أخبار البحرين
خلال ندوة تجمع الوحدة الوطنية
الأمين العام لمنتدى وحدة الخليج: الاتحاد ضرورة قبل تفاقم الأضرار
تاريخ النشر : الجمعة ٦ يناير ٢٠١٢
أكد رئيس تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود ان الكونفيدرالية أصبحت مطلبا شعبيا بعد ان كانت أملا يراود دول الخليج، مشيرا إلى ان الاتحاد بين دول الخليج قادم لا محالة، جاء ذلك خلال اللقاء الشهري لتجمع الوحدة الوطنية الذي أقيم أول أمس بمقر التجمع الكائن بالبسيتين واستضاف خلاله الأمين العام لمنتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية فهد البذال الذي القي محاضرة بعنوان (الاتحاد الخليجي: رؤية شعبية)، أكد خلالها ان النظام الكونفيدرالي يضمن لكل دولة نظامها وسياستها ووضعها الداخلي الخاص، في حين تصبح السياسات الخارجية والاقتصادية والمالية والأمنية موحدة فيما بينها، ولذلك يجب ان يكون هناك المزيد من الدعم لقيام الكونفيدرالية الخليجية، مشيرا إلى ان مجلس التعاون الخليجي اثبت عند غزو العراق الكويت انه منظومة من حيث الاسم فقط لأنه عجز عن القيام بأي فعل تجاه ذلك الغزو على إحدى الدول المنضمة الى المجلس.
واستطرد قائلا: «ان قضية الوحدة الخليجية هي إحدى الأسس التي سيتم تداولها في مجلس الأمة الكويتي القادم، وخصوصا واننا شعوب المنطقة نعيش في دول مقسمة وفق أنظمة وقوانين وحدود، والدعوة إلى الوحدة لن تخرج عن أربع قضايا مهمة وهي، سيادة الدولة على ترابها دون التدخل بقراراتها الداخلية، وسوف تقام مؤسسات اتحادية تجمع قرارات كافة دول مجلس التعاون الخليجي، والأولوية القصوى لهذه المؤسسات هي وحدة المؤسسات العسكرية، وتحقيق الاتحاد الاقتصادي الذي يقوم على توحيد العملة، والمزايا الجمركية، وسوف يتبع ذلك أربعة مميزات، وهي حرية التنقل والتوزيع الجغرافي، بالإضافة إلى التوحيد الدبلوماسي القادر على امتلاك وحدة سياسية من جهة، والقيام بكل ما هو رأي سياسي موحد على صعيد الكونفيدرالية».
وأضاف: ان القضية الثانية هي المكاسب السياسية المنتظر تحقيقها حال إقامة الكونفيدرالية لقدرتها على ان تتماثل مع رغبات الشعوب النابعة من الحرية وتحقيق مطلب الأمن الجماعي الضامن لسيادة الحكومات على ترابها، وتحقيق المطلب المعيشي للشعوب عن طريق رفع القدرة الشرائية تسخر فيها الثروة الوطنية وفق تطلعات شعوبها.
وأشار إلى ان سيادة الدول هي الهاجس الذي يعصف بالمواطنين، مبينا انه دعا إلى الاتحاد في 10/10/2010، أي قبل الربيع العربي، وكان هذا المطلب دليل على قراءة صحيحة للواقع، نظرا لان التطورات السريعة أكدت على ضرورة الاتحاد حتى لا يزداد الأمر سوءا، موضحا ان الاتحاد أربع مستويات يبدأ بالتعاون بين الدول، ثم يرتقي إلى الكونفيدرالية، ثم الفيدرالية ومن ثم ينتهي بالاتحاد الكلي، الذي يحفظ للبلاد حكومتها ودستورها ولا يمس سيادتها، وكي تكون هناك دولة تابعة لأخرى أو حاكم تابع لآخر فيكون اتحاد قائم بين دول لها سيادة، وكي يعيش الناس بشكل أفضل لإكمال المؤسسات وأهمها المؤسسة الأمنية واتحاد الجيوش حتى لا نلجأ في حال وجود أي خطر يهددنا إلى الغرب لحمايتنا، كما حدث أثناء غزو الكويت إذ لم تستطع دول مجلس التعاون ان تفعل شيئا، لافتا إلى ان دول الخليج ظلت ثلاثين عاماً يربط بينها الاتحاد التعاوني والآن يجب الانتقال إلى الشكل الكونفدرالي لضمان قوة سياسية أكبر، وخاصة ان فكرة الاتحاد تتيح لكل دولة من الدول الست الاحتفاظ بدستورها وحكامها ومؤسساتها الداخلية، ويبقى التنسيق في المجال الخارجي بشكل أقوى من الوضع الحالي بغرض إحلال الأمن في دولنا، مشيرا إلى ضرورة تزامن الإصلاحات السياسية الداخلية في الدول التي يُراد لها تشكيل الاتحاد الكونفيدرالي الخليجي.
وقال: ان الوحدة مطلوبة لحل مشكلة الضعف المتفشي بين الدول كحل وسبيل دائم ومتكامل، وهي بحد ذاتها دعوة حقيقية أمام إصلاح الوضع السياسي للحكومات لعلاج معظم القصور الذي تعاني منه، مشيرا إلى أن أول هذه المطالب هو دعم قضية المواطنة من خلال تقنينها لتتواءم مع الصالح العام، بالإضافة الى العمل على دعم مؤسسات المجتمع المدني وإنهاء احتكار العائلات الحاكمة عليها، والعمل على النهوض بالمجالس التشريعية ومراقبة نظيراتها التنفيذية والقضائية.
وتطرق البذال إلى ضرورة الاتحاد بالنسبة لدول مجلس التعاون كافة موضحا ان إيران تستهدف السعودية عن طريق مملكة البحرين، مشيرا إلى ان الهاجس الرئيسي للكويت هو الأمن بعد تعرضها للغزو وكان الغرض منه محو الكويت، وفى حال الاتحاد على من يريد الإقدام على هذه الخطوة مرة أخرى ان يواجه الجميع، ومملكة البحرين مشكلتها ان هناك من يسعى وينادي بضمها إلى إيران، أما الإمارات فتعاني من تدني التعداد السكاني بشكل مخيف فالمواطنون اقل من 7%، وتؤكد الدراسات أنهم بعد عشر سنوات سوف يصبحون 1%، فيما أثبتت إحصائية أجرتها قطر الشهر الماضي ان اليد العاملة الأجنبية وصلت إلى 99,6%، وهذا يعد خللا سكانيا رهيبا، كما ان سلطنة عمان تعاني منذ زمن من الانكشاف الأمني وكانوا يستعينون بأمريكا وبريطانيا، والاتحاد سوف يمحي الخوف المرتبط بوجودها على ممرات إستراتيجية، وسوف يحل مشكلة الخلل السكاني في قطر والإمارات، والتخوف الأمني في الكويت والبحرين.
وأوضح الأمين العام لمنتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية فهد البذال ان الاتحاد الكونفيدرالي كان نابعاً من صدق مشاعر المواطنين نسبة إلى مدى استشرافهم من الفائدة التي يحصلون عليها من إقامة الاتحاد، مشيراً إلى أن المستفيد الأول من إقامته هم الأسر الحاكمة بالدرجة الأولى، ثم رجال الأعمال الذين سيشهدون عهدا مشرقا من الازدهار الاقتصادي نتيجة انفتاح الأسواق والحدود وحرية التنقل والسفر، أما الفئة الثالثة المستفيدة فهم شعوب المنطقة مستنبطاً هذا من عدة تكتلات استفاد مواطنوها من المزايا التي ضمنها الاتحاد.
وشدد أكاديميون وشيوخ دين وإعلاميون على ضرورة ترجمة حكومات دول مجلس التعاون الخليجي للدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين القاضية بإقامة اتحاد خليجي يربط بين دولها وشعوبها، مشيرين إلى أن هذا المطلب يضمن أمن واستقرار المنطقة ويقف حائط صد أمام كل التهديدات التي تسوقها إيران ومن يدور في فلكها بعدما بلغت تلك تهديدات حتى العظم وبات من الضروري إيقاف امتدادها.
كما تطرقوا إلى ضرورة اضطلاع الحكومات الخليجية بكل الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والدينية، إلى جانب تأكيد دور القوى الشبابية ورجال الأعمال والمرأة في الحراك الشعبي الخليجي كشرط أساسي لتحقيق الوحدة الخليجية.