الجريدة اليومية الأولى في البحرين


زاوية غائمة


الغازات هي السبب!

تاريخ النشر : الاثنين ٢ يناير ٢٠١٢

جعفر عباس



جاء في مجلة تايم الأمريكية ان حل مشكلة الاحتباس الحراري الذي يسبب تقلب الأحوال المناخية يتطلب حلولا سيريالية (لا تقل سوريالية كي لا يزعل منك بشار الأسد، ولأن الكلمة الصحيحة هي سيريالية لأن لفظها الأصلي هو laer-rus ويعني (ما وراء/ فوق الواقع.. وبالتالي لا يتقبله العقل)، ومن بين تلك الحلول: إبادة مئات الملايين من الأبقار، لأنه من المعروف ان الأبقار تتسم بدرجة عالية من قلة الحياء، ولا تكف عن إصدار وإطلاق الغازات وخاصة غاز الميثان الذي تضارع أضراره أضرار ثاني اوكسيد الكربون، ومعنى هذا ان سكان معظم بلدان العالم سيضطرون إلى ان يصبحوا نباتيين، وهذا الحل غير عملي لاسباب اقتصادية وسياسية، فالبقر هو مصدر البيرغر، والبيرغر واحد من اهم اسلحة الغزو الاقتصادي الامريكي.. وعندي اقتراح بديل يستند إلى حقيقة ان الفاصوليا مولِّد أساسي للغازات، وأتحداك أن تشبع من الفاصوليا البيضاء، وتصمد ولو نصف ساعة من دون أن تقول «بااااع»، ومن المعروف ان البريطانيين هم اكثر شعوب الأرض أكلاً للفاصوليا، والمعلب منها بالتحديد، بل تعتبر الفاصوليا عند البريطانيين من المقبلات تارة ومن الحلويات تارة أخرى، لأنه لا يخلو منها بيت، وبالتالي فإن إنتاج البريطانيين من الغازات السيئة السمعة لا يقل عن انتاج الابقار منها، ومن ثم لا بد من حظر بيع الفاصوليا في بريطانيا او نقل البريطانيين إلى القطب الجنوبي ليحتل العرب الجزر البريطانية ويستقروا فيها، بدلا من تكبد المشاق سنويا لزيارتها والتعرض للاستعباط والاستكراد فيها.. ولكن تكمن الخطورة في أنه لو واصل البريطانيون إطلاق غازات الفاصوليا في القطب الجنوبي فستذوب ثلوجه ويرتفع منسوب المياه في المحيطات وتغرق معظم الجزر وعلى رأسها إنجلترا فيدخل العرب في حالة من الحداد!! وإذا كان لا بد من حظر الفاصوليا فلا بد من حظر أبناء عمومتها وعلى رأسهم الفول والحمص اللذان - ولا شك فعلا - الأفاعيل بالأوزون العربي من وراء ظهورنا لأننا قوم غافلون ولا نحسن الا البكاء على اللبن المسكوب! (أجريت دراسة عن ثورة مصر ضد حسني مبارك واكتشفت ان نسبة استهلاك المصريين للفول انخفضت في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى صحصحتهم وتنبههم إلى الفساد الذي نخر في البلاد وأهلك العباد، فكانت ثورة ميدان التحرير الذي طردت مسبب الغازات الفتاكة إلى شرم الشيخ)
والحل الآخر لمشكلة الاحتباس الحراري حسبما جاء في مجلة تايم هو إلزام جميع سكان الكرة الأرضية بدهن بيوتهم باللون الأبيض كي تعكس أشعة الشمس إلى أعلى ويتطلب ذلك استخدام اللون الأبيض في رصف الشوارع وخاصة الطرق السريعة (هاي واي)، ومن زاوية شخصية فإنني اؤيد هذا الاقتراح لان الزفت المستخدم في رصف الطرق لا بد ان يصبح ذا لون فاتح حتى لا يتمكن أحدهم من الزعم بأن لون بشرة أبي الجعافر «زي الزفت».
واقترح خبراء «تايم» أيضا نصب مرايا ضخمة في المدارات الفضائية لتعكس أشعة الشمس بما يكفل برودة معقولة في الطقس، ولكن يا خوفي من ان تلك المرايا ستستخدم للمغازلات العابرة للقارات، وتخيل حال شبابنا المعاصر الذي يعرف عن بريتني سبيرز وكريستين اقيليرا أضعاف ما يعرف عن الرازي وعباس بن فرناس وجعفر عباس.. تخيل حاله عندما يرى انعكاسات وجوه حسناوات الشرق والغرب على تلك المرايا! لا شك انهم سيناطحون السحاب!! وأنت جالس في دارفور أو لاهور تستطيع ان ترى فتاة من السويد وتعاكسها مستخدما انعكاس اشعة الشمس رغم انك تعرف انها ستتجاوب في المشمش.



jafabbas19@gmail.com