قضايا و آراء
بحساب «المفاتيح» أوباما سيفوز في انتخابات 2012
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ يناير ٢٠١٢
كشف الأستاذ الجامعي الان ليتشمان عن «توقعاته المؤكدة» التي تتعلق بالنتائج التي ستسفر عنها الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها يوم 4 نوفمبر .2012 جاء الكشف عن هذه «التوقعات المؤكدة» وسط الجدل المتزايد حول تراجع شعبية الرئيس باراك أوباما والأزمة الاقتصادية الأمريكية وتقلبات سباق الانتخابات الرئاسية التمهيدية للجمهوريين التي تظل بين مد وجزر.
إن الأستاذ الان ليتشمان ليس بالمنجم الذي يستخدم كرة الكريستال، ذلك أنه بنى توقعاته على نظرية تولى هو بنفسه تطويرها سنة 1981 بالتعاون مع عالم جيوفيزيائي روسي تخصص في الماضي في تصميم نماذج علمية يتم بمقتضاها توقع حدوث الزلازل. لقد تعمق الرجلان في دراسة القوى التي تتحكم في رسم المشهد السياسي في كل انتخابات رئاسية أمريكية من سنة 1860 حتى سنة .1980 بناء على تلك القوى تولى الرجلان تطوير نموذج «مؤكد» لتوقع نتائج الانتخابات الرئاسية الانتخابية. منذ ذلك الوقت ظل الان ليتشمان يستخدم هذا النموذج ويصيب في توقع نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الفترة ما بين 1984 حتى عام .2008
لا يركز الرجلان في هذا النموذج في دراسة الأرقام التي تفرزها استطلاعات الرأي حول اتجاهات الرأي العام. يركز الأستاذ الان ليتشمان في تحليل الاتجاهات العامة التي تشق الاقتصاد والمجتمع وهو يعتبرها بمثابة الطبقات الزلزالية المتحولة تحت «القشرة الأرضية» التي تستطيع إحداث الكثير من التفاعل القادر على تغيير المشهد السياسي برمته. لقد حدد الأستاذ الان ليتشمان 13 مؤشرا وهو يسميها «13 مفتاحا للرئاسة الأمريكية».
يرى الان ليتشمان أن الحزب الحاكم (أي الحزب الذي يوجد الآن في البيت الأبيض) يستطيع أن يكسب ثمانية من هذه المفاتيح الثلاثة عشر حتى يضمن لنفسه الانتصار في الانتخابات الرئاسية القادمة. لكن إذا ما اكتسب سبعة أو أقل من هذه المفاتيح فإنه سيتكبد الهزيمة بكل تأكيد، فالخسارة في هذه الحالة لا مفر منها.
فيما يلي المفاتيح الثلاثة عشر مع بعض الشرح:
المفتاح1: وضع الحزب الحاكم - في آخر انتخابات للكونجرس استطاع الحزب الحاكم أن يزيد عدد مقاعده في الكونجرس بمجلسيه.
المفتاح2: الترشيحات الانتخابية في الحزب الحاكم- لا يوجد أي تنافس جديد في صلب الحزب الحاكم للانتخابات الرئاسية (باستثناء الرئيس الأسبق جيمي كارتر الذي تنافس مع إدوارد كيندي سنة 1980).
المفتاح3: الحزب الحاكم - إن مرشح الحزب الحاكم هو نفسه الرئيس الجالس في البيت الأبيض.
المفتاح4: الحزب الثالث - لا يوجد أي حزب أو طرف ثالث يمكن أن يشكل تحديا حقيقيا (اي يستطيع الحصول على ما لا يقل عن 5% من الأصوات الانتخابية - مثلما حدث سنة 1992 عندما حصل روس بيرو على نسبة 19% وساعد بالتالي بيل كلينتون على إلحاق الهزيمة بالرئيس جورج بوش الأب).
المفتاح5: الوضع الاقتصادي على المدى القصير- ضرورة ألا يكون الاقتصاد خلال الانتخابات يتخبط في حالة من الكساد.
المفتاح6: الوضع الاقتصادي على المدى البعيد- يجب أن يكون معدل النمو الاقتصادي الفردي مساويا أو أكثر من النسبة المتحققة خلال آخر فترتين رئاسيتين.
المفتاح7: التغير السياسي - الادارة الحالية التي تسيطر على البيت الأبيض تحدث تغييرا جوهريا في السياسات الأمريكية العامة.
المفتاح8: انهيار الأوضاع الاجتماعية - لا يوجد أي اضطرابات اجتماعية بحجم تلك الاضطرابات التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية من قبل (الحرية المدنية والحركة المناهضة للحرب في فيتنام).
المفتاح9: الفضائح المدوية - إن إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما لم تلحق بها أي فضيحة مدوية من قبيل فضيحة «ووترغيت» أو محاولة عزل الرئيس الأسبق بيل كلينتون على خلفية فضيحة مونيكا لوينسكي.
المفتاح10:الفشل السياسي والعسكري - لم تتكبد إدارة الرئيس أوباما أي انتكاسة كبيرة، عسكرية كانت أم سياسية (على غرار حرب فيتنام أو أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران سنة 1980).
المفتاح11: النجاحات السياسية والعسكرية - الادارة الحاكمة تحقق نجاحا سياسيا وعسكريا كبيرا مثل الانتصار في الحرب العالمية الثانية.
المفتاح12: الشخصية الكاريزمية للرئيس الحالي. يكون مرشح الحزب الحاكم ذا شخصية كاريزمية قوية أو بطلا قوميا (على غرار دوايت ايزنهاور سنة 1952 أو أوباما سنة 2008).
المفتاح13: كاريزمية المرشح المنافس. ما إذا كان مرشح الحزب المنافس لا يتمتع بأي شخصية كاريزمية أو لا يرتقي إلى مكانة البطل القومي (على غرار رونالد ريجان سنة 1980).
في نهاية شهر ديسمبر 2011 استضفت الان ليتشمان في برنامجي التلفزيوني «وجهة نظر» حيث أعلن «توقعاته» قبل سنة من إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في شهر نوفمبر .2012
لقد اعتبر الأستاذ ليتشمان أن الرئيس باراك أوبما قد خسر حتى الآن ثلاثة مفاتيح فقط من بين المفاتيح الثلاثة عشر التي تقدم ذكرها ؟ هي المفاتيح أرقام (1) و(6) و(12)، فقد تكبد الديمقراطيون خسائر مهمة في انتخابات التجديد النصفي التي أجريت سنة 2010 (مفتاح 1) كما أن الاقتصاد لم يتعاف بما يكفي ليحقق نموا في معدل الدخل الفردي (مفتاح 6). في سنة 2008 كان الرئيس باراك أوباما يتمتع بشخصية كاريزمية قوية غير أن الهالة التي كان يتمتع بها قد ذوت ولن تشكل بالتالي ذلك العامل الحاسم الذي سيخدم مصلحته في انتخابات 2012 (المفتاح 12). هذا يعني أن الرئيس أوباما قد خسر نهائيا ثلاثة مفاتيح. هناك بعض المفاتيح الأخرى التي تظل موضع شك، وبخاصة المفتاحان رقما 10 و 11، لأنه لم يتضح بعد إذا ما كان قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أو الانسحاب العسكري من العراق سيصنفان في خانة «الانتصارات»، أو إذا ما كان انهيار الأمن والاستقرار في العراق أو حدوث عمل إرهابي في المسقبل سيصنفان في خانة «الفشل السياسي الخارجي».
رغم هذه التحفظات فإن الرئيس باراك أوباما قد يضمن لنفسه عشرة مفاتيح - كحد أقصى - وثمانية مفاتيح - كحد أدنى وهو ما يعتبر كافيا في نظر الأستاذ الان ليتشمان الذي لم يخطئ أبدا، الأمر الذي يجعله يتوقع فوز الرئيس باراك أوباما في انتخابات 2012 وبالتالي حصوله على فترة رئاسية ثانية في البيت الأبيض.
* رئيس المعهد العربي الأمريكي