الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد

القنصل البحريني في جدة:
الاتحاد الخليجي سيضاعف نصيب الفرد من الناتج القومي 4 مرات

تاريخ النشر : الأربعاء ١١ يناير ٢٠١٢



أكد القنصل البحريني في جدة حمد بن خليل أن التقديرات الاقتصادية تبيّن أن الدول الخليجية إذا حققت مبادرة خادم الحرمين الشريفين وانتقلت إلى مرحلة الاتحاد فإن نصيب الفرد الخليجي من إجمالي الناتج المحلي للدول سيتضاعف عن ما هو عليه الآن أربع مرات.
وأشار إلى أن الناتج الإجمالي القومي لكل الدول الأعضاء يصل إلى أرقام فلكية، في حين لا يتجاوز عدد السكان الخليجيين 27 مليون نسمة.
وقال خليل إن الشكل السياسي للاتحاد الخليجي عند اكتماله سيولد قوة سياسية عظمى في المنطقة، معتبرا أنه أصبح مطلبا ملحا للشعوب الخليجية لحماية مكتسباتها.
ولفت إلى أن «بعض الدول التي استبدلت أنظمتها الملكية بأنظمة جمهورية أصبحت الآن شعوبها تطالب بعودة النظام الملكي بعد فشل قادة الأنظمة الجمهورية في خدمة دولهم».
وشدد على أهمية الانتقال إلى مرحلة الاتحاد ما بين الدول الخليجية بالقول: «دول مجاورة ستسعد جدا لو رأت الدول الخليجية تتساقط؛ لذلك لا بد من التحرك نحو الاتحاد، فهو لا يحمي هوية الدول فقط، بل يحمي ثرواتها ومكتسباتها».
وجاء حديث القنصل البحريني خلال ندوة أقامها مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، حضرها السفير محمد طيب، مدير فرع وزارة الخارجية في منطقة مكة المكرمة، الذي قال بدوره: إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين المطالبة بتحول مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة الاتحاد بين الدول الأعضاء تركت أصداء واسعة داخل الأوساط السياسية عالميا وإقليميا.
وأرجع طيب الأصداء القوية إلى المبادرة إلى احتكام دول مجلس التعاون على 25% من الاحتياطي العالمي للنفط الذي يشكل عصب الحياة الاقتصادية في كل أنحاء العالم.
وقال إن المبادرة كانت استجابة سريعة للأحداث التي تدور في العالم اليوم وتعد تطورا طبيعيا للمجلس الذي شُكّل قبل 30 عاما، حيث يعد الانتقال إلى الاتحاد الملاذ الآمن لدول الأعضاء والسياج الواقي لحمايتها وحماية شعوبها.
وأضاف «شُكّل مجلس التعاون بعد قيام النظام العالمي الجديد الذي ظهر في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث ظهر نظام دولي جديد وبرزت قوتان تتحكمان في العالم، هما أمريكا وروسيا، وانقسم العالم إلى معسكرين، وبدأت وقتها الحرب الباردة وهذا العامل جعل الدول الأخرى تبحث عن ملاذ لها لحماية مصالحها وسيادتها وهنا ظهرت فكرة التكتلات السياسية والاقتصادية لمقاومة نفوذ القوتين العالميتين، وتكتلت في البداية الدول الأوروبية فظهر ما يعرف باسم الجماعة الأوروبية للفحم والصلب، وتشكلت من ست دول؛ لأن تلكما المادتين أساسيتان في صناعة السلاح قبل أن تتطور الاتفاقية لتكوين السوق الأوروبية المشتركة، وصولا إلى الاتحاد الأوروبي الحالي».
واعتبر طيب نشأة مجلس التعاون الخليجي طبيعية لوجود تجانس ما بين الدول من حيث العوامل الاجتماعية والدينية والأنظمة السياسية في البلدان الستة وتعتبر متماثلة، إضافة إلى أهمية المجلس في مواجهة الأحداث التي شهدتها منطقة الخليج العربي حين التأسيس كالثورة الإيرانية التي وقعت وبدء التصعيد من النظام الإيراني الجديد ضد دول الخليجية والغزو السوفيتي لأفغانستان والحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات، إضافة إلى ذلك ارتفاع الطلب المتنامي على النفط دفع الدول الخليجية للالتقاء في مجلس مشترك.