أخبار دولية
انتقادات واسعة تواجه تعيينات شملت كبار المسئولين في وسائل الإعلام التونسية
تاريخ النشر : الاثنين ٩ يناير ٢٠١٢
تونس - (ا ف ب): استنكر ممثلو العاملين في قطاع الاعلام التونسي أمس الاحد بشدة التعيينات التي قامت بها الحكومة الجديدة وشملت المناصب الاساسية في وسائل الاعلام الرسمية في تونس، ورأى بعضهم في هذه التعيينات «عودة إلى اسلوب الرقابة والتقييد والإملاءات السياسية».
وعبرت الهيئة الوطنية العليا للإصلاح والإعلام والاتصال التي تشكلت بعد الثورة التونسية عن «استغرابها للتعيينات» التي اعلنها رئيس الوزراء حمادي الجبالي يوم السبت واعربت «عن عميق استيائها من هذه القرارات التي تم اتخاذها في غياب التشاور مع الأطراف المعنية». ورأت في ذلك «تناقضا مع مسار الانتقال من إعلام حكومي موجه إلى اعلام عمومي ديمقراطي تعددي ومستقل».
واعلنت حكومة حمادي الجبالي يوم السبت عن تعيينات على رأس ابرز المؤسسات الإعلامية التونسية. وطالت التعيينات وكالة تونس إفريقيا للانباء الحكومية (وات) ومؤسسة التلفزة الوطنية التونسية والصحيفتين اليوميتين «لابراس» الناطقة بالفرنسية و«الصحافة» الناطقة بالعربية وكذلك شركة الطباعة والصحافة والنشر (سنيب).
وعين محمد الطيب اليوسفي الذي كان ملحقا اعلاميا في حكومة الرئيس السابق زين العابدين بن علي في منصب المدير العام لوكالة تونس إفريقيا للانباء خلفا لنجيب الورغي الذي شغل هذا المنصب منذ مايو .2010 وقد كلف هذا الاخير بادارة صحيفتي لابراس والصحافة والشركة الجديدة للطباعة والصحافة والنشر.
وتأسست وكالة تونس إفريقيا للأنباء في الاول من يناير .1961 ويعمل فيها نحو 300 موظف بينهم 220 صحفيا ومصورا وموثقا. كما عين عدنان خذر رئيسا ومديرا عاما لمؤسسة التلفزة الوطنية والمخرج صادق بوعبان مديرا للقناة التلفزيونية الوطنية الاولى والاعلامية والناشطة ايمان بحرون على رأس القناة التلفزيونية الثانية.
وشملت التعيينات الجديدة رئيسي تحرير صحيفتي لابرس والصحافة ومدير الاخبار في التلفزة التونسية. واضافت الهيئة الوطنية العليا لإصلاح الاعلام في بيان حصلت فرانس برس على نسخة منه ان «ما يبعث على المزيد من الاستغراب هو ان هذه القرارات لم تتوقف عند المناصب الادارية فحسب بل طالت أقسام التحرير مما يشكل عودة إلى أسلوب الرقابة والتقييد والإملاءات السياسية».
من جهتها استنكرت نقابة الصحفيين التونسيين هذه التعيينات وعبرت عن «رفضها لهذه الاساليب المعتمدة» ونددت «بمواصلة تجاهل اهل الاختصاص». ودعت النقابة «الحكومة المؤقتة إلى تحمل مسؤولياتها وما سيترتب عن هذه التعيينات العشوائية من نتائج خطيرة على المهنة والقطاع وترديه». وعزت ذلك إلى «ان بعض المعينين كانوا خداما طيعين للنظام الاستبدادي السابق».
واستنكرت النقابة «التعدي الذي لم يتوقف عند تسمية المديرين فحسب بل شمل في سابقة غريبة هي الاولى من نوعها تعيينات رؤساء التحرير التي من المفترض ان تتم عن طريق الانتخاب او التوافق». ودعت الحكومة «الى التراجع عن هذه التعيينات» التي وصفتها «بالاجراء الفوقي والانفرادي».
وكتبت صحيفة الصباح على الصفحة الاولى لعددها أمس الاحد «الصحافة التونسية.. وعادت حليمة إلى عادتها القديمة»، في اشارة إلى اساليب نظام زين العابدين بن علي الذي اطاحت به ثورة شعبية غير مسبوقة في 14 يناير 2011 بعد ان حكم البلاد بيد من حديد طيلة 23 عاما.