الممثلة السورية فدوى سليمان تتصدر المشهد على منصة مسرح الاحتجاجات الشعبية
تاريخ النشر : الأحد ٨ يناير ٢٠١٢
تقول الممثلة السورية فدوى سليمان ان ما جذبها الى العمل الدرامي هو ما يمنحه اياها من حرية موعودة.
وبعدما تبددت أوهامها بفعل سيطرة الدولة على المسرح والسينما شاركت فدوى في الاحتجاجات التي اندلعت العام الماضي ضد الرئيس بشار الاسد وتتصدر المشهد الان في الاحتجاجات التي تجتاح مدينة حمص مركز المقاومة ضد حكم أسرة الاسد القائم منذ 41 عاما.
وقصت فدوى شعرها مثل الرجال وتتنقل من منزل إلى آخر لتفادي اعتقالها وأضحت من أكثر وجوه الانتفاضة المستمرة منذ عشرة شهور شهرة. ولم تشارك فدوى في المظاهرات في بدايتها في مارس لكن روح التمرد الكامنة بداخلها والتي أذكاها انضمامها إلى المعهد العالي للفنون المسرحية دفعتها إلى المشاركة في الاحتجاجات. وقالت فدوى في مقابلة مع رويترز من خلال سكايب على شبكة الانترنت «دخلت على المسرح على أساس انه يقود إلى التغيير. الثقافة هي حرية التعبير والتفكير».
وعن فترة دراستها في المعهد الذي يخضع لسيطرة الدولة مثل معظم المحافل الثقافية في البلاد تقول «اكتشفت انه لا يوجد حرية تفكير ولا تغيير ولا يوجد مسرح.. هذا البلد يريد ان يفرغنا من محتوانا. كل المؤسسات تحت يد الأمن».
وتضيف «كنت معترضة على اسلوب العمل والاذلال الثقافي والسرقة والاقصاء الانساني والفكري. كل مكان تذهب إليه تخشى على نفسك وكأنك داخل في فرع أمن حتى وانت ذاهب إلى شركة فنية». وتابعت «حتى النص الاذاعي المنحط يستعملونه لان كاتبه له صلة بالأمن».
وقبل الانتفاضة اشتهرت فدوى بادوارها في التلفزيون والاذاعة والسينما والمسرح، وقد مثلت دور مدرسة تربية فنية في دار ايتام في مسلسل «قلوب صغيرة» وهو مسلسل أسهم في زيادة التوعية بالاتجار في الاعضاء البشرية واذيع في عدة قنوات تلفزيونية عربية. وشاركت فدوى في عرض بمسرح القباني في دمشق مأخوذ عن مسرحية هنريك ابسن «بيت الدمية».
وحين اندلعت الانتفاضة أضحت فدوى - وهي في الثلاثينات من عمرها - أكثر نشاطا مع احتشاد النخبة المثقفة لدعم الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وشاركت في احتجاجات تطالب برحيل الاسد ووقفت على منصة إلى جانب لاعب كرة القدم المعروف عبد الباسط ساروت الذي ساند الانتفاضة. ومن مؤيدي الانتفاضة من المشاهير الممثلتان المخضرمتان منى واصف ومي سكاف والمغنية أصالة نصري والمخرج نبيل المالح والموسيقي مالك جندلي. وألقت فدوى مونولوجات تلهب الحماسة أمام عدسات الكاميرا تدعو إلى استمرار المظاهرات السلمية في ارجاء سوريا حتى يرحل الاسد. وفي احدى الرسائل المصورة في نوفمبر ذكرت ان قوات الامن السورية تمشط أحياء حمص بحثا عنها وتضرب المواطنين لارغامهم على الكشف عن مخبأها. وتشبه قصة هروبها قصص نشطاء آخرين مطلوب القبض عليهم لدورهم في الانتفاضة باستثناء ان فدوى امرأة من الأقلية العلوية التي تنتمي إليها أسرة الاسد وتنخرط في انتفاضة معظم المشاركين فيها من الرجال من السنة.
وفي حمص المحافظة حيث ترتدي معظم النساء غطاء للرأس تحول التوتر بين السنة والعلويين إلى عنف طائفي.
ويسيطر العلويون على الجيش ويشكلون معظم أجهزة الأمن، والأغلبية ناصرت الاسد او آثرت الصمت خشية انتقام السنة فيما يقمع الجيش المحتجين. وتبرأ عدد كبير من العلويين من فدوى من بينهم شقيقها محمود الذي ظهر على شاشة قناة فضائية تابعة للدولة ليقول ان وحدة سوريا أهم من شقيقته.
وقالت الممثلة ان بمقدور السنة والعلويين العيش معا رغم العنف الطائفي المتصاعد في حمص مشيرة إلى أسر سنية محافظة فتحت منازلها لإيوائها وحمايتها من قوات الأمن.
وتقول ان النظام يصور حمص على انها معقل للتشدد الإسلامي ولكنها تشير إلى انها جابت احياء سنية لتوزيع منشورات بدون حجاب ودخلت منازل اسر متدينة لمناقشة الأوضاع السياسية وتنظيم مظاهرات تالية.
واظهر تسجيل فيديو اذيع على موقع يوتيوب فدوى تقف على منصة في حي الخالدية السني في حمص وهي تهتف «واحد واحد واحد.. شعب سوريا واحد».
ولوح الحشد بالعلم السوري لحقبة ما قبل سيطرة حزب البعث على الحكم إثر انقلاب عسكري في عام 1963 وهو باللونين الأخضر والأبيض ورددوا خلفها هتاف «الخالدية حرة وأبية».