تخيل نفسك تجلس مع أسرتك في منزلك الجديد تتناول طعام الغداء، وإذا بسقف المنزل ينزل «على حضنك» أو فوق رأسك وأنت تبتسم..! هذه التقنية الجديدة المعروفة بـ«الأسقف المتحركة» هي آخر ما توصل إليه العلم الحديث في حقل الهندسة المعمارية والبناء، حيث يتم تصميم سقف المنزل بطريقة حديثة وخاصة جداٌّ تضمن لك أن تموت «شهيداً»، وتدخل الجنة بإذن الله مع الأولياء والصالحين من عباده. تعمل هذه التقنية بطريقة دقيقة جداٌّ، حيث لا تستغرق عملية الانهيار سوى أجزاء من الثانية، وتأتي بعض الأنواع من هذه الأسقف مزودة بمؤقت إلكتروني يمكنك من خلاله ضبط التاريخ والوقت اللذين تريد أن ينهار السقف فيهما..!
بعض علماء علم النفس والعلاقات الزوجية والأسرية اعتبروا تقنية الأسقف المتحركة من أفضل الوسائل لحل المشاكل الأسرية، إذ بإمكان الرجل أن يتخلص من زوجته أو العكس، أو حتى الانتقام من أحد المعارف أو التخلص من الأعداء، عن طريق ضبط جهاز التوقيت. ولعلنا نعلن بفخر أن وزارة البلديات في مملكة البحرين هي من أوائل الوزارات في الشرق الأوسط التي استقدمت هذا النظام المتطور ضمن مشروع ترميم وبناء البيوت الآيلة للسقوط.
يوم أمس الأول تم عمل أول تجربة لهذا النوع من الأسقف في «حالة بوماهر» وقد تكللت التجربة بالنجاح، حيث انهار سقف أحد المنازل بسرعة فائقة ووقع على الأرض، رغم أنه لم يمض على بناء السقف الجديد سوى أيام. وحضرت وسائل الإعلام إلى موقع الاختبار لتصوير الحدث التاريخي وتوثيقه، ولعل الكثير من المقاولين وشركات الإنشاء سوف يحذو حذو وزارة البلديات في تطبيق هذه التقنية الجديدة.
المستقبل واعد، والطموحات عالية جداٌّ، وإذا كنا اليوم قد استقدمنا وجربنا بنجاح تقنية الأسقف المتحركة - الشكر لوزارة البلديات - التي تضمن للمواطن أقصى درجات الراحة والاستمتاع بانهيار سقف منزله بشكل يدوي أو إلكتروني، فإننا نتمنى أن يتم رفع موازنة المشروع كي نتمكن مستقبلاً من استقدام تقنيات المنازل المتحركة، والمدارس المتحركة، والمستشفيات المتحركة، ويجب ألا يقف مستوى طموحنا عند الأسقف المتحركة فقط..!
اللهم عليك بالفاسدين إلى يوم الدين.