الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الصحة


مرور 125 عاما على اكتشاف الموجات الكهرومغناطيسية

تاريخ النشر : الخميس ٥ يناير ٢٠١٢



كانت التجهيزات بسيطة نسبيا في الغرفة التي اتخذها هاينريش هيرتس مختبرا له، لم تتجاوز تلك التجهيزات عصا معدنية بها ما يسمى كريات إرسال، كجهاز إرسال، وحلقة معدنية بسيطة غير متصلة في جزء صغير من أجزائها كمستقبل.
هكذا نجح الألماني هاينريش هيرتس في الحادي عشر من نوفمبر عام 1886 في مدينة كارلسروه الألمانية في نقل إشارة وبذلك إثبات وجود الموجات الكهرومغناطيسية.
لقد كانت هذه التجربة البسيطة بمثابة الأساس الذي قام عليه تطوير الرسائل البرقية وقامت عليها فكرة الراديو.
وفي اشارة لذلك، يقول الأستاذ فولكر كريبس، رئيس جمعية هاينريش هيرتس في مدينة كارلسروه جنوب غربي ألمانيا إن هيرتس غير العالم بشكل هائل «وذلك رغم أن هيرتس لم يفكر في هذا التطبيق العملي الذي توصل إليه العالم للموجات الكهرومغناطيسية.. حيث كان البحث هو مبتغاه الأول.. لم يهتم كثيرا بما يمكن أن تؤدي إليه نتائج بحثه» حسبما أوضح كريبس.
أما الرسائل البرقية، فلقد تحققت عمليا من الناحية الفنية على يد عالم الفيزياء الروسي ألكسندر بوبوف عام 1896، كما أن التاريخ سجل العالم الإيطالي جوجليمو ماركوني على أنه رائد الاتصال اللاسلكي.
يتمثل الإنجاز الذي حققه هيرتس في أنه أثبت أن الموجات الكهرومغناطيسية تنتشر بنفس الطريقة ونفس السرعة اللتين تنتشر بهما الموجات الضوئية مؤكدا بذلك نظرية الكهرومغناطيسية لصاحبها جيمس كليرك ماكسويل. وأشار كريبس إلى أن «المدهش هو تلك الأدوات التي استخدمها هيرتس في إثبات ذلك». يشار إلى أن تردد التذبذبات الكهرومغناطيسية يقاس الآن بوحدة الهيرتس.
ولد هيرتس في مدينة هامبورج في الثاني والعشرين من فبراير عام 1857، تعلم في برلين ثم درس أستاذا في كيل وكارلسروه وبون.
وكان أحد الذين اكتشفوا موهبة هيرتس هو أستاذه وصديقه ومشجعه البروفيسور هيرمان فون هيلمهولتس الذي كتب عنه يقول: «كان ذا عقل قادر على أقصى درجات التفكير الحاد والواضح والمنطقي، وكان يمتلك أكبر قدر من اليقظة لملاحظة الظواهر غير المرئية».
كان هذا الشاب الباحث ضربة حظ بالنسبة لجامعة كارلسروه الناشئة، كما كان العمل في هذه الجامعة جذابا لهذا الشاب الذي لم يتجاوز 28 ربيعا «فقد كان راضيا عن ظروف البحث في هذه الجامعة» حسب توضيح كلاوس نيبرت، موظف الأرشيف في معهد كارلسروه للتكنولوجيا.
لم يكن هيرتس يدرس للكثير من الطلاب مما أتاح له الكثير من الوقت للبحث العلمي. وفي كارلسروه، وجد هيرتس أيضا شريكة حياته، اليزابيث دول، التي أنجبت له ابنتين.
يرى كريبس أن هيرتس كان سيحصل على جائزة نوبل لو أنه أدركها، ولكن العمر لم يمهله كل ذلك الوقت حيث توفي في الأول من يناير 1894 عن 36 عاما، بتسمم في الدم، أي قبل سبع سنوات من أول مرة تمنح فيها جائزة نوبل، عام .1901