الجريدة اليومية الأولى في البحرين



إلى المنبر والأصالة والتجمّع ورموزنا الوطنية الصادقة

تاريخ النشر : الأربعاء ١١ يناير ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



قد يكون نداء، وقد يكون طلبا، وقد يكون رجاء، لكنّه يخرج من قلب محبّ للجميع، وليس له غاية بعد رضا الله، سوى لمّ الشمل وتقوية الصفّ الوطني.
باستطاعتي لو أطلت الشرح أن انتقد وأن أوجّه السهام، لكنّني أعلم أنّ هذا ليس أوان جلد الذات، لأنّ الوطن يحترق، وكلّ ما يحدث اليوم، سوف يكتبه التاريخ بتفاصيله الدقيقة.
تجمّع الفاتح، ذلك الجمع الذي التقى على حبّ الوطن، حيث وقف فيه الإخواني والسلفي والصوفي والمستقل، والسني والشيعي، المسلم وغير المسلم، لم يقف لغاية دنيوية، وإنّما وقف حبّاً في الوطن، عندما استشعر أنّ هناك من يريد اختطافه رغمًا عن الجميع.
كنّا ننتقد المنبر والأصالة على بعض سلوكياتهما الانتخابية، وطريقة تواصلهما مع الناس، وركونهما إلى الدولة في تفاصيل كان يفترض بهما حينها تغليب مصالح الوطن بمختلف فئاته عموما، وكونهما ممثلين عن أهل السنّة والجماعة خصوصا، ليأتي بعدهما تجمّع الوحدة الوطنية ويكرّر نفس الأخطاء، بل زاد الأمر سوءًا عندما صدمنا بالانقسام والتهميش والاستبعاد، وكلّ ذلك ليستأثر مجموعة من الأفراد بالظهور في الصورة، وتحقيق البروز السياسي الذي لم يحصلوا عليه بالطرق الطبيعية، ولنفاجأ بأنّه كما كان هناك من يريد اختطاف الوطن، فإنّ هناك من يريد اختطاف تجمّع الفاتح؟!
اليوم، هو يوم نكران الذات، وهو يوم تغليب مصلحة الوطن على مصلحة الجمعية والأفراد. نقرأ خطب بعض الرموز السياسية يوم الجمعة، لنفاجأ بأن ما يحدث هو نقيضها!
ونحن هنا نحمّل الدكتور الشيخ عبداللطيف المحمود المسئولية، وبما أنّه ارتضى أن يكون في منصب قيادة تجمّع الفاتح، نطالبه حباً واحتراماً بأن يعيد إلى التجمّع هيبته ومكانته وقوّته، وهذا لن يكون إلاّ بلمّ الصفّ الوطني، وتجميع تلك الجمعيات والرموز الوطنية الأخرى المستقلة مرّة أخرى، لتكوين ائتلاف سياسي وطني، يعمل وفق خطط محددة، بعيداً عن الدولة التي نجحت في إضعاف هذا التجمّع عبر عقود من الزمن، وآن الأوان للانعتاق من يدها.
اليوم نشاهد من كان يسعى - ومازال - لبيع البحرين رخيصة، يرفع صوته بكل بجاحة، ومازال متكبراً مغرورا، يرفض الاعتراف بأي فصيل في المجتمع، كما يرفض الاعتذار عمّا تسبّب به من ويلات للوطن، ومازال يريد إشعالها حرباً طائفية عبر سلوكه الإعلامي والسياسي، ومازال يمثّل الغطاء السياسي والديني لجميع أحداث العنف والتخريب. بينما في الوجه المقابل، نجد الجمعيات السنيّة الرئيسية تعيش في مرحلة تيه وبيات غريب، يكتفي بتسطير البيانات الصحفية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
أقولها لكم مخلصا، سيسجّل لكم التاريخ وقفتكم الأولى والثانية عند الفاتح بعزّ وفخر، لكنّه سيسجّل أيضاً صمتكم وخلافاتكم التي ضيّعت شارعاً بأكمله، مازال ينتظر منكم أن تعودوا متكاتفين وأقوى من ذي قبل.
لتعلنها يا شيخ عبداللطيف لقاءً جماهيريا، ولتقف على المنصة ممسكاً بأيادي الجميع، فأنت بمثابة الأب لهم، وليستعد التجمّع هيبته بذلك بائتلاف يضع خططاً قصيرة وبعيدة المدى، تعتمد على الضغط السياسي لا غير، لأنّها اللغة الوحيدة التي باتت تفهمها الدولة.
حينها قد تُرجعون لأهل الوطن المخلصين قليلاً من الأمل الضائع، لتداوون جروحاً غائرة، تسببت بها الدولة، كما تسببت بها جمعيات التحريض السياسي، وبانقسامكم أنتم كنتم طرفاً موجعاً فيها.