مسافات
حين «تتلاسن» أمريكا وإيران يزداد العنف في البحرين!
تاريخ النشر : الخميس ٥ يناير ٢٠١٢
عبدالمنعم ابراهيم
كلما تصاعدت حدة الخلافات السياسية بين إيران وأمريكا دفعنا الثمن نحن في البحرين!.. ذلك أن حرب التصريحات المتبادلة هذه الأيام والتهديدات ازدادت، كما لو كان الطرفان يريدان حرباً جديدة في مياه الخليج ومدن المنطقة، وان تذهب مداخيل نفط دول مجلس التعاون الخليجي - بعد زيادة أسعار البترول - كلها لتمويل حرب إقليمية جديدة. وبالنسبة إلى أمريكا لا يهمها الأمر ما دامت الحرب يتم تمويلها من ثروات دول الخليج العربي! بينما إيران لا يهمها إن مات الآلاف من الشعب الإيراني في هذه الحرب ما دام ذلك سوف يوفر هيمنة (عسكرية دينية) بحجة الحرب على (الشيطان الأكبر) داخل المجتمع الإيراني!
أما كيف ينعكس ذلك على أوضاعنا الداخلية في البحرين؟ فإن هذا ما تلاحظونه من زيادة أعمال (العنف المنظم) الذي تقوم به جماعات موالية لإيران في البحرين، فالهجمات المتكررة على رجال الشرطة ودورياتهم، من دون سبب مقنع، يؤكد ضلوع جهات خارجية، وبالتحديد من إيران، لإرباك الأوضاع الأمنية في البلاد، فهذه سياسة معروفة منذ القدم، وهي استخدام (الطابور الخامس) خلف الحدود الخلفية للعدو، سواء أثناء الحروب أو قبلها أو بعدها، استخدمها (الحلفاء) ضد (النازية) في الحرب العالمية الثانية، واستخدمها (النازيون) ضد (الحلفاء) أيضاً.. ومهمة (الطابور الخامس) هي إرباك الخطوط الخلفية للعدو، والقيام بعمليات عسكرية وأمنية متفرقة ضد الطرف المعادي من أجل إشغال (الخصم) بأوضاعه الداخلية المرتبكة وإضعاف قدراته القتالية في المواجهات العسكرية.
وإيران لا تطبق ذلك في البحرين فقط، بل هي تطبقها في بقية دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتحديد في السعودية والكويت، ولكننا في البحرين نواجه المشكلة، الأمنية مع (الطابور الإيراني) لوجود فئات موالية لإيران تأتمر بقرارات (ولاية الفقيه) الإيراني، نظراً إلى استفادة هؤلاء من الأجواء الديمقراطية والانفتاح والحريات السياسية التي حظوا بها طوال السنوات العشر الماضية، الأمر الذي جعلهم يتحركون بحرية وتنظيم أكثر، مستفيدين من علاقاتهم السياسية الدولية (وبالتحديد مع واشنطن).. لذلك أصبحوا أكثر فعالية وقدرة على تنفيذ المخططات الإيرانية في البحرين من سواهم في بقية دول الخليج العربي.
لذا لا تصدقوا كلمات مثل (المعارضة) و(السلمية) و(الحكومة المنتخبة) و(الديمقراطية هي الحل) و(الربيع البحريني)!.. فهذه كلها سوف تذوب في الصحراء إذا رفعت إيران يدها عنهم!