أخبار دولية
25 قتيلا في هجوم انتحاري بدمشق وتظاهرات في جمعة «التدويل مطلبنا»
تاريخ النشر : السبت ٧ يناير ٢٠١٢
ادى هجوم انتحاري في دمشق إلى سقوط 25 قتيلا على الاقل و46 جريحا معظمهم من المدنيين امس الجمعة الذي دعا الناشطون المعارضون لنظام الرئيس السوري بشار الاسد الى التظاهر خلاله تحت شعار «إن تنصروا الله ينصركم. التدويل مطلبنا».
وقال التلفزيون السوري ان تفجيرا انتحاريا وقع في حي الميدان القديم في دمشق امس، مشيرا الى «سقوط عشرة شهداء والعثور على اشلاء حوالى 15 شهيدا وسقوط 46 جريحا». واوضح ان الهجوم حدث في «حي شعبي قرب مدرسة حسن الحكيم في مكان مزدحم»، مؤكدا ان «الاعتداء الارهابي استهدف السكان والانفجار كان قويا».
ولم تتهم السلطات السورية اي جهة بالوقوف وراء التفجير، لكن جماعة الاخوان المسلمين رأت انه «انفجار جديد مفتعل يشير بزمانه ومكانه ونتائجه بوضوح وجلاء إلى هوية مرتكبيه». وأدانت الجماعة «الجريمة البشعة ومرتكبيها» وحملت «النظام واجهزته وعصاباته المسؤولية الكاملة عن الجريمة وتداعياتها وتوظيفاتها». ورأت ان «النظام واجهزته وعصاباته وشبيحته هم وحدهم المستفيدون من هذا التفجير وهم وحدهم المالكون لادواته وهم وحدهم القادرون عليه». واتهمت النظام السوري «بالاختباء وراء تنظيم القاعدة والارهابيين والمندسين ليستدر تأييد العالم»، مطالبة «بتحقيق دولي وتحقيق عربي في وقائع هذا التفجير».
من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط ثمانية قتلى امس الجمعة برصاص قوات الامن السورية في حماة وحمص وريف دمشق. وقال المرصد ان «عدد الشهداء المدنيين الذين قتلوا خلال اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية في احياء مدينة حماة ارتفع الى اربعة». واضاف المرصد ان «مواطنا يبلغ من العمر 36 عاما استشهد بعد منتصف ليل الخميس الجمعة اثر اطلاق الرصاص عليه عندما كان يقف على شرفة منزله في شارع الملعب بحي الحمرا» في حمص.
وفي ريف دمشق، تحدث المرصد عن «استشهاد ثلاثة مواطنين باطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية بينهم اثنان في مدينة حرستا وشهيد في ضاحية قدسيا». واشار الى ان «عشرة مواطنين اصيبوا بجروح اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن
على متظاهرين في بلدة انخل» الواقعة في محافظة درعا حيث تحدث عن «انتشار امني في محيط مساجدها لخروج المظاهرات بعد صلاة الجمعة».
كما تحدث عن «انتشار لقوات الامن السورية في شوارع مدينة الصنمين وتنفيذ حملة اعتقالات عشوائية» فيها. واشار المرصد الى ان «انفجارين شديدين هزا قبل قليل (أمس) مدينة دير الزور» شرق سوريا.
وتلبية لدعوة الناشطين الى التظاهر امس تحت شعار «ان تنصروا الله ينصركم. التدويل مطلبنا»، قال المرصد ان خمسين الف متظاهر تجمعوا في ساحة الجامع الكبير في مدينة دوما» قرب دمشق. كما اشار الى «تظاهرات حاشدة خرجت بعد صلاة الجمعة في عدة بلدات وقرى بمحافظة ادلب تطالب باسقاط النظام وتدويل الملف السوري»، وذلك غداة مطالبة قائد «الجيش السوري الحر» الجامعة العربية باعلان «فشل» مهمة مراقبيها واحالة ملف بلده الى الامم المتحدة. ولفت المرصد الى انه «رغم الانتشار الامني الكثيف خرجت تظاهرة حاشدة في مدينة الصنمين في محافظة درعا طالبت باسقاط النظام».
ودعت صفحة الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011، احدى المجموعات التي تقف وراء الاحتجاجات على الانترنت، الى هذه التظاهرات.
ويقوم فريق من مراقبي الجامعة العربية بزيارة سوريا منذ السادس والعشرين من ديسمبر للتحقق مما اذا كان نظام الرئيس بشار الاسد يطبق المبادرة التي تقضي بوقف قمع الحركة الاحتجاجية.
وتأتي هذه الدعوة الى التظاهر بكثافة بعد صلاة الجمعة قبل اجتماع للجامعة العربية الاحد لمناقشة مهمة المراقبين التي واجهت انتقادات خلال الاسبوع الجاري.
وكان قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الاسعد طالب في اتصال هاتفي يوم الخميس الجامعة العربية باعلان فشلها في سوريا، مطالبا باحالة الملف السوري الى الامم المتحدة. واوضح الاسعد ان مجموعة من عناصر «الجيش الحر» التقت في مدينة حمص مجموعة من المراقبين واعطتهم «اسماء المعتقلين واخبرتهم عن الظروف التي نعيشها وضغوط النظام السوري». وقال الاسعد الذي يتخذ من تركيا مقرا له «نتمنى من العرب ان يعلنوا ان مبادرتهم فشلت». واضاف «نتمنى من الجامعة ان تتنحى جانبا وتضع المسؤولية على الامم المتحدة لانها اقدر على حل الامور ونحن مع احالة الموضوع الى الامم المتحدة وكل الشعب السوري يريد» ذلك.
واتهم الاسعد السلطات السورية «بتضليل المراقبين» العرب. وقال ان «السلطات السورية تضلل المراقبين اخرجوا المعتقلين من السجون ووضعوهم في ثكنات عسكرية، كون بروتوكول المراقبين ينص على عدم الدخول الى الثكنات». وبعد ان تمنى في التصريح المسجل «الا يعود الى سوريا»، عاد واكد في توضيح لاحق انه لم يطالب بسحب المراقبين.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه امس الجمعة ان بعثة مراقبي الجامعة العربية المكلفين الاطلاع على الوضع في سوريا «ليست قادرة على اداء عملها بشكل صحيح». وقال جوبيه للصحفيين «ندعم الجامعة العربية التي ارسلت مراقبين الى سوريا لكن هذه البعثة ليست قادرة اليوم على القيام بعملها بشكل صحيح». وكان جوبيه قد حذر يوم الاربعاء في لشبونة ان على المراقبين العرب الموجودين في سوريا «الا يسمحوا بالتلاعب بهم» من قبل النظام.
وفي نيويورك، اعلن متحدث باسم الامم المتحدة ان خبراء في حقوق الانسان قد يدربون مراقبين من الجامعة العربية بهدف مساعدتهم على دراسة ظروف القمع الدامي في سوريا. وجاء هذا الاعلان بينما اعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الذي يرأس اللجنة الوزارية العربية حول سوريا يوم الاربعاء انه يسعى للحصول على مساعدة الامم المتحدة.
وقال بعد لقاء مع الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون يوم الاربعاء «جئنا للحصول على المساعدة الفنية والوقوف على الخبرة التي تتمتع بها الأمم المتحدة لانها المرة الاولى التي تشارك فيها جامعة الدول العربية بارسال مراقبين وثمة بعض الاخطاء».
وبحث بان كي مون والشيخ حمد «اجراءات عملية لكي تساعد الامم المتحدة بعثة المراقبين»، كما اعلن المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي.
الى ذلك قال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي انه سأل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) أن يطلب من الحكومة السورية العمل على وقف العنف في البلاد. وقال العربي بعد اجتماع مع مشعل في القاهرة انه سلمه رسالة للسلطات السورية تبرز ضرورة العمل بشفافية ومصداقية لوقف العنف في سوريا.