الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

الافتتاحية لطائرة «الأولى».. كتاب يقرأ أحيانا من عنوانه «المحرق» فاز ولم يلعب.. «دار كليب» و«الأهلي» 2012 (غير)

تاريخ النشر : الخميس ٥ يناير ٢٠١٢



كتب: علي ميرزا
رغم أنها جولة افتتاحية، ورغم أننا درجنا خلال المواسم المنصرمة على عدم إطلاق حكم نهائيّ مسبق على مردود أندية دوري الدرجة الأولى للكرة الطائرة من خلال ظهور رسمي جاد أوليّ رغم أنّ فرقها خاضت مسابقة الكأس التنشيطية ولكن شتّان بين المسابقتين، ولكن رغم كل المعطيات السابقة فإنّ بعض الفرق كشفت ربما عن نصف وجهها الحقيقي وباتت على شاكلة الكتاب الذي يقرأ أحيانا من عنوانه، وقفة مع مردود الجولة الافتتاحية الذي أفرز لنا من الوهلة الأولى بعض الملاحظات تضمنتها السطور اللاحقة.
المحرق عدّة وعدد.. والبحرين ماذا يريد وإلى أين؟؟
رغم أنّ المحرق خرج من الجولة بثلاث نقاط الفوز و75 نقطة نظيفة على مستوى الأشواط مستفيدا من عدم حضور فريق البحرين للمباراة، فالمحرق بهذا المعنى فاز ولم يلعب، وأرى أنّ غياب البحرين عن ملاقاته نعمة وليست نقمة إذ استثمر أبناء المرباطي هذا الغياب في خوض حصة تدريبية جادة نعتقد أنّ مردودها المختلف على اللاعبين من دون استثناء أفضل من لو لعب الفريق المباراة الرسمية، والمحرق هذا الموسم لا يحتاج إلى تعريف حتى يكشف عن هويته الحقيقية فهو في أحسن حالاته من مختلف الوجوه من ناحية الشكل والمضمون العدّة والعدد الخبرة وعنصر الشباب والبدائل في مختلف المراكز.
على مستوى البحرين (الغزال الأخضر) فالأمور ضبابية رغم أنها باتت مكشوفة للوسط الرياضي وواضحة المعالم، فاللعبة خلال الفترة السابقة على افتتاحية مسابقات الاتحاد نالت الكثير من تسليط الضوء من قبل الصحافة الرياضية التي قال من خلالها مسئولو النادي الكثير والكثير، وشرقوا وغرّبوا في تصريحاتهم بيد أنها بقيت تصريحات ولم تتجاوز مكانها إذ افتقدت إلى الفعل والتطبيق والتنفيذ وخاصة أنّهم انشغلوا في خضم التصريحات حتى داهمتهم عقارب الساعة وأشركوا الجميع في هذه الدوامة، إذ لم يعد الوقت يسمح ومناسبا للترقيع لأنّ الخرق اتسع على الرقاع، نحن لسنا مع ليّ الأذرع، ولكن كل مشكلة لها حلّ بل سلسلة من الحلول متى ما وفرنا لها حلولا إبداعية وليست ترقيعية، وهناك مجموعة من الأسئلة تفرض نفسها في هذا السياق: فهل البحرين سيخوض المسابقة بمن حضر حتى لو كان على حساب الناشئين؟ وهل الكابتن جاسم العجلان سيوافق على هذه الخطوة ويضرب بتاريخه عرض الحائط تحت عنوان التضحية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ وهل تجميد اللعبة شرّ لا بدّ منه يطارد الغزال الأخضر؟ وأخيرا وهذا هو الأهم ويحتاج إلى جرأة الجواب وشجاعته: من الذي أوصل الغزال الأخضر إلى هذا المنعطف وأغرفه في هذه المشاكل التي لا ندري إلى أين تقوده؟
إياك أعني واسمع يا جار
هل العرضان القويان اللذان قدمهما دار كليب والأهلي وفوزهما على النجمة والبسيتين يريدان من خلالهما توصيل رسالة غير مباشرة إلى بقية الفرق باتخاذ الحيطة والحذر؟ فدار كليب فرض شخصيته على النجمة، وكانت كلمته طوال الأشواط الثلاثة هي المسموعة، أداء جماعيا متناغما بقيادة صانع ألعابه محمود حسن الذي لعب بأريحية في ظل استقرار كرته الأولى من قبل علي خير الله والتمركز الصحيح من الخط الدفاعي الخلفي، وكان محمود وراء بروز ضاربيه من دون استثناء وخاصة أطرافه علي إبراهيم وأمين محمد هذا الأخير الذي غيّر جلده الهجومي إذ عودنا في المواسم السابقة على الكتابة على سطر وترك سطرين، بينما كشف أمين من خلال مباريات الكأس والتنشيطية عن شهية مفتوحة إذ أوكل إليه مدربه الكابتن إبراهيم الورقاء مهمة هجومية جديدة من المنطقة الخلفية مركز (6)، ورغم غياب لاعب متوسط الشبكة محمد حبيب المؤثّر للإصابة إلا أنّ الدولي ميرزا عبدالله وزميله محمد إبراهيم لم يشعرانا بهذا الغياب على مستوى حائط الصد والهجوم القصير، ويبقى السؤال الذي ستجيب عليه المواجهات القادمة هل سيظل أيمن هرونة ضاربا ويأخذ أدوار بقية اللاعبين الذين اعتمد عليهم الورقاء في التنشيطية أم يتحوّل لورقة رابحة يلعب بها الورقاء متى ما شاء؟
والأهلي بجهازه الفني الجديد بقيادة الكابتن محمد بورويس ومساعده جليل العرادي وبتشكيلة جديدة يتقدمهم كابتن منتخبنا الوطني صادق إبراهيم، فالأهلي هو الآخر أفصح عن نفسه وقدّم عرضا قويا حتى لو كان على حساب طائرة البسيتين، وظهر جليا تأثير تواجد ثلاثي المنتخب صادق إبراهيم وعلي الصيرفي وناصر صالح إضافة إلى كابتن الفريق محمد مدن على المردود العام للفريق بقيادة صانع الألعاب المخضرم المتروك الذي لم يجد صعوبة تذكر في تنشيط ضاربيه واستثمار إمكاناتهم من مختلف المراكز الهجومية، وإذا كان استقبال الكرة شهد استقرارا من الليبرو يونس بورويس فهناك أكثر من اختبار جدي ينتظره خلال المباريات القادمة، وبات الكاميروني أوليفر وزميله علي الصيرفي يمثلان قوة لا يستهان بها في مركز (3) على مستوى الهجوم القصير وتشكيل حائط الصد.. فهل يكون دار كليب والأهلي قادرين على تأكيد أنهما غير مع الموسم الرياضي والعام الجديد أم أنّ المواجهات القادمة لها كلام آخر؟
صناعة اللعب تهدّد
النصر والبسيتين
رغم فوز النصر وخسارة البسيتين فإنّ الاثنين يكادان يشتركان في مطبّ صناعة اللعب، فعيسى عباس في النصر ومحمد الذوادي في البسيتين كلاهما اجتهد في مهمته إلا أنّ إعدادهما تميّز بالبطء وانعكس على حيوية وسرعة ألعاب الفريق مما جعلها مقروءة من قبل حائط صد الفريق المقابل، إذا ما وضعنا بعين الاعتبار أنّ النصر خلال المواسم السابقة كان بعبعا للفرق الأخرى من خلال سرعة ألعابه التي كان يحسب لها ألف حساب، ويمكن لمدرب النصر الكابتن حسن علي وهو أدرى بشعاب فريقه إتاحة الفرصة مبكرا لصانع ألعابه الموهوب الناشئ محمد حسن فهذا الأخير قادر على أن يكون عند حسن ظنّ من يوليه ثقته، فعيسى عباس ينتظره عمل شاق ليتفوّق على ذاته ليكون جديرا بصناعة اللعب وعليه أن يعود قليلا إلى الوراء ليتذكر أنه في يوم من الأيام كان معد منتخب الناشئين، وعلى الكابتن حسن ضاحي أن يعيد النظر هو الآخر في استراتيجية أدائه لهجومه القصير من خلال كرته العالية التي باتت حوائط الصد تحفظه فهو مطالب بمضاعفة سرعته لزيادة إبداعه وإلا سيواجه متاعب لا حصر لها على مستوى الهجوم وتشكيل حائط الصد جراء البطء والغريب في الأمر أنّ هناك أكثر من لاعب بالأندية الأخرى يؤدي من المركز نفسه يلعب بالطريقة ذاتها، ورغم أنّ ذوادي البسيتين يملك من الإمكانات التي تؤهله ليكون صانعا للعب ولكن علينا أن نجد له العذر جراء الركنة الطويلة التي طالته إبان وجود الكابتن عبدالله سعد مدربا للفريق فهذه الركنة من دون شك أبعدته عن حساسية اللعبة بصفة عامة وصناعة اللعب التي تحتاج إلى استمرارية على وجه التحديد.
الخلطة السحرية
بات الجميع يعرف أنّ قوة النجمة تكمن في مركز (3) الذي يلعب فيه حسن جعفر ومحمد عباس من خلال الكرات السريعة، وإبطال مفعول هذا المركز والحدّ من خطورته لا يحتاج إلا إلى تصعيب الإرسال وتوجيهه إلى بعض المراكز المحدّدة حسب تمركز صانع الألعاب مما يضطر الأخير إلى توجيه كراته للاعبي الأطراف الذين سيكون حائط الصد لهم بالمرصاد، وهذا ما فعله دار كليب وستفعله البقية الباقية، وسعى الكابتن هشام داود مدرب النجمة إلى التحايل على حائط صد دار كليب بتغيير استراتيجية الهجوم القصير وأخذ الكرة من خلف المعد إلا أنّ قراءة صد دار كليب كانت حاضرة وبالمرصاد، ولن تنتهي معاناة النجمة إلا باستقطاب لاعب سوبر ليؤدي من الأطراف وخاصة مركز (4) هذا المركز الذي يشغله حاليا المهاري خليل عبدالنبي وإبراهيم المالود ومحمد عبدالأمير وهؤلاء غير قادرين على إعمال الفارق والحفاظ على توازن الفريق إما لقصر القامة ونقص الخبرة أو غياب التركيز ويحتاج عبدالأمير على وجه التحديد إلى وقفة جادة من الجهاز الفني بقيادة هشام داود لوقف سيل إهداره للكرات سوى الإرسال منها أو الهجوم وأعتقد أنّ ورقة الإحصاء التي يشتغل عليها دوما المدرب المساعد حسن خليل شاهدة على ما نذهب إليه ونعتقد أنه متى ما توافر اللاعب المتمكن في مركز (4) القادر على قيادة الفريق ويكون محل ثقة اللاعبين وقبل الجميع الجهاز الفني عندها نراهن على النجمة بعدم خروجه من مولد المسابقات خالي الوفاض.
لا لماثيو.. نعم للجميع
يؤمن الكابتن خالد جناحي مدرب طائرة الرفاع الشرقي نظريا وعمليا بمقولة »ما تغلب به العب به« حتى لو كان هذا على حساب اللعب الجماعي الذي تنتمي إليه الكرة الطائرة، ورأينا هذا خلال الموسم المنصرم عندما عوّل الفريق كثيرا على القوي الأمريكي وليم رغم وجود القوي الآخر عبدالله سعيد الذي كان يمثل الساعد الأيمن للأمريكي، والأمر نفسه كشفه لقاء الفريق أمام النصر عندما مارس الدور نفسه هذه المرة النيجيري ماثيو حتى شعرنا مع ذهاب المباراة في أشواطها بالتعب الذي حلّ بالنيجيري عندما اعتمد عليه صانعا اللعب فاضل علي ومحمد عبدالله بالهجوم من المنطقتين الأمامية والخلفية، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: ماذا سيفعل الجهاز الفني متى ما غاب التوفيق عن اللاعب أو أنّ حائط الصد وقف له بالمرصاد؟ فمن مصلحة الفريق عامة والنيجيري على الوجه الأخص أن يتوزّع حمل المباريات على بقية اللاعبين، وهناك أكثر من لاعب يحتاج إلى استعادة الثقة، فكرة الطائرة لعبة خداع وتحايل وليس أداءً مكشوفًا ومقروءًا ومتوقّعًا، وعلى الكابتن خالد جناحي إعادة النظر في استراتيجيته والسعي إلى استثمار كل أوراقه الرابحة قبل فوات الأوان حتى لا يتحوّل بقية اللاعبين إلى مجرد عدد في الملعب.