الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٣٩ - الأربعاء ٤ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


لا يوجد من يسعى لهم





كتبت في هذا المكان قبل حوالي شهرين من الآن أنه مرّت بالبحرين خلال الأشهر القليلة الماضية فترة استثنائية في مسيرتها نتيجة أحداث مؤسفة تم تجاوزها، ولله الحمد، وقد تمخض عن ذلك أيضاً نتائج استثنائية في حياة المؤسسات والأفراد ربما لم يكن لها أن تحدث لولا هذه الأحداث التي أثرت في مناحي الحياة المختلفة. وبينت آنذاك أن بعض طلبة جامعة البحرين تم فصلهم بسبب عدم تمكنهم من الحصول على المعدل التراكمي المطلوب حيث الظروف القاسية التي نعرفها وعاشتها الجامعة من أعمال تخريبية وتعطل الدراسة مدة شهرين وإلغاء الفصل الصيفي وما شابه ذلك من معوقات كان المفترض أن يجري التعامل معها أيضاً بصورة استثنائية بدلاً من تضييع مستقبل طالب أثرت في نفسيته وتحصيله الدراسي ظروف سيئة كلنا عشناها وعاصرناها. وتوقعت بعد أن تلقينا اتصالاً كريماً من الجامعة أن المسألة هي في طور الحل والمعالجة الاستثنائية استناداً إلى الظرف الاستثنائي ذاته. غير أنه وصلت إلي رسالة مؤثرة من طالبة تم فصلها من الجامعة، أنقل جزءا منها، حيث تقول: «أنا ومن مثلي فصلنا من جامعة البحرين بسبب انخفاض المعدل التراكمي الذي جاء الإنذار الثاني به والبحرين الغالية تهتز من تحتها الأرض بسبب الأحداث المأساوية والتخريبية والمؤامرة الكبرى عليها، وما ألمّ بجامعة البحرين من أحداث مما اضطر جامعة البحرين الى التوقف عن الدراسة شهرين كاملين وإلغاء الفصل الصيفي. وكل هذه الأمور مجتمعة لم تشفع لنا عند إدارة الجامعة أن تلغي فصلنا منها في هذه الظروف العصيبة التي مرت بها مملكتنا الحبيبة والظروف النفسية المدمّرة التي مرّت على المخلصين لهذه الأرض الطيبة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم». وتضيف هذه الطالبة لتقول بمرارة في رسالتها عن الطلبة المفصولين بسبب مشاركتهم في أعمال التخريب والمسيرات والمطالبة بإسقاط النظام: «ان هناك من يصل الليل بالنهار، من الخفير إلى الوزير في سبيل إرجاعهم إلى أعمالهم وسقوط كل التهم عنهم» بينما لا يوجد من يسعى لهم ويجبر بخاطرهم ويتكلّم عن ضرورة مراعاة مستقبلهم.

الخوف أن هنالك آخرين مثل هذه الطالبة أو آخرين في مجالات عمل أو دراسة متضررين من الأحداث المؤسفة التي مرّت علينا أو من وقع عليهم ظلم أو تعسّف بسبب بعض تداعياتها، لكن لا يوجد من يأبه لهم أو يتحرّك من أجلهم لا لشيء سوى أن تقرير السيد (بسيوني) لم يتطرّق إليهم.

سانحة:

لا تطلبوا من السنوات أن تكون أفضل.. كونوا أنتم الأفضل فيها، أنتم تتغيرون وليست (هي).



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

    الأعداد السابقة