الجريدة اليومية الأولى في البحرين


راصد


لطفك يا رب!!

تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ يناير ٢٠١٢

جمال زويد



هل هو فعلاً هناك «في شي احنا ما نشوفه»؟ هو مثل مشهور يعبر عن منتهى ما يمكننا أن نقوله أو نردده تجاه عدد من الغرائب والأحداث؛ تجري من حولنا، تقضّ المضاجع وتشغل الفكر وتبث القلق وتحيّر البال لكنها تعجز الأفهام عن إيجاد تحليلات أو تفسيرات لها.
فبينما هناك أعمال العنف والتخريب تهدد الوطن في أمنه واستقراره بحيث إن مواجهات يومية تحدث في مناطق كثيرة من البلاد بين قوات الأمن والمخربين تشمل سدّ الطرق وتفجير (سلندرات) وحرق حاويات واعتداءات تحتاج إلى منعها وقفات صارمة وحازمة؛ يحدث العكس.
والأسوأ أن كل هذه الأعمال من اعتداءات وتخريب وحرق وحتى قتل تجري من دون أن تكون هنالك حتى الآن أحكام أو قرارات أو عقوبات نافذة، ليس لإعادة الحق إلى نصابه فحسب، وإنما على الأقل لتوفير نوع من الردع عن الاستمرار في تقويض الهيبة والقانون في صورة هي أقرب إلى أن الدولة صارت تسقط مؤسساتها بنفسها. ثم ان هذه التي باتت تُعرف بالتراجعات والتنازلات والاسترضاءات التي تقدمها الدولة ليس هناك مقابل يتماشى معها أو على الأقل يمكن القول إن هذه بتلك، أي بمقابل تهدئة أعمال الفوضى والتخريب والشغب وخاصة في نهايات الأسبوع.
الجميع يتكلّم عن التأزيم ويحارب الطائفية ويدعو إلى الوحدة الوطنية، من قادة ورموز وعلماء ومشايخ ونواب ووزراء وصحفيين وغيرهم، ولكنه بالرغم من ذلك يتعاظم الاحتقان الطائفي في كل مناحي حياتنا وممارساتنا، وكأن الجميع لا دخل له فيه وليس له قدرة على احتوائه ووقف تفجّره. وأصبح كل شيء أمامنا نراه أو نسمعه أو نقرأه بروايتين. وفي ظل هذه الأجواء التي تخيّم على وطننا ومستقبله الذي تتلاطمه الأمواج نجد من يقيم مهرجانات واحتفالات و(كرنفالات) بدمٍ بارد كأنما يعيش منظموها خارج حدود الوطن. ونقرأ أو نسمع في صحف ووسائل إعلام غير بحرينية عن مبادرات ومعالجات ووساطات، عراقية أو قطرية أو أمريكية، كلها تعمل لحلّ أزمة وطننا العزيز، نتلقفها ونتابعها وننتظر من يؤكدها أو ينفيها أو يوضحها ممن هم بداخل البحرين، فلا ينبري أحد لذلك.
وتتلقف الناس - بشغف ولهف - في مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني (فيديوهات) و(يوتيوبات) عن مواجهات وأحداث ساخنة تدور في مناطق بالبحرين وشوارعها، ويرون بعضها على بعض القنوات الفضائية بينما قناتنا مشغولة عنها أو كمن يعيش خارج النطاق المكاني والزمني.
ونتابع أنه في ظل الأخطار التي تحدق بحاضر البلاد ومستقبلها أعادت قوى المعارضة تحالفاتها ورصّت صفوفها ووحدت رسائلها ومطالبها وزادت قوتها بينما الآخرون لا يزالون في (كانتوناتهم) من دون أن يظهر من بينهم رجل رشيد يحرّر أو يعيد إليهم تجمع الفاتح، ذلك التجمع الذي بدأ - حينذاك - قوياً وإطاراً جامعاً ثم جرى تفتيته بأيدي أصحابه في ظروف غامضة لتُنزع منه في نهاية المطاف (أل) التعريف ويصبح مجرّد جمعية من الجمعيات بعد أن تأملناه جمعية الجمعيات وطالعنا فيه جامع الشتات!
سانحة:
«اللهم إنا نسألك اللطف فيما قضيت»