الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

رئيس التحرير أمام منتدى العلاقات العامة:
الملك صبر «صبر أيوب» إزاء الأحداث المؤسفة!

تاريخ النشر : الاثنين ٩ يناير ٢٠١٢



أكد الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس التحرير أن شعب البحرين بتاريخه وثقافته هو الأقدر على لمّ شمل المجتمع البحريني وتحقيق المصالحة الوطنية، وأكد أنه لولا وعي هذا الشعب وتحضره لأصبحت البحرين الآن في عداد الدول المشتعلة بالصراعات العرقية والمذهبية مثل العراق ولبنان وغيرهما.
وقال في ملتقى رؤساء ومديري العلاقات العامة الذي نظمه مجلس التنمية الاقتصادية أمس إن القيادة السياسية في البحرين تعاملت مع الأحداث الأخيرة بحكمة وصبر كبيرين، مؤكدا أن جلالة ملك البحرين صبر «صبر أيوب» في معالجته للأحداث وهو ما يحسب له ولجميع أفراد العائلة الحاكمة.
وأوضح الأستاذ أنور أن البحرين لم تعرف الانقسام الطائفي على مر تاريخها، ورغم الأحداث السياسية المختلفة التي مرت بها على مدار الأعوام الخمسين الماضية، فإن الشعب البحريني الواعي المثقف كان لا يفرق بين سنة وشيعة، وكان أغلب الشباب السني يملأ (المآتم) في أرجاء المملكة كافة مستمعا ومتعلما من كبار علماء الشيعة وشيوخها الذين أثروا الفكر البحريني والخليجي، وكانت خطب الشيخ «الوائلي» الثرية بالعلم والحكمة والمعارف مقصدا لأهل السنة قبل الشيعة منذ عشرات السنين.
(التفاصيل)
أكد رئيس مجلس إدارة «أخبار الخليج» ورئيس تحريرها الأستاذ أنور عبدالرحمن أن شعب البحرين بتاريخه وثقافته هو الأقدر على لمّ شمل المجتمع البحريني وتحقيق المصالحة الوطنية، وشدد على أنه لولا وعي هذا الشعب وتحضره لأصبحت البحرين الآن في عداد الدول المشتعلة بالصراعات العرقية والمذهبية مثل العراق ولبنان وغيرهما. وقال عبدالرحمن في ملتقى رؤساء ومديري العلاقات العامة في البحرين الذي نظمه مجلس التنمية الاقتصادية أمس إن القيادة السياسية في البحرين تعاملت مع الأحداث الأخيرة بحكمة وصبر كبيرين، مؤكدا أن حضرة صاحب الجلالة ملك البحرين المفدى قد صبر «صبر أيوب» في معالجته للأحداث وهو ما يحسب له ولجميع أفراد العائلة الحاكمة.
وقد حضر اللقاء الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية وكرّم مجموعة من العاملين بحقل العلاقات العامة والدارسين بهذه المناسبة.
كما ألقى عيسى عبدالرحمن مدير أول إدارة الاتصال بمجلس التنمية الاقتصادية كلمة في مستهل اللقاء، أكد خلالها دور العلاقات العامة المؤثر في البحرين خلال العام الماضي بما شهده من أحداث مختلفة، مشيرا إلى الدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه رجل العلاقات العامة في توجيه المجتمع وتأدية الرسالة الملقاة على عاتقه بأمانة وجدية.
وأوضح عيسى عبدالرحمن أن مجلس التنمية يلعب دورا مشكورا في دعم منظمة العلاقات العامة في البحرين، مبينا أن هذا العام 2012 سيشهد تطورا أكيدا في البرامج والأنشطة الموجهة إلى هذا القطاع الحيوي بما يهدف إلى دعمه وتطويره.
دور الشباب البحريني
واستعرض الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس تحرير «أخبار الخليج» خلال الملتقى تجربته الشخصية الحافلة بالجهد والعبر المختلفة، مؤكدا أن البحرين لم تعرف الانقسام الطائفي على مر تاريخها رغم الأحداث السياسية المختلفة التي مرت بها على مدار الخمسين عاما الماضية، إلا أن الشعب البحريني الواعي المثقف كان لا يفرق بين سنة وشيعة، وكان أغلب الشباب السني يملأ (المآتم) في أرجاء المملكة كافة مستمعا ومتعلما من كبار علماء الشيعة وشيوخها الذين أثروا الفكر البحريني والخليجي، وكانت خطب الشيخ «الوائلي» الثرية بالعلم والحكمة والمعارف مقصدا لأهل السنة قبل الشيعة منذ عشرات السنين، غير أن الزمن أصبح غير الزمن، وسيطر الفكر المتطرف ودعاة الفتنة وأصحاب الأجندات السياسية على المنابر.. مشيرا إلى أن ارتباط بعض الجمعيات السياسية حاليا في البحرين بالأيديولوجيا الإيرانية ومصالح الدولة الصفوية في المنطقة غير خافٍ على أحد.
وتابع مخاطبا الشباب البحريني «عليكم بالمعرفة والقراءة حتى تعرفوا إلى أين توجهون بوصلة حياتكم».. مشيرا إلى أن أهل البحرين من السنة وأنا أحدهم - بحسب تعبيره - يعرفون عن المذهب الجعفري الكثير الذي ربما لا يعرفه شباب هذه الأيام الذين يساقون إلى مظاهرات واعتصامات هم لا يدرون أهدافها الحقيقية وخطورتها على أنفسهم وأهليهم قبل خطورتها على أي فرد آخر في المجتمع. وقال «للأسف الشباب لا يقرأ عن أهداف الدولة الصفوية ولا عن الأدب الصفوي، ولا يدري أن إيران تكره العرب الشيعة قبل السنة، ولديهم في أدبهم وكتبهم أن الإيراني بألف من العرب أيا كان مذهبهم».
وأوضح عبدالرحمن أن خطورة التدخلات الإيرانية في الواقع الخليجي تأتي من شهرة الإيرانيين بالمكر والخبث والدهاء، أما ساسة العرب فكلمتهم واحدة ولا يستطيعون مواجهتهم في هذه الخصال المؤصلة في الفرس منذ آلاف السنين، وضرب عبدالرحمن مثلا على كراهية الفرس لكل ما هو عربي منذ آلاف السنين بالرسالة التي بعثها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى ملوك الغرب والشرق كافة يدعوهم إلى الإسلام، فردّوا عليها جميعا بأدب، سواء قبلوا أو رفضوا، إلا كسرى فارس الذي رد بمنتهى السخرية والتكبر وسوء الأدب واصفا ذلك بتطاول من العرب على عرش كسرى.. وقال بالفارسية ما معناه بالعربية «من كثرة شرب حليب النوق وأكل الضب في الصحاري، جمح العرب بخيالهم لحكم عرش كسرى.. سحقا لهذا الزمان.. سحقا لهذا الزمان».
وقال رئيس تحرير «أخبار الخليج» الذي حل ضيفا ومتحدثا رئيسيا على الملتقى: إن البحرين تعوّل على شبابها الواعد المثقف في النهوض بالمملكة ودفعها قدما على مسار الدول الناهضة مثلما عهدت البحرين دائما من أبناءها الأوفياء، مشيرا إلى أن ذلك لن يتأتى إلا بالعمل والجهد والمثابرة والاطلاع على تجارب وخبرات السابقين من خلال القراءة، موجها نصيحته إلى الشباب بأهمية القراءة والتعرف إلى ثقافات الآخر، ومشيرا في هذا الصدد إلى أنه ما زال مواظبا على قراءة كتاب بشكل أسبوعي بمعدل 52 كتابا في العام، مثلما نصحه أستاذه «جورج سميث» منذ أكثر من 54 سنة.
وأكد رئيس تحرير «أخبار الخليج» أن الإرادة هي مفتاح النجاح، داعيا شباب البحرين كافة إلى التحلي بالإرادة وحب العمل والجدية في الحياة حتى يتحقق لهم النجاح.. كما دعاهم إلى المعرفة.
حرية الصحافة «معدومة»
وردا على أسئلة الحضور، تطرق الأستاذ أنور عبدالرحمن خلال اللقاء إلى وضع الصحافة في البحرين، مؤكدا أن حرية الصحافة في البحرين أصبحت شبه معدومة، والغريب أن هذا ليس بسبب قيود حكومية أو مقص الرقيب الإعلامي، ولكن بسبب المجتمع البحريني الذي لا يتحمل حرية الصحافة ولا يتقبلها. وقال «إذا كتبنا مقالا صادف هوى لدى شخص ما أخذ يحيينا ويثني علينا، وإذا وقع للشخص نفسه حادث أو شيء مشين وكتبنا الحقيقة عن ذلك، انهال علينا بالانتقادات وربما السب والقدح، للأسف هذا حالنا وهذه ثقافة مجتمعنا !!».
وتابع «الأمر نفسه ينطبق على الجمعيات السياسية والوزارات والشركات والمؤسسات الخاصة، وإذا أصررنا على النشر أصبح سحب الإعلانات من الجريدة هو التهديد المباشر للصحيفة وللصحفيين الذين أصبحوا في مأزق كبير».
وأكد عبدالرحمن أن هذا الوضع السيئ لا يبشر بخير، بل أصبح يحمل في طياته تهديدا مباشرا لبقاء الصحف في البحرين بشكل عام، في ظل ارتفاع كلفة العمل الصحفي وقلة المردود من الإعلان، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الصحف التي أغلقت في البحرين على مدار الفترة الأخيرة لم تكن فاشلة مهنيا بقدر ما كان السبب هو الضعف المادي وقلة المدخول مقارنة بحجم النفقات الضخم، وأمام العجز المتزايد في الميزانيات لم تصمد كثيرا واضطرت إلى غلق أبوابها.
وأضاف «أود أن أوضح لكم هنا أن جميع الصحف في البحرين غير مدعومة حكوميا ولا تتلقى أي دعم من حكومة البحرين إلا واحدة فقط تتلقى دعما من جهة ما لن أذكرها، وجميع هذه الصحف تقدم موازنتها سنويا إلى وزارة الصناعة والتجارة، وأغلبها - للأسف - أيضا يحقق عجزا كبيرا في الميزانية».
وردا على سؤال للسيد عيسى عبدالرحمن مدير أول إدارة الاتصال بمجلس التنمية الاقتصادية حول نشر الصحف البحرينية لكل الأخبار التي تأتيهم من أقسام العلاقات العامة من دون رفض أو تغيير حتى زادت أخبار التلميع للمسئولين بشكل مستفز، قال عبدالرحمن «إن العيب كل العيب على الوزراء الذين لا يخجلون من نشر صورهم بشكل متكرر ويومي في الصحف على أخبار تافهة لا تستحق ولا تهم القراء في شيء، وللأسف أيضا - كما ذكرت سلفا - يتم تهديد الصحف بحرمانها من الإعلانات إذا رفضت نشر هذه الأخبار والصور على قلة أهميتها أو عدم أهميتها لدى عموم القراء !!».
وقال عبدالرحمن «هناك ثلاثة وزراء - لن أذكرهم بالطبع - يمارسون هذه الطقوس بشكل مستمر ويومي ومستفز حتى بالنسبة إلينا في الحقل الصحفي».
دور الصحافة
وردا على سؤال حول دور الصحافة المحلية خارجيا في الأزمة الأخيرة التي شهدتها البحرين، قال عبدالرحمن «لا ننكر أنه دور بسيط نظرا إلى أن أغلب هذه الصحف محلية أو إقليمية التوجه، وفي الخارج لا يتحدثون لغة هذه الصحافة ولا يقرأونها بالطبع، ولكن الصحافة الإنجليزية في البحرين مثل «جلف دايلي نيوز» تلعب دورا أكثر بروزا في هذا المجال».
وأضاف عبدالرحمن «دور مجلس التنمية الاقتصادية في هذا الشأن لا بد أن يذكر وهو جهد مشكور لهم، حيث توجهوا إلى أوروبا والولايات المتحدة أكثر من مرة وخاطبوا هذه المجتمعات وبينوا حقيقة الوضع في البحرين، وكان لي شرف المشاركة في هذه الجولات، وأتذكر إلى أي مدى يحاول البعض تشويه صورة البحرين بالباطل عندما زرنا «مانشيستر» في بريطانيا ووجدنا مجموعة من المأجورين الذين يهتفون ضد البحرين، وقد سألهم أحد أعضاء الوفد (هل تعرفون أين البحرين تلك التي تسبونها تحديدا؟.. فقالوا في إفريقيا بالطبع).. وهذا بالطبع يظهر إلى أي مدى حاول المستفيدون من تأجيج الوضع في البحرين، أن يستغلوا أي شيء وكل شيء مهما كان كاذبا أو سافلا لتحقيق أهدافهم».