الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


الحكومة اختارت الصدق.. وهم اختاروا الكذب!

تاريخ النشر : الخميس ١٢ يناير ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



المفارقات كثيرة هذه الأيام في البحرين، مثل المفارقة بين العلم والجهل أو بين النور والظلام أو بين البناء والهدم.. ويوم الثلاثاء الماضي كنا أمام مفارقة من هذه المفارقات حين كان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يفتتح معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في متحف البحرين، وهو المعرض الثامن والثلاثون الذي يقام بالمملكة! وأكد سموه: «أن ما تزخر به البحرين من مكنون ثقافي وإرث حضاري، وما تتمتع به من عراقة في تاريخها، وأزلية في تراثها قد أهلتها لتكون عاصمة للثقافة العربية».
وأمام هذه الظاهرة الحضارية الإنسانية والفنية التي احتفى بها سمو رئيس الوزراء وهنأ الفنانين البحرينيين على ابداعاتهم الجميلة.. أمام هذه الاحتفالية كانت بعض «الجمعيات السياسية» التي اختارت طريق التصعيد السياسي والأمني تقيم مهرجانا خطابيا أمام مقر «الأمم المتحدة»، وكالعادة ارتفع الصراخ بالميكرفونات يهاجمون الدولة والحكومة ويسردون الأكاذيب والأباطيل وتشويه صورة البحرين أمام الرأي العام، بل تقدموا برسالة إلى مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج العربي، يطالبون فيها هيئات الأمم المتحدة ومفوضية حقوق الإنسان بالتدخل للضغط على البحرين!
ظاهرتان حدثتا يوم الثلاثاء ولا يفصل بينهما سوى شارع واحد (شارع الملك فيصل)! الأولى اختارها سمو رئيس الوزراء عنوانا للحضارة الإنسانية والثقافة والفنون بالمتحف، والثانية اختارها المحرضون على التصعيد السياسي والأمني.. وفي الوقت الذي كانت خطابات المشاركين في مهرجان (مبنى الأمم المتحدة) تطالب بالحرية والمساواة والديمقراطية! كانوا يمارسون حقهم في التعبير عن الرأي بالتجمع تحت حراسة رجال الأمن والشرطة! والجهات المختصة رخصت لهم حق إقامة هذا المهرجان السياسي!.. بل وفرت لهم هذه الجهات رجال مرور ينظمون السير لهم وللمواطنين الآخرين! ووفرت من باب الاحتياط (سيارات اسعاف) لمساعدة المواطنين والمتظاهرين في حالة الإصابات، بعد أن كثر في الآونة الأخيرة تعمد المندسين والمخربين اثارة الشغب في المظاهرات المرخص بها. ولاتزال المفارقة بين الحدثين كبيرة جدا، لأن (الدولة) والحكومة والقيادة السياسية للمملكة اختارت (ضفة) الصدق والعلم والنور والبناء.. بينما بعض الجمعيات السياسية اختارت الكذب والجهل والظلام والهدم!.. الدولة اختارت (المستقبل)، وهم اختاروا (الماضي) يجترون الكلام الذي لا يغني ولا يسمن من جوع!.. (الحكومة) اختارت الثقافة والفنون والعلوم وتخريج الآلاف من أبنائها الخريجين في أعياد العلم.. وهم اختاروا أن يرموا بالأطفال في الشوارع مسلحين بالمولوتوف وأسياخ الحديد!
مفارقات عجيبة.. لكن أي الفريقين يستطيع القول: (إلى أجمل ضفة أمشي)؟!