الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤٣ - الأحد ٨ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ١٤ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


يسرا: أنا محظوظة ومثلت مع القمم الفنية





عرفت بطباعها الهادئة، رومانسية، لا تعرف اليأس حتى إن فشلت، ملأت خزانة السينما والتلفزيون بأعمالها الكثيرة، دموعها أقرب إليها من النسيم، ورقه إحساسها تدفعها إلى الصمت، حين تواجه قسوة البشر، يسرا، تلك الفنانة التي تعد من فاتنات السينما، وهي كل مرة تظهر علينا نراها شابة وجميلة، وقد ساهمت في العديد من الأعمال الخيرية.. فكان لنا معها هذا الحوار الذي تحدثت فيه دونما خجل وفتحت لنا قلبها:

{ هل مازلت تعشقين الورد والشموع البيضاء والأغاني الرومانسية؟

- أنا لم أتغير، وطقوسي الخاصة هي أكثر ما يريح أعصابي ويجعلني مقبلة على الفن والحياة، فأنا أعشق الشموع البيضاء وكثيرا ما تكون بديلاً للإضاءة، ومن فرط حبي للورد أحزن جدا حينما تذبل وتموت، وحينما أقتني وردة أعمل على الحفاظ عليها أطول فترة ممكنة، أما الأغاني الرومانسية، خاصة القديمة لنجاة وفايزة أحمد وفيروز وأم كلثوم، فهي ليست فقط تقي روحي، بل تضبط حالتي المزاجية وقدرتي على الحب.

{ يسرا هل يجذبك الحنين للرومانسية بعد «بالشمع الأحمر»؟

- منذ سنوات لم أقدم عملا رومانسيا، وعلى الرغم من أنني أبحث عن نص جيد فإنني أتساءل: لو قدمت الرومانسية الحالمة هل تنجح الآن؟ وهل يصدق الناس أن هناك حبا بهذا القدر؟.. رغم قسوة «بالشمع الأحمر» فإن كل الحالات التي قمنا بتقديمها من الواقع ومن المشرحة كانت بمساعدة القائمين عليها، فالمجتمع تغير وأصبحت حكاياته مروعة.

{ أتذكر في حوار سابق أنك قلت إن الدراما كرمت النجوم الكبار بمسلسلاتها «الجريئة»، أين أنت من السينما الآن؟

- الظروف المحيطة بالسينما سيئة جدا، لأنني لا يمكن إلا أن أقدم عملا يليق بالمكانة التي أستحقها ويليق بي، ولابد أن يكون إنتاجه وفيرا ويعرض في وقت مناسب، ولذلك أتريث كثيرا في قبول أي عمل، ولكني أحضر فيلما جديدا أتكتم تفاصيله وأتمنى له النجاح، وأيضا عودة السينما إلى مجدها.

{ هل تذهبين إلى طبيب أمراض نفسية مثل عدد كبير من الفنانات والفنانين؟

- في الواقع هذا الموضوع قد يكون مفيدا جدا، خاصة أن تقمص الشخصية فترة طويلة يمكن أن يحدث اضطرابا نفسيا، كما أن الفنان شخصية حساسة جدا ويحتاج إلى أن يتحدث مع شخص كأنه يتحدث مع نفسه، وقد يكون هذا الشخص هو الطبيب النفسي.. ولكني أعالج نفسي بنفسي ولا أذهب إلى طبيب نفسي وتقبلت نفسي بعيوبها وتصالحت معها.

{ وماذا عن عيوبك؟

- تداركتها على مدى سنوات عمري، فكنت عصبية ولم أعد كذلك.. كنت مرعوبة وأصبحت أقل رعبًا، وما لم أتداركه هو القلق الزائد والرغبة في الاكتمال والكمال، ولكن هذه من صفات الله عز وجل، كما أنني أحيانًا أميل إلى العزلة ولا يمكنني مواصلة الحياة إلا بعدما أحصل على قسط وفير من الابتعاد يعيد إلي توازني.

{ رأيناك في معظم أدوارك أما حنونا.. في الواقع هل يصلح الرجل والحبيب لدور الابن؟

- بل إنه يحتاج في البداية إلى أن تكون حبيبته أما، ولا يشعر بالراحة والسكينة إلا إذا مارست معه هذا الدور، وزوجي كل حياتي وعلاقتنا تنطوي على قدر كبير من الحنان والتفاهم، ولكن أجمل شيء في الرجل أن يكون طفلاً أحيانًا، ولهذا يحتاج إلى ذكاء أم للتعامل معه.. ومن جانبي لا أرى حياة للمرأة بلا رجل.

{ يقولون إن الملل هو المارد الذي يطيح بأعتى العلاقات حبا.

- بالفعل.. وأجمل شيء أن يتزوج الإنسان ولا يفقد حريته وطريقته في الحياة، بشرط ألا تجرح الطرف الآخر أو تنال من حقوقه، فالمرأة لابد أن تفهم أهمية مساحة الهواء التي تعطيها للرجل، حتى لا تسلب منه قدرًا كبيرًا من حياته وطقوسه وأصدقائه، والأهم هو أن يعطيها في المقابل الثقة به، والعكس صحيح، وأنا وزوجي كل منا له عالمه وأصدقاؤه وكل منا يحافظ على الآخر بكل الطرائق.

{ أنت بعيدة تمامًا عن الحروب والأقاويل النسائية وتراشق الاتهامات.. هل هو منهج أم طبيعة؟

- هو الاثنان.. إذ لا بد للإنسان الذكي، خاصة في هذه الأيام المليئة بالصراعات وانعدام القيم ألا يختلق معارك جانبية تستهلك وقته وتهدر أعصابه، خاصة عندما تكون المعارك جارحة وتثير ردود فعل من الآخر، وأصعب شيء هو التجريح.. وعلى الجانب الآخر أنا بطبيعتي «في حالي»، وأنزعج جدا من الأحاديث الجانبية.

{ غنيت في فيلم «دانتيلا»، وغنيت في ألبوم غنائي وفيديو كليب «خلي الناس تحب» وقلت وقتها إنك سوف تحترفين الغناء ولم تكرري التجربة.. هل بسبب المزاج المتقلب أم لأسباب أخرى؟

- الغناء بالنسبة إلي حالة جميلة، ولكن لا يمكن إقحامها في كل الحالات.. فلا يمكن أن أغني في كل الأفلام ولا يمكن أن أغني لمجرد الحضور.. حالة جميلة تذكرني بالجميلة السندريلا سعاد حسني، ولا يمكن أن أقارن ذاتي بها أبدًا، ولكنها كانت تغني في أفلام ولا تغني في ٠٩% من أفلامها، ولم يطلب إليها أحد الغناء والاحتراف.. حالة قد تتكرر معي، وربما أعطيت وقتها تصريحات ناتجة عن عروض لم أقبلها تماما.

{ هل الإعلانات بالنسبة إليك حالة أيضًا.. ولا تؤثر في قدر النجوم؟

- معظم نجوم هوليوود اجتازوا تجربة الإعلانات، ولو تعلم كم الإعلانات التي رفضتها سوف تتعجب، وتعلمي أنك صدقت حينما قلت إن الإعلانات حالة بالنسبة إلي.. لأنها كذلك بالفعل، فقد قدمت إعلانًا مع النجم الكبير عمر الشريف وسعدت جدا بتجربتي معه، ولم أوافق عليه إلا حينما تم عرضه على النجم الكبير محمد منير، والمدهش أحمد عز، والعبقري عزت أبوعوف، وصديقتي العزيزة هند صبري، والجميلة دنيا، ووجدت أنه إعلان غير مباشر، وبه حالة فنية رائعة فقبلتها على الفور.. وقدمت من قبل إعلان (توعية) للسائقين مع هشام سليم، وكنت أعتبره رسالة كبيرة مع كثرة الكوارث التي نسمع عنها.

{ لماذا لم تناقشي قضايا فنية وسينمائية في برنامجك «بالعربي»، خاصة أنك مقدمة «جريئة» ومتألقة؟

- أتمنى هذا، ولكن برنامجي (بالعربي) كانت له رسالة محددة، تنطلق من أننا نرى جميعنا نصف الكوب الممتلئ قبل أن نتحدث عن السلبيات، ويتحدث عن الإمكانيات البشرية والمادية من خلال معلومات موثقة، ويدعو إلى استخدامها بشكل صحيح، وكان (حالة) أيضا.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة