محطات
الفنانون في «سمبوزيوم البحرين الدولي» الخامس للنحت يضعون لمساتهم النهائية
تاريخ النشر : الاثنين ٩ يناير ٢٠١٢
في لمساتهم الفنية الأخيرة والإخراج النهائي للمنجزات الجمالية المنحوتة، ينتهي فنانو النحت من تسليم آخر رؤاهم الفنية التي استمروا في العمل عليها ما يقارب 3 أسابيع متواصلة في المختبر المفتوح بالشارع المحاذي لمتحف البحرين الوطني مساء اليوم لإعادة تصنيفها وعرضها بموازاة افتتاح معرض البحرين الدولي الثامن والثلاثين للفنون التشكيلية, حيث يعيد الفنانون تجسيد اشتغالاتهم في سمبوزيوم البحرين الدولي الخامس للنحت على «المرأة»، بصور مختلفة وتفسيرها وفق معطيات ورؤى خاصة بكل فنان من مختلف دول الوطن العربي، في ملتقى يصفه الفنانون المشاركون بالمدرسة الفنية المفتوحة التي أعادوا من خلالها صياغة طرقهم وأساليبهم في التعامل مع المنحوتة.
سمبوزيوم النحت الذي شكّل ورشة ضخمة، استحضر أكثر من 16 رؤية مختلفة من خلال كل نحّات، جاؤوا من مختلف الدول لتقديم تفسيراتهم الفنية للمرأة، من بينهم: أنيس المعاني (الأردن)، محمد يوسف (الإمارات)، عبدالله أمين، علي المحميد، أصغر إسماعيل وفؤاد البنفلاح (البحرين)، محرز اللوز (تونس)، فيصل النعمان (السعودية)، زكي سلام (فلسطين)، سامية عبدالمنصف (مصر)، زيد العبيد (الكويت)، سالم المرهون (سلطنة عمان)، علي نوري (العراق)، أحمد السبيعي (قطر)، نسرين الصالح (سوريا)، خالد ميرغني (السودان) وأحد الفنانين المبتدئين. وحول طبيعة هذا اللقاء يقول الفنان علي المحميد: لا يمكن تطويق الرؤية الفنية، فهي مفتوحة على العديد من الخيارات، وعلى الرغم من ضآلة الاهتمام الذي يحظى به النحت، فإن هذا السمبوزيوم فرصة مواتية لإبراز أهم الملامح الجمالية واختبار هذا الفن، معقّبًا: «هذا الفضاء المفتوح مدرسة فنية، وورشة عمل كبيرة تمنح المشاركين الفرصة لإنجاز أعمالهم الضخمة، حيث سيصل ارتفاع العمل الفني إلى ما يقارب الأمتار الثلاثة». وأشارَ إلى أهمية هذا العمل بالقول: في مثل هذه الملتقيات يتمكّن الفنان من التعرف على آخرين يتقن كل منهم تقنية مختلفة، ميزات فنية خاصة وأسلوب عمل مختلف، إضافة إلى الخلفية التي يجيء منها هذا الفنان، وكل هذه التفاصيل هي إمكانيات يمكن اكتسابها والتجاوب معها بما يخدم العمل الفني.
وقد لوحظ على الملامح الأولية للمنجز الفني أن كلاً منها يقدّم المرأة بصورة تعود إلى ذاكرة الفنان وارتباطه ببيئته المحلية، حيث قدّم زكي السلام صورة المرأة المنحدرة من فلسطين بهيئة المرأة المحنية والمحدودبة في انعكاس للضعف والألم، في حين تبدو ملامح المرأة في عمل المحميد مغايرة وتميل إلى الرمزية واعتماد الانحناءة للتعبير عن الأنثى وهو ما يكشف عن تمرد شفيف وجميل. من جهته كان عمل نسرين الصالح يمايز المرأة في نصف استدارة، أما النعمان فتخطّى المحافظة بأسلوب عصري يتميز بانحناءات متداخلة على السطح الخارجي. وكذلك بالنسبة إلى أعمال الفنانين الآخرين التي اعتمدت على المنظور الخاص للمرأة بداخل كل فنان وبيئة.
وتتجاور هذه الأعمال في العاشر من شهر يناير في المعرض الفني الذي يقام في متحف البحرين الوطني، وحول ذلك أكد المحميد أن المنحوتات ستكون بمثابة بطاقة تعريفية يتركها الفنان في رحلته إلى هذا البلد، موضحًا: العمل هو ما يبقى بعد المغادرة، وسيكون جميلاً أن يترك الفنان اسمه في مزاراته ويعكس جماله الداخلي في عمل دائم. وأوضح أن المرأة لم تعد هاجسًا يخاف النحات في الإفصاح عنه، قائلاً: نحن لا نسيء إلى المرأة في أعمالنا بل نقدمها في صياغة يمكن لأي متأمل أن يضيف قراءته الخاصة لها، إن هذا التعامل هو تعامل فني متمايز عن غيره من التعاملات الأخرى.