الجريدة اليومية الأولى في البحرين



هدية علي سلمان «لإخوانه السنة»..!!

تاريخ النشر : الأحد ٨ يناير ٢٠١٢

محميد المحميد



لو بقي «علي سلمان» مائة سنة يحاول فك الارتباط التاريخي ونزع التوأمة الروحية بين السنة وآل خليفة لن ينال ذلك مطلقا، لأنه جاهل بطبيعة العلاقة بين السنة وعائلة آل خليفة، ولن يدرك تفاصيل العلاقة الراسخة والمتوارثة جيلا بعد جيل، ولن يتمكن من زعزعة الحب والولاء السني للعائلة الخليفية في نفوس الشعب المخلص، من أصغر طفل إلى أكبر شيخ عجوز، مهما أحاط خطبه وبياناته «الطائفية» بمفردات حول الحقوق والديمقراطية وطبيعة علاقة الحاكم والمحكوم.
علاقة السنة مع عائلة آل خليفة علاقة وجود ومصير، وقد زادت وتعمقت وترابطت أكثر بعد الأحداث والمؤامرة التي لم تفرق بين مواطن بحريني سواء كان سنيا أو من العائلة الخليفية أو شيعيا مخلصا. صحيح قد ينتقد البعض منا أخطاء وملاحظات حول أداء وأعمال أفراد من العائلة الخليفية في مؤسسات الدولة والشأن العام، ولكن هذا النقد لا يتجاوز حدوده إلى أي أمر آخر يريد أن يذهب به علي سلمان وأذياله إلى ما لا يقبله أي ضمير وعقل مواطن سني، وهذا الأمر ينطبق بالتمام على عائلات مخلصة كثيرة جدا من الطائفة الشيعية الكريمة، وعلى باقي مكونات الشعب البحريني المخلص.
علي سلمان تساءل بكل «مكر وخباثة» في خطبته الأخيرة وقال «هل رأيتم أن القضاء أخذ الحق لأحد من المواطنين مقابل أحد من أفراد العائلة الحاكمة؟» والجواب: نعم رأينا ذلك وأكثر منه كذلك، وارجع إلى ملفات المحاكم وإضباراتها وستعرف ذلك لو أردت، بل هناك قضايا رفعت في المحكمة الدستورية والقضاء البحريني ضد الحكومة الموقرة حول أمور عدة، ولكن السؤال الأفضل هو: هل رأينا القضاء أخذ الحق لأحد من المواطنين والمجتمع مقابل أحد من أعضاء المجلس العلمائي «غير القانوني» وعيسى قاسم ومن علي سلمان رغم التجاوزات والتحريض الذي يمارسونه يوميا والذي يعاقب عليه القانون لو قام به أي مواطن آخر؟
العجيب أن علي سلمان يطالب بكشف الميزانية التفصيلية لوزارة الدفاع والداخلية، فيما هو لا يقبل إطلاقا بكشف ميزانية المجلس العلمائي واستثماراته الخارجية وثروة كل رجل دين وثروة عيسى قاسم وأملاكه تحديدا، وقانون من أين لك هذا؟ بل إن قانون الأسرة في الشق الجعفري تم رفضه لأنه سيكشف أمورا وتجاوزات كثيرة عند المجلس العلمائي وسيحدّ من سلطته على المواطنين تحت عباءة الدين وخصوصية المذهب رغم المعاناة الأسرية التي تئن منها آلاف العائلات الشيعية في البحرين.
مشكلة علي سلمان أنه لا يدرك أنه في كل مرة يتطاول فيها على أفراد العائلة الخليفية ويثير غبار تساؤلاته الماكرة يزداد معها ارتباط السنة وباقي العائلات ومكونات الشعب المخلص بالعائلة الخليفية، وهو بذلك يقدم خدمة مجانية وهدية إلى الوطن و«إخوانه السنة» تحديدا في زيادة الارتباط وتوثيق العلاقة التاريخية وتجديدها، تماما كما هو يناقض نفسه في المطالبة بحقوق المواطنة، ولكنه يريد أن ينزعها من أفراد العائلة الخليفية ومن السنة وباقي الشيعة ممن لا يتفقون معه ومع تحركاته الطائفية..!!
السنة في البحرين والشيعة وجميع أفراد الشعب المخلص لهم مطالب واحتياجات، وعندهم ملاحظات ومؤاخذات، ويريدون المزيد من العدالة والقانون، وهم مع الإصلاح والتطوير، ولكنهم في الوقت ذاته لا يقبلون أن يمس أحد من أفراد العائلة الخليفية بشوكة أو بكلمة واحدة، فكيف بمن يطالب بأكثر من ذلك.
فمتى ستفهمها يا علي سلمان..؟ ونقول لك باختصار.. وهذا نداء مخلص من إخوانك «السنة» كما تزعم: اخرج منها أحسن لك.