أخبار دولية
الحكومة الأفغانية توافق على إجراء محادثات بين طالبان والولايات المتحدة
تاريخ النشر : الخميس ٥ يناير ٢٠١٢
كابول - (ا ف ب): منحت الحكومة الافغانية أمس الاربعاء موافقتها على اجراء محادثات سلام بين متمردي طالبان والولايات المتحدة وفتح مكتب لطالبان في قطر. وقالت الحكومة في بيان ان «افغانستان وبهدف انقاذ البلاد من الحرب والمؤامرات وقتل الابرياء ومن اجل التوصل إلى سلام، توافق على اجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان وفتح مكتب لطالبان في قطر». وقال بيان الحكومة ان كابول «تعتبر المفاوضات الطريق الوحيد للتوصل إلى سلام لانهاء الحرب والعنف اللذين فرضا على شعبنا».
ويرى محللون ان استعداد حركة طالبان لفتح مكتب سياسي خارج افغانستان قبل محادثات السلام المتوقعة مع الولايات المتحدة يمكن ان يكون خطوة مهمة على طريق التوصل إلى نهاية للحرب الدموية في افغانستان عن طريق التفاوض. واعلنت الحركة المتشددة يوم الثلاثاء التوصل إلى اتفاق مبدئي حول هذا الموضوع من خلال عدة محاور منها قطر.
وقالت الحركة في بيان نشر على موقع «صوت الجهاد» الذي تستخدمه «رغم وجودنا القوي في الداخل (في افغانستان) فاننا مستعدون لان يكون لنا مكتب في الخارج من اجل (المشاركة في) المفاوضات». واعتبر المحللون بيان طالبان مؤشرا على تراجع الحركة عن رفضها السابق للتفاوض قبل ان تنسحب جميع القوات الاجنبية عن الاراضي الافغانية.
وصرح جيران هيواد المحلل في مؤسسة «شبكة افغانستان للتحليل» الفكرية لوكالة فرانس برس أمس الاربعاء «اعتقد ان هذه انباء ايجابية للسلام في افغانستان». واضاف «حتى الامس (الثلاثاء) لم تكن طالبان تتحدث حتى عن مفاوضات. ولكنهم يقولون الان انهم مستعدون لفتح مكتب في قطر.. وهذه بالتأكيد خطوة ايجابية باتجاه السلام».
وقال هارون مخير من مركز الابحاث ودراسات السياسيات في افغانستان ان افتتاح مكتب لطالبان سيكون «جيدا للسلام» لكنه «سيكون انتكاسة للرئيس الافغاني حميد قرضاي حيث تسعى طالبان إلى اجراء محادثات مباشرة مع واشنطن». وأضاف أن «ذلك يظهر ان طالبان مستعدة للمحادثات، وهذا يظهر انهم يتعرضون لضغوط والان يريدون التفاوض».
الا ان حركة طالبان التي ازيحت من السلطة في الغزو الذي شنته الولايات المتحدة في اواخر 2001، تريد «التفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة من اجل الالتفاف على حكومة قرضاي». واضاف «في النهاية تمكنوا من اقناع الولايات المتحدة، وبالتأكيد فان ذلك انجاز كبير لطالبان ونكسة لحكومة كابول».
واشار مير إلى ان طالبان تغلبت على حكومة قرضاي التي سعت إلى قيادة اية عملية سلام داخل البلاد بنفسها. ووافق قرضاي على انه اذا ارادت واشنطن اقامة مكتب لطالبان في قطر لاجراء محادثات السلام، فانه لن يقف عائقا في طريق ذلك طالبان ان ادارته هي التي تقود تلك المحادثات. الا انه لم يتضح شكل المحادثات المحتملة حتى يوم أمس الاربعاء، حيث رفضت حركة طالبان الادلاء باية تصريحات اضافية او تقديم تفاصيل.
وردا على طلب بتأكيد ان قطر ستكون مقر المكتب الجديد. قال يوسف احمدي من حركة طالبان لوكالة فرانس برس «لن اضيف أو اغير اي كلمة مما قلناه في بياننا». الا ان اسماعيل قاسميار العضو البارز في مجلس السلام الاعلى الذي عينته الحكومة، قال «نرحب ونوافق على ان طالبان يجب ان يكون لها عنوان، ولكننا لانزال نفضل ان يكون هذا العنوان داخل افغانستان».
واضاف «نحن متفائلون بهذه الخطوة ونرحب بها ولكن يجب ان تكون المحادثات شفافة، ويجب ان يكون مكتبهم في قطر مقام على قواعد قانونية، ويجب ان يكون فقط لاغراض المحادثات بين الافغان». وفي رد فعل على بيان طالبان قالت الولايات المتحدة ان على المتمردين التخلي عن العنف قبل بدء اية عملية سلام حقيقية في افغانستان.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض «نحن نرحب باية خطوة على طريق العملية التي يقودها الافغان باتجاه المصالحة»، مضيفا ان شروط ما يسمى بالمصالحة «لم تتغير». واضاف «لقد قلنا دائما ان المصالحة مع طالبان لن تأتي الا بشرط انفصالها عن القاعدة وتخليها عن العنف والتزامها بالدستور الافغاني، وهذه الشروط لاتزال قائمة».