الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

وفد «الملتقى الوطني» يزور مجلسي المسلّم والمحمود ويدعو إلى المصالحة

الشيخ المحمود: لم أحزن في حياتي كما حزنت هذه الأيام

تاريخ النشر : الجمعة ٦ يناير ٢٠١٢



أكد أعضاء وفد من الملتقى الوطني الاجتماعي خلال زيارته مجلسي المسلم والمحمود في الحد مؤخراً، ضرورة تفعيل الجانب الاجتماعي للتوصل الى مصالحة وطنية يشارك فيها جميع مكونات المجتمع.
وبين الوفد خلال زيارته لمجلس المسلم، أهدافه ودوافعه الرامية إلى ردم الهوة عبر الزيارات المستمرة التي يرتجى منها الخير، فالانقسام حدث والشرخ عميق، والمحرق سباقة إلى الخير، وعبر تاريخها كانت ولا تزال مصدراً للتعايش.
وأضاف ممثلو الملتقى «هناك واقع مأزوم جعلنا نتحرك ولا يمكننا قبول هذا الوضع المزري، وبالتالي فإن الجانب الاجتماعي مثمر جداً وبإمكانه أن يقودنا الى المصالحة وطنية جامعة تحتضن الجميع، لأن الدروس علمتنا أننا أبناء وطن واحد، ولا يمكن أن نلغي أي طرف أو إقصاؤه».
وتابعوا «نريد أن نخطو جميعاً الخطوة الأولى التي تمهد لمصالحة حقيقية يشارك فيها الجميع، ابتداءً بالدولة وانتهاءً بالمواطن، وعلينا ألا ننزلق نحو الاصطفاف الطائفي، فهناك جهد على الجميع أن يبذله».
وذكروا أن «أسباب الشرخ الحاصل كثيرة ولكن كيف تتم معالجته؟ فالبحرين بلد التعايش بين مختلف الأديان، وفي احتفال المسيح تبادل البحرينيون التهنئة فكيف مع أبناء الدين الواحد».
وتحدث وفد الملتقى الوطني الاجتماعي عن «الحاجة إلى عقلنة الخطاب في المرحلة المقبلة، وأن نتجاوز كل التراكمات السابقة حفاظاً على وئامنا الوطني ونسيجنا الاجتماعي».
وكان لصاحب المجلس علي المسلم كلمة قال فيها: «المشاكل التي وقعت على رأس المواطنين البحرينيين وجرحتهم جروحاً اجتماعية عميقة، وبعثرتهم شيعاً وأحزابا، هي ليست من ديدن المسلم الذي يؤمن بوحدانية الخالق ووحدة المصير، فهذه المجموعة المنتمية إلى الملتقى نسأل الله أن يبارك فيهم وفي مسعاهم».
ورأى أن «البحرين لا يزال فيها أناس غيورون وحريصون على لم الشمل ووأد الفتنة الطائفية، ومثل هذه اللقاءات التي بدأت بالصحف المحلية ثم انتقلت إلى المجالس، هي ثمرة مباركة».
وتمنى من أعضاء الملتقى الاستماع لخطباء المساجد، لعقلنة الخطاب الديني والعمل على نزع أي تأجيج وفتنة منه.
وتابع المسلم «إذا كانت هناك مطالب فنحن كلنا وراءها، ولكن يجب أن تأخذ قنواتها الرسمية من خلال البرلمان، وإذا لم تنفذ فمن خلال المسيرات المرخصة والاعتصامات المنظمة».
ودعا «الجميع إلى الجلوس على طاولة الحوار، فكل الشعوب والطوائف التي تقاتلت، عادت إلى نقطة البداية وبدأت بالحوار، وما يجري في البحرين مآله الجلوس الى طاولة الحوار»، آملاً «من جميع العقلاء ومن بيدهم خيار التحاور، أن يعلنوا صراحةً ويجلسوا الى طاولة الحوار لإعادة البناء على طريق الخير»، شاكراً أعضاء الملتقى الوطني الاجتماعي، متمنياً لهم التوفيق والسداد فيما يسعون إليه من خير للوطن وأبنائه.
وفي زيارتهم لمجلس المحمود، أشار أعضاء الملتقى إلى أن «القلوب دائماً ما ترجع الى سالف عهدها، والاخوة يتزاورون ولم تكن هناك فرقة، وعلينا أخذ الدروس والعبر، والفتنة يجب أن تهدأ».
وشدد أعضاء الملتقى على «الحاجة إلى العقلاء والحكماء لرأب الصدع والنظر الى المستقبل، فالمذاهب ليست وليدة اليوم، ونتمنى من كل شخص أن يقوم بدوره بالكلمة الهادفة التي تجمع ولا تفرق من أجل مستقبل مزهر للوطن، فالوصول إلى طريق المصالحة يتطلب مزيداً من المكاشفة والمصارحة، وهناك شرخ عميق في المجتمع، ولا نريد لمجتمعنا أن يتحول مثل المجتمعات الأخرى التي كانت مثالاً للتعايش المشترك، وأصبحت ساحة للاقتتال والتحارب الطائفي».
واتفقوا على أن «الوضع السياسي أثر على الاقتصاد والعلاقات الاجتماعية والنفوس، وعلينا أن نبدأ بجرعة تصالحية بطريقة منهجية وحضارية، ونبتعد عن توظيف المذهبية في الأمور السياسية، والتركيز على التعايش المشترك بين أفراد الوطن الواحد، فجميعنا متفقون بأن هناك مطالب مشروعة اتفق عليها الطرفان».
من جانبهم، أشاد الحضور بدور الملتقى، داعين إلى تكاتف الجهود للحفاظ على النسيج الاجتماعي، وتتسع قوى الاعتدال والاتزان، فالوطن يحتضن الجميع، مؤكدين ضرورة أن يجتمع علماء الطائفتين لما له من أثر في توحيد الصف الوطني.
أما الشيخ عبداللطيف المحمود فقال: «المصالحة طريق مشروع عقلاً وشرعاً، وتعتمد على أساس المشكلة ونتائجها، وعلى معالجة تأخذ طبيعة المشكلة ذاتها، فنحن شعب عريق يحب بعضه بعضا وضرب به المثل عبر تاريخه العريق، فالبحرين بما تمثله كجزيرة ونظراً الى دورها التجاري الريادي، كانت منطقة التقاء واحتضان للكثير من أصحاب الديانات والمذاهب، ورمزاً للتعايش بين جميع الأطراف».
وأضاف المحمود «لم أحزن في حياتي كما حزنت هذه الأيام، فما نردده من كلمة شيعة وسنة، ترددت على ألسنتنا كثيراً طوال هذه الأيام، أكثر مما كنا نرددها طوال أربعين عاما».
ولفت إلى أن «طبيعة العائلة من علماء وتجار، تتداخل وتربطها علاقة كبيرة مع الجانب الشيعي، ويعملون معاً في الدلالة والطواشة، وقادتنا هذه العلاقات إلى تعايش فريد من نوعه، فكان سمة مشتركة وأنموذجا رائعا، ولكن ما حدث في الفترة الأخيرة جعلنا نتفاءل».
وتساءل المحمود «لماذا وصلنا إلى هذه الحالة، وكأن كل الذي بني طوال السنوات ذهب سدى؟»، متطرقاً إلى «وجود احتقان طائفي، فهناك من يغرس الروح العدائية، ومسئوليتنا تجاه بلدنا وأجيالنا وأولادنا ألا نرثهم هذه التركة الثقيلة من الطائفية البغيضة».
وحيا الشيخ المحمود دور الملتقى الوطني الاجتماعي، شاكراً دور الأعضاء وطريقهم الذي على الجميع أن يسلكه، معرباً عن تفاؤله طالما كان هناك نخب وأبناء يحملون هذا الهم في الحفاظ على النسيج الوطني، مؤكداً «سنكون داعمين لكل خطوة تعزز المصالحة وتقضي على الاحتقان الطائفي».