الرياضة
موقف رياضي
تاريخ النشر : الثلاثاء ٣ يناير ٢٠١٢
العلاقة المفترضة بين اللاعب والمدرب كيف تكون ومن أين تبدأ، وهل يمكنها أن تنتهي عند حدود معينة أو تستمر طوال فترة بقاء المدرب مع النادي أو لحين انتهاء العقد؟
إننا اليوم نتابع تصرفات المدربين في الدوريات الأوروبية لكرة القدم بانجلترا واسبانيا وألمانيا وايطاليا وهولندا ونلاحظ أن لكل مدرب طريقة أو منهج فني يتعامل به مع اللاعبين، هناك المدرب الصارم الذي لا يبتسم في وجه اللاعب والمدرب اللطيف الذي يطبطب على ظهر اللاعب أو يحتضنه عند تبديله أو يقبله وهناك المدرب المستهتر المتكبر المتعجرف الذي يرى إن نزل إلى مستوى اللاعب تنزل في نظره درجته التعليمية أو شهادته الأكاديمية وبالتالي لا يتعامل مع اللاعبين تعاملاً إنسانياً وروحياً وسلوكياً أو يبني علاقاته على الصداقة وهناك من تكون معاملته في حدود الوقت التدريبي أو وقت المباراة وبعد ذلك كل شيء يعود إلى الحالة الشخصية وهناك من لا يحضر النادي من المدربين أو يحضر تدريبات الشباب والناشئين والأشبال بل عمله مقتصر على تدريب الفريق الأول لا غير.
هناك الكثير من المظاهر الخاصة والعامة للمدربين ويفترض أن يكون كل مدرب قد رسم لنفسه المنهج أو الطريقة التي تقربه من قلوب اللاعبين لأنهم ليسوا على قلب واحد أو فكر واحد إنهم مختلفو القلوب والأفكار وعلى هذا الأساس يتطلب أن كون ثقافة المدرب أوسع من ثقافات اللاعبين حتى يفهمهم ويظل التفاهم بينه وبينهم باقياً إلى الأبد، إن المدرب الناجح هو الذي يكسب ثقة اللاعب واحترامه والمدرب الفاشل هو الذي لا يستطيع التعامل مع اللاعبين لأنه يفتقد الحساسية الإنسانية والعلاقات الاجتماعية وبالتالي تجده مكروهاً من البعض ومذموماً من الآخرين ومن ينتهج هذه الطريقة هو المدرب الفاشل بلا محالة.
إن النتائج الايجابية التي تتحقق للفريق ليس نتاجها ارتفاع المستوى الفني والتكتيكي والخططي فقط بل من أهم نتاجها الراحة الذهنية المتبادلة بين المدرب واللاعبين وهناك العديد من المدربين غير متعلمين التعليم الكافي لكنهم قادرون على التغلغل في نفوس اللاعبين وأفكارهم وقيادتهم بالأساليب العلمية الصحيحة والتربية الأخلاقية التنافسية وهؤلاء المدربون قليلون في هذا العصر المليء بالنماذج المذمومة والأمثلة السيئة في عالم الكرة التي يتطلب فيها التواضع المستمر لأن المدرب المتواضع هو أحسن النماذج التدريبية على الإطلاق، أخيراً أقول: التواضع والعلم يصنعان النجاح لأي مدرب وفي كل زمان ومكان.