تصاعد العنف هل ينطبق عليه (الإرهاب بالتخدير)؟!
 تاريخ النشر : الثلاثاء ٣ يناير ٢٠١٢
عبد المنعم ابراهيم
كل الذين شاهدوا فيلم «الفيديو»، الذي يصور هجوم مجموعات من المخربين وهم يقذفون قنابل المولوتوف على دوريات رجال الشرطة في منطقة «النويدرات» مؤخرا، صعقوا من حجم التنظيم والتخطيط والمناورة التي يستخدمها المهاجمون ضد رجال الأمن، بل ان المصور ذاته كان من جماعتهم، ان لم يكن هناك أكثر من مصور يعتلون أسطح المنازل!..
وبالأمس نشرت الصحافة المحلية صوراً لرجل أمن تعرض لاصابة بـ (سيخ) أطلقه المهاجمون اخترق يده!.. كما قامت فتاتان في احدى القرى، إحداهما بمشاغبة رجال الأمن لصرف انتباههم عن زميلتها الثانية التي غافلت أحد رجال الأمن وطعنته في صدره فسقط الشرطي على الأرض وهو يصرخ من شدة الألم!
وكل يوم تتكرر حوادث العنف التي يرتكبها المتطرفون ضد رجال الأمن، وهكذا انقلبت الصورة، ففي الماضي كانوا يقولون ان (رجال الأمن) في البحرين تعاملوا بشكل مفرط في استخدام القوة ضد (المحتجين) بل المشاغبين!.. أما الآن فيتعرض رجال الأمن للخطر كل يوم على ايدي المخربين، وصار الكثيرون يتساءلون عن مشروعية وحق (رجال الأمن) في الدفاع عن أنفسهم؟ وما هو موقف «جمعيات حقوق الإنسان» سواء في البحرين أو خارجها من تعرض حياة الشرطة للخطر؟!
هذه الأحداث تكشف لنا الدور الكبير الذي يقوم به (المحرضون)، سواء كانوا في جمعيات سياسية أو رجال دين على منابر الخطابة، في «غسل أدمغة» الأطفال والمراهقين والفتيات ودفعهم إلى القيام بأعمال العنف وارتكاب الجرائم بحق رجال الأمن والمواطنين الذين يعترضون على الشغب في مناطقهم السكنية.. غسل الدماغ هذا يلعب الدور التحريضي الذي لا يقل خطرا وجرما عن أعمال التخريب التي يرتكبها الجناة.
وهناك جانب آخر غير مستبعد استخدامه بالاضافة الى «غسل الدماغ» وهو اخضاع الأطفال والمراهقين لتأثيرات (حبوب الهلوسة) والتخدير.. فقد كشف أكاديمي سعودي (الدكتور عبدالله البريدي) من جامعة القصيم للزميلة «الشرق الأوسط» في عدد يوم الأحد الماضي عن هذا الجانب، واعتبر أن الكميات الهائلة التي تم الكشف عنها في الآونة الأخيرة في السعودية وبعض دول الخليج العربي، تظهر لنا بجلاء اننا إزاء مرحلة جديدة، ننتقل من خلالها من مرحلة يمكن نعتها بـ (التكسب بالتخدير) الى مرحلة يقترح تسميتها (الارهاب بالتخدير)! وهي ظاهرة ليست جديدة، بل هي مستخدمة من قبل دول وجماعات كثيرة في العالم في الفترات السابقة، ولكن الذي يعنينا هنا هو تسليط الضوء على ظاهرة نمو استخدام المخدرات في مسرح الارهاب الدولي، بطريقة يتوهم المتورطون فيها انهم يحققون أهدافهم البشعة)!
هل ما قاله الأكاديمي السعودي حول (الارهاب بالتخدير) بعيد عن مسرح الأحداث الحالية أو حتى الماضية في البحرين؟!
.