رسائل
إلى متى يبقى المتقاعدون مهضوما حقهم؟
تاريخ النشر : الأربعاء ١١ يناير ٢٠١٢
من الملاحظ في دول العالم انهم يضعون المتقاعدين «في خانة عالم خبير مجرب» حتى لا يفقد حيويته في المجتمع. عندما يتدبر الإنسان حياة المتقاعدين يرى فيهم الحكماء وذوي التجارب الذين لا غنى عنهم، تقبل آراؤهم ويُسمع لأقوالهم، لأنهم ذوو الرأي الصائب، وان أي أمر لا يستقيم من دون مشورة المتقاعدين.. فهم أصحاب الخبرة.. ولكن حياة المتقاعدين في بلادنا أحوالهم لا تسر، لا أحد يسمع صوتهم، ولم يُقدم شيء يذكر إلى المتقاعدين، يعيشون مشاعر الأسى والغضب.. تراكمت عليهم الديون، لا معين لهم يساعدهم على تحسين أوضاعهم.
المتقاعدون أمانة في عنق كل مسئول في الدولة وفي عنق ورقاب النواب والشوريين، الذين لم يراعوا معاناة المتقاعدين.. يتحسر المتقاعدون على ماضيهم وخدماتهم وما قدموه إلى الوطن. ألم تشفع لهم أعمالهم الخالدة؟ ألم تكن دليل العطاء؟ لابد للقيادة أن تضع النقاط على الحروف وتسعى من أجلنا، وتقدر عطاءنا، وما بذلناه للوطن والمواطن.
نحن المتقاعدين من المعلمين مازال القلم له صدى في أيدينا، والسبورة كانت ورقة سلام بيننا وبين طلابنا، أصبحنا في وضع حزين، نبرز تأشيرة الرحيل.
متقاعدون بلا حقوق، هل يصدقه العقل؟ من يرغمنا على التنازل عن حقوقنا؟ العلم الراسخ يؤدي إلى رقي الدول، يرفع من شئون الأمة، المعلمون هم الذين قاموا بأعباء كثيرة، وكان واجبهم كبيرا نحو وطنهم وشعبهم.
الدروس علمتنا كما علمت غيرنا الجلوس على كراسي الاحتياط، أو على كراسي النسيان، يزعمون أن حقوقنا غير مهضومة، نتساءل هل الحيوان والطيور أفضل من الإنسان في الرعاية؟.. الدول التي ليست لها دين تراعي متقاعديها، حتى لا يفقدوا هيبتهم عند أسرهم ومجتمعهم ودولهم.. يضعونهم في الموضع اللائق، همها سعادة المتقاعدين ورفاهيتهم حتى لا يصبحوا عبئا على المجتمع.
الدول واجبها أن تكون صمام الأمان للمتقاعدين.. كان أملنا في الزيادة الأخيرة أن تسر المتقاعدين وترفع من شأنهم، ولم نعلم أنها مهانة، ولم تبلغ حتى درجة النضج الكافي. نحن في حاجة إلى زيادة تخصنا عن موظفي الدولة.
أصحاب المعاشات التقاعدية يتعثرون في رواتبهم القليلة التي لا تؤمن الحياة الكريمة للمواطن وتلبي احتياجاتهم المعيشية، مثل بقية أصحاب المعاشات العالية، التي لا تحتاج إلى زيادة.. ليس هناك غياب وعي من القيادة للمتقاعدين.. الزيادة حق مكفول لجميع العاملين والمتقاعدين على حد سواء.
نحن في انتظار مفاجأة تهز مشاعرنا، وتفرحنا وتعيد إلينا كرامتنا، العدالة زينة، ومطلبنا العدالة تنصفنا، لا صوت يعلو اليوم على صوت المتقاعدين.. ومصيرهم معلق في أيدي أمينة إن شاء الله.. نريد أن نرى في آخر عمرنا الابتسامة على وجوه المتقاعدين.. الابتسامة المفقودة من زمن تعود إلينا، ابتسامة نصافحها ونجد فيها أحلامنا وآمالنا وكرامتنا. الحكومة والقائمون على صندوق التقاعد والقيادة الحكيمة أملنا فيكم كبير أحسنوا كما أحسن الله إليكم. والسلام
علي أحمد المحمود