الرياضة
وقت مستقطع
تاريخ النشر : الجمعة ٦ يناير ٢٠١٢
سؤال استفزازي
لا يختلف اثنان على أنّ فريق الكرة الإسباني برشلونة (البارشا) صار يقف وحده متربعا بجدارة واستحقاق على قمة الأندية العالمية أداء ومتعة وألقابا ونجومية، ولفتت نظرنا كلمة قالها بتواضع الكبار مهندس الكرة الأرجنتينية خوان رومان ركيلمي: جيلي كان يرى في النجم مارادونا قدوة، بينما الجيل الحالي ينظر إلى ميسي على أنه الالقدوة الأولى، إذا ما أخذ بعين الاعتبار أنّ الداهية الأرجنتينية (ميسي) هو قائد الأوركسترا البرشلونية.
تعددت الألقاب والنعوت التي ألبسها النقاد والمحللون للفريق الكاتلوني، فمنهم من قال: أنّ هذا العصر الكروي هو عصر برشلونة، وآخرون يرون فيما يقدمه البارشا بأنه ماركة خاصة محفوظة الحقوق له، ولا تقبل التقليد والاستنساخ، وطرف ثالث يراهنون على أنّ ما يسطره أبناء غارديولا مدرب الفريق لا يمكن لأحد أن يفكّ شفرته، وغيرها الكثير من المفردات الإطرائية، ولو عدنا إلى الوراء قليلا وبالتحديد في المونديال العالمي الذي استضافه جنوب أفريقيا وبصم المنتخب الإسباني على لقبه لرأينا أنّ نجوم بطل المونديال الأفريقي كانوا يمثلون أغلب عناصر المنتخب الإسباني، وكل ما سبق يأخذنا إلى طرح السؤال الاستفزازي إن صحّ التعبير: ماذا لو أتاحت إمبراطورية الفيفا الفرصة الاستثنائية لمشاركة فريق استثنائي كبرشلونة بكل نجومه الحاليين في المونديال العالمي القادم والمقرر له بلاد السامبا البرازيلية ؟ فهل الفرصة مواتية لفريق الإقليم الكاتلوني لمقارعة المنتخبات العالمية وفرض إيقاعه عليها وإحراجها في الوقت نفسه أمام أنصارها بل والذهاب بعيدا للقبض على اللقب في سابقة رياضية كروية هي الأولى من نوعها منذ تهجّى أهل البسيطة أبجديات الكرة؟ نتمنى أن لا يكون السؤال المطروح ينطوي على شيء من الاستفزاز لقارئيه، ولكن ما نراهن عليه أنه أيّ السؤال سيصطدم برود متفاوتة، فمنهم من سيتعاطف معه وآخرون سيقفون ضده على الضفة الأخرى، ومع ذلك يستحق السؤال أن يطرح بالكيفية التي جاء عليها، لأنّ نجوم البارشا هم أبطال العالم على مستوى الأندية، وماذا ينقصهم ليكونوا أبطالا على مستوى المنتخبات؟ فهذا سؤال آخر.