع يجب أن يمشي خلف رايتهم فقط!.. هذه العقلية الشمولية التي تنكر حق الآخرين في الاختلاف.. وتنكر حق الآخرين في عدم المشاركة في مهرجاناتهم الخطابية ومسيراتهم غير المرخص لها!
هذه العقلية الطائفية التي تنكر على (البحريني) حقوقه المدنية.. بالله عليكم هل تتوقعون منها أن تحترم حقوق ومناسبات وشعائر الديانات الأخرى من مسيحيين ويهود وهندوس وبوذيين وسيخ وغيرهم ممن يعيشون معنا في البحرين؟!
اذا كانت مياه (التانكي) الخزان الرئيسي ملوثة، فإن كل صنابير المنزل ملوثة أيضا!.. فلا تنتظروا احتراما لأعيادكم واحتفالاتكم ولا أعياد الآخرين واحتفالاتهم.
وكل عام وأنتم بأيديكم ألف (صابونة)!