الجريدة اليومية الأولى في البحرين


محطات

Young Adult
أحدث عمل نسائي بعيد عن الأفلام التقليديَّة

تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ يناير ٢٠١٢



في فيلم Young Adult، يظهر مشهد تبدو فيه تشارليز ثيرون مرهقة بعد نهوضها من النوم فتشرب جرعة من قنينة مشروب غازي بطريقة مزعجة كجزءٍ من خطواتها الصباحية الاعتيادية.
تقول كاتبة السيناريو ديابلو كودي ضاحكة: «إنه مشهد مألوف جداً بالنسبة إلي».
لا تكتب ديابلو كودي عن شخصيات تتماشى مع الأجواء الجميلة والحالمة التي تطبع جميع أعمال الكوميديا الرومنسية، حيث يظهر رجال وسيمون ونساء جميلات ليتغلبوا على عوائق سخيفة قبل أن يدرك الثنائي أن قدرهما واحد. إنه السبب الذي يجعل من أحدث أفلامها، شبيهاً بالفيلم الناجح Bridesmaids الذي ظهر في عام 2011، مع أن الفيلمين مختلفان تماماً.
فيما كان فيلم Bridesmaids عبارة عن كوميديا شاملة ومبتذلة ولكنها تحمل مغزىً مهماً، يُعتبر فيلم Young Adult كوميديا سوداء ومعقدة تتناول قصة فتاة راشدة سيئة الطباع. لكن يمكن أن نرصد في العملين نوع المرأة الفوضاوية التي يمكن أن ترتشف المشروب الغازي من الثلاجة مباشرةً وتعاني شوائب عميقة في شخصيتها.
تقول كودي: «في فيلم Bridesmaids، شاهدنا نساء بشخصيات شائبة وتصرفات واقعية وغير مسؤولة أحياناً. إنها نظرة مؤسفة إلى الأمور، لكنها طريقة جديدة ومنعشة لعرض الوقائع لأنني أظن شخصياً أن عالم السينما يجب أن يعرض جميع أنواع الأفلام التي ترصد شخصيات النساء بواقعية. لكن لا وجود لتلك الأفلام للأسف».
لكن ها قد ظهر الآن فيلم جديد من هذا النوع. يعيد فيلم Young Adult الجمع بين كودي والمخرج جيسون رايتمان، بعد أن عملا معاً على الفيلم الناجح Juno (عام 2007) الذي أكسب كودي جائزة أوسكار عن أفضل سيناريو.
تماماً مثل فيلم Juno الذي يتناول قصة مراهقة حامل وعصرية لها أفكارها الخاصة، يقدّم هذا الفيلم أيضاً شخصية نسائية عنيدة لا تشبه أياً من نماذج الفتيات المثاليات اللواتي اعتاد المشاهد رؤيتها في الأفلام.
في فيلم Young Adult، تؤدي ثيرون دور مافيس، كاتبة مسلسلات خيالية لا تستعمل اسمها الحقيقي في أعمالها. كانت مافيس قد غادرت بلدة مينيسوتا الصغيرة لإيجاد فرص في مينيابوليس قبل أن تعود أدراجها بعد أن تكتشف أن حبيبها من أيام المدرسة الثانوية (باتريك ويلسون) وزوجته (إليزابيث ريزر) أنجبا طفلاً. فيما ترجع مافيس بهدف استعادة حبيبها، تقابل زميلاً سابقاً لها من مرحلة الدراسة، مات (باتون أوزوالت)، وهو غريب عن البلدة ولا يزال يعاني جراحاً خلّفتها مرحلة المراهقة التي عاشها.
لم تتردد كودي في إظهار مافيس بصورة المرأة التي يصعب أن تكسب مودة الآخرين والمرأة السطحية والأنانية. تحب مافيس مشاهدة برامج الواقع، كتلك التي تتناول حياة عائلة كارداشيان الشهيرة مثلاً، وهي تتجول مع كلب صغير وتتصرف بطريقة فوقية. لكنها تنزعج في الوقت نفسه من واقع أنّ القناع الخارجي الذي تظهر به أمام العالم هو مصطنع بقدر المأكولات السريعة التي تتناولها باستمرار!
أكثر ما يزعج كودي هو أن طباع مافيس غير مألوفة بأي شكل بالنسبة إلى أي شخصية نسائية.
حول هذه النقطة، تقول كودي: «تكثر الأفلام التي تعرض رجالاً أشراراً ومضطربين وغالباً ما يكونون أعداء أبطال الأفلام. لقد شاهدنا هذه الشخصيات كثيراً. وشاهدنا كثيراً من الشبان الفاسدين والمدمنين على الكحول والمهووسين على الشاشة. نُعجَب دائماً بتلك الشخصيات الذكورية السيئة، لكننا لا نرى هذه الشخصيات عند النساء».
تصرّ كودي على ابتكار شخصيات نسائية جامحة وهي تقول إنها لم تكن واثقة من ملامح شخصية مافيس في البداية حين كتبت فيلم Young Adult. يقدّم الفيلم بعداً درامياً وكوميدياً في آن من خلال تجسيد شخصية مافيس التي تفوق سن الثلاثين وتواجه عوائق كثيرة في حياتها.
وتتابع قائلة: «لقد ابتكرتُ الشخصية ووضعتها في مواقف معينة. ثم بدأت معالم السيناريو تتوضّح. وعندما أنهيتُ أول مسودة جيدة للنص، أرسلته إلى جيسون لمعرفة رأيه».
أما اختيار ثيرون لأداء دور مافيس، فكان مسألة مختلفة تماماً. تقول كودي: «فور معرفتي بأنها وافقت على المشاركة في الفيلم، شعرتُ بسعادة عارمة لأنها ممثلة مذهلة. من ناحية أخرى، أنا من الغرب الأوسط ولم يسبق أن رأيتُ أحداً يشبهها. حتى إنني لا أظن أنني رأيتُ أحداً يشبهها في الولايات المتحدة. لذا فكرتُ بأن هذه الشخصية يجب أن تكون مثيرة للشفقة إلى درجةٍ معينة. هل يُعقَل أن يشفق أحد على ثيرون؟ لكن سرعان ما لاحظنا مدى عبقريتها في التمثيل وبراعتها في الأداء، وأظن أنها تثير الشفقة فعلاً في هذا الفيلم!».