الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


إطلاق النار يتواصل في سوريا واحتمال عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب

تاريخ النشر : الثلاثاء ٣ يناير ٢٠١٢



دفعت الانتقادات المتزايدة لعمل المراقبين العرب في سوريا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى التدخل، فاعلن انه «لايزال هناك اطلاق نار وقناصة» في المدن السورية، ولم يستبعد احتمال عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب الاسبوع المقبل لتقييم مهمة المراقبين العرب.
وكانت الانتقادات الموجهة لعمل المراقبين العرب في سوريا قد تزايدت خلال الايام القليلة الماضية، ووصلت إلى حد المطالبة بانهاء مهمتهم، مع تواصل القمع الدامي الذي ينفذه نظام الرئيس السوري بشار الاسد ضد المتظاهرين بالرغم من وجودهم. فقد قتل مدني الاثنين في حي البياضة في حمص برصاص قوى الامن فيما قتل مزارع برصاصة طائشة خلال مداهمات في بلدة الشيفونية قرب دمشق بحثا عن ناشطين، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
من جهتهم قام المراقبون بجولات أمس الاثنين في حمص وحماة ودرعا للاطلاع على الوضع بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية سانا.
وقال العربي في اول مؤتمر صحفي يعقده منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في سوريا الثلاثاء الماضي، ان «اخر تقرير» تلقاه عبر الهاتف افاد بانه «مازال هناك اطلاق نار وقناصة ومن الصعب القول من اطلق النار على من»، مؤكدا ان «هذا موضوع يجب اثارته مع الحكومة السورية لان الهدف هو وقف اطلاق النار وحماية المدنيين السوريين».
واكد انه تم الافراج عن «3484 معتقلا» منذ وصول المراقبين العرب إلى سوريا، مضيفا ان الجامعة العربية طلبت من المعارضة السورية قوائم باسماء المعتقلين للتحقق من وضعهم «ووصلت بالفعل» بعض القوائم أمس الاثنين. واوضح ان رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق اول محمد احمد الدابي سيرسل إلى الجامعة «اول تقرير له خلال يومين»، مضيفا ان «احد وزراء الخارجية العرب طلب عقد اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لدراسة التقرير الذي سيقدمه» الدابي.
واوضح الامين العام للجامعة العربية ان «لدينا 70 مراقبا في 6 مدن قاموا بـ26 مهمة وسيصل خلال ايام 30 مراقبا اخرين». وقال إن الحكومة السورية قد تعهدت بالسماح لوسائل الاعلام بدخول سوريا والتنقل فيها بحرية «باستثناء ثلاث محطات تلفزيونية».
وافاد مسؤول في الجامعة العربية طلب عدم ذكر اسمه ان المحطات التلفزيونية الثلاث التي ترفض دمشق دخولها هي قنوات العربية والجزيرة وفرانس .24 وكان رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي دعا يوم الاحد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى سحب المراقبين العرب على الفور «مع استمرار النظام السوري في التنكيل وقتل المواطنين السوريين الابرياء، فضلا عن انتهاك بروتوكول جامعة الدول العربية المعني بحماية المواطنين السوريين»، بحسب بيان.
واشار الدقباسي إلى «تزايد أعمال القتل والعنف التي راحت ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري المطالب بالحرية واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان» مضيفا «إن ذلك يتم بوجود مراقبين من جامعة الدول العربية الامر الذي أثار غضب الشعوب العربية». يذكر ان البرلمان العربي هيئة استشارية تضم 88 برلمانيا من البلدان الاعضاء بالجامعة العربية.
ولما سئل العربي عن دعوة الدقباسي إلى سحب فريق المراقبين العرب فورا من سوريا، أجاب «هذا تصريح مهم وسوف يتم بحثه عندما يجتمع الوزراء» العرب، غير انه طالب بالتريث قبل تقويم جدوى مهمة المراقبين العرب، مشيرا إلى انها بدأت منذ اسبوع فقط.
وفي الإطار نفسه قال جبر الشوفي عضو الامانة العامة للمجلس الوطني السوري الذي يمثل اهم حركات معارضة نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ان المراقبين مكثوا «اكثر مما ينبغي» في فنادقهم قبل ان يسمح لهم بالخروج إلى الميدان وان زياراتهم تتم «تحت مراقبة عناصر امن النظام».
وتأتي مهمة المراقبين العرب في إطار خطة عربية لحل الازمة تشمل ضمان حرية التظاهر وانسحاب الاليات العسكرية من الشوارع.
واعلنت لجان التنسيق المحلية التي تنظم التعبئة الميدانية مساء الاحد عن مقتل 315 مدنيا من بينهم 24 طفلا وتوقيف 125 شخصا من بينهم 7 اطفال منذ وصول المراقبين العرب إلى سوريا في 26 ديسمبر.
واعلن المرصد الاحد اعتقال جهاز المخابرات الجوية الناشطة وعد محفوظ (32 عاما) السبت في حرستا قرب دمشق لمشاركتها في تظاهرة نسائية في حي الميدان بدمشق. وافاد المرصد ان «مجموعات منشقة» هاجمت أمس الاثنين في ادلب «نقطتين عسكريتين في بلدة كفرحايا في جبل الزاوية واسرت جميع عناصر النقطتين... كما اشتبكت مع عناصر نقطة عسكرية ثالثة مما ادى إلى مقتل وجرح عناصرها».
واكد المرصد ان قوات النظام قتلت خمسة مدنيين الاحد في سوريا من بينهم فتى في السابعة في بلدة خطاب في ريف حماة هو «اول شهيد في 2012».
دبلوماسيا دعت الخارجية الفرنسية أمس الاثنين إلى توفير الوسائل الكفيلة بتمكين المراقبين العرب من تنفيذ مهمتهم في سوريا، لتتزامن هذه الدعوة مع مطالبات عدة بانهاء مهمتهم.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «وصل مراقبو الجامعة العربية إلى سوريا قبل حوالى عشرة ايام، وينبغي ان تكون لديهم جميع الوسائل التي تمكنهم من انجاز مهمتهم. نريد ان نكون متأكدين بانهم قادرون على التوجه إلى أي مكان عليهم زيارته للوقوف شهودا ولانجاز التفويض الذي منحتهم اياه الجامعة العربية بشكل موثوق وموضوعي وكامل».
وذكر فاليرو ان «موقف فرنسا الثابت يدعم المبادرة العربية للخروج من الازمة» التي تشمل مهمة المراقبين وتفترض ضمان حرية التظاهر وانسحاب الاليات العسكرية.
وكتبت صحيفة الحياة أمس الاثنين في مقالة لاحد كتابها بعنوان «فضيحة الدابي» ان الجامعة العربية «تمخضت وجاءت بفريق يقوده عسكري ينتمي إلى جيش مارس جرائم في درافور، أشد فظاعة من الجرائم التي يمارسها النظام في سوريا اليوم، ومتهم بجرائم حرب. وقالت عنه منظمة العفو الدولية إن محمد أحمد الدابي كان مسؤولا «عن اعتقالات تعسفية وعمليات احتجاز واختفاء قسري وتعذيب وأشكال أخرى من إساءة المعاملة للكثير من الناس في السودان»، فضلا عن أن الدابي أحد رجال الانقلاب الذي قام به عمر البشير، فكيف نريد منه أن يدافع عن الحرية».
ومن المنتظر ان تصل مجموعة ثانية من المراقبين العرب إلى سوريا الخميس المقبل.
على صعيد آخر رفضت سويسرا منح تأشيرة دخول إلى حافظ مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس فرع المخابرات العامة في دمشق، الذي اراد زيارة محاميه في سويسرا، بحسب ما افادت صحيفة ام زونتاغ الصادرة يوم الاحد. وافادت الصحيفة ان سبب طلب زيارة مخلوف إلى سويسرا هو البحث مع محاميه في طريقة للاحتجاج على العقوبات التي تفرضها سويسرا على النظام السوري وعدد من شخصياته.