قرار العودة عن اعتزال كرة القدم سواء على المستوى العالمي أو المحلي أمر وارد في مجال هذه اللعبة الساحرة لأن اتخاذ القرار هو الأصعب من نوعه إذا كان اللاعب قد بنا لنفسه قاعدة جماهيرية كبيرة ووقف على أرضية صلبة أوى من الفولاذ، كثير من اللاعبين المحليين كانوا قد قرروا الابتعاد عن الرياضة لكنهم عادوا بشكل مفاجئ واستمروا في ممارسة النشاط الرياضي بشكل أكثر تنظيماً من قبل، أحياناً يتخذ الرياضي القرار دون أن يزن الأمور المترتبة عليه أو يفكر في النتائج التي سينالها أي بمعنى أدق أن القرار كان متسرعاً وعلى هذا الأساس عندما يستقر ذهن الرياضي ويحاور نفسه ويشاور المقربين إليه يشيرون عليه بالعدول عن هذا القرار والعودة من جديد إلى عالم الرياضة الواسع.
كان اللاعب الدولي الانجليزي بول سكولز قد قرر الاعتزال منذ نهاية الموسم الماضي لكن حاجة النادي إليه أجبرته على مواصلة التدريب مع بقية اللاعبين للاحتفاظ بلياقته البدنية ولمساته الكروية فإن احتاجه النادي لبى النداء وإن لم يكن بحاجة إليه استمر في التدريب إلى حين طي صفحة اللعب والتوجه إلى ميدان التدريب، بالفعل شارك بول سكولز مع فريقه في واحدة من أهم مبارياته في كأس انجلترا وتمكن من المساهمة في الفوز على متصدر الدوري الانجليزي الحالي فريق مانشستر سيتي وإقصائه من بطولة كان قد أحرزها الموسم الماضي على حساب ناديه وأبلى بول سكولز بلاءً حسناً في المباراة ونال إعجاب ورضا المدرب الاسكتلندي سير اليكس فيرغسون.
إن فكرة العودة عن قرار الاعتزال شيء خاص عادة ما يراود الكثيرين ليس على المستوى الرياضي وحسب بل على مختلف المستويات حتى في الأمور الحياتية تسمع أن رجلاً قرر قطع علاقاته بالناس ويريد أن يحتجب لكنه بعد فترة يعود من جديد لممارسة الحياة الطبيعية كما كان عليه من قبل وأحسن، إن اختيار الوقت المناسب لإطلاق فكرة الاعتزال أمر في غاية الأهمية خاصة بالنسبة للرياضيين عامة ولاعبي كرة القدم خاصة ومن خلال تتبعي لقرارات المعتزلين الكرويين كان النجم المحرقاوي المعروف أحمد بن سالمين هو صاحب أول واقوي قرار اعتزال في تاريخ المعتزلين الكرويين في بلادنا وحظي اعتزاله بأضخم المشاركين حتى يومنا هذا.