أخبار دولية
مراقب من البعثة العربية يقرر الانسحاب متهما النظام السوري بـ«جرائم حرب»
تاريخ النشر : الخميس ١٢ يناير ٢٠١٢
قرر احد المراقبين العرب الى سوريا الانسحاب من المهمة مشككا باستقلالية البعثة ومتهما نظام الرئيس بشار الاسد بارتكاب «جرائم حرب» واستغلال المراقبين للبقاء في الحكم، حسبما ما اوردت قناة الجزيرة القطرية.
واستقالة الجزائري انور مالك هي الاولى من صفوف المراقبين منذ بدء عملهم في 26 ديسمبر الماضي. وقال في لقاءين مع قناة الجزيرة الاخبارية وموقع الجزيرة نت «انسحبت من بعثة المراقبين العرب ببساطة لانني وجدت نفسي اخدم النظام واشعر انني اعطيت النظام فرصة اكثر ليمارس القتل ولا استطيع ان امنع هذا القتل». واضاف «رأينا جثثا جلدها مسلوخ ومعذبة بشكل بشع وفي الحقيقة الجرائم التي رأيتها فاقت جرائم الحرب. اصبح يقتل من الاطراف الموالية من اجل ان يقنع المراقبين بأنهم يؤدون واجبهم كما ينبغي ويكسب تعاطفهم».
وروى تفاصيل مشاهداته خلال اسبوعين قضاهما في حمص التي دعا الى اعلانها منطقة منكوبة قائلا: هنالك «مشاهد مروعة في كل من بابا عمرو والخالدية والسلطانية وباب السباع».
واكد مالك زيارة معتقل للامن السياسي وجد فيه «مساجين في حالة يرثى لها وهناك آخرون في مناطق منع المراقبون من زيارتها». وقال ان «الاطفال يقتلون ويتم تجويعهم وتخويفهم، هناك مشهد لام عجوز عمياء تبكي ابنها وقد رأيناه جثة ظهرت عليها آثار التعذيب وجلده منزوع كان الوضع مأسويا».
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس الماضي تظاهرات معارضة للنظام الذي يقمعها بشدة مشيرا الى «عصابات ارهابية مسلحة» يحركها الخارج. لكن المراقب اكد في هذا السياق ان «التظاهرات التي رأيتها كانت كلها سلمية، ولم اشاهد مليشيات مسلحة كما يدعي النظام». وتابع ردا على سؤال «لم تسحب اي آلية عسكرية من حمص الا آليات كانت محاصرة من طرف الجيش الحر، ورأى النظام أن من مصلحته سحبها لانهم كانوا سيموتون».
ورأى مالك ان «النظام جاء بالمراقبين ليربح الوقت. احيانا يخرج معنا ضباط مخابرات على اساس انهم سائقون من اجل ان يدخلوا الاحياء ويطلعوا على ما يجري فيها. النظام يستغل المراقبين من اجل اجندة معينة والحفاظ على كيانه ووجوده فقط». وتابع «زرت معتقلا للامن السياسي ووجدت اشخاصا في حالة يرثى لها يتعرضون للتعذيب والتجويع. الافراج عن المعتقلين مسرحية يختطف ناس من الشوارع عشوائيا ويتركون في السجن وبعد ذلك يتم استدعاؤنا على اساس الافراج عن المساجين». واضاف مالك «اما الاشخاص الحقيقون الذين طالبنا بالافراج عنهم وفقا لقوائم جاءتنا من المعارضة فإنه لم يفرج عن اي منهم».
وعزا انسحابه الى عدم امكانه «التخلص من انسانيتي او ادعي الاستقلالية والحياد في مثل تلك المواقف».
وانتقد موقف رئيس بعثة المراقبين معتبرا انه «يريد ان يمسك العصا من الوسط، حتى لا يغضب السلطة او يغضب اي طرف آخر». واضاف مالك ان «بروتوكول الجامعة العربية الخاص ببعثة المراقبين لا يمكن تطبيقه في الواقع»، محذرا من نشوب «حرب اهلية وطائفية مدمرة». واكد ان الهجوم الذي تعرض له المراقبون في حمص كان «مخططا ومدبرا»، مطالبا الاسد ونظامه بالانسحاب «لانقاذ سوريا من حرب أهلية طائفية مدمرة».
وقتل 400 شخص في سوريا منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في 26 ديسمبر الفائت، وفق ما نقلت يوم الثلاثاء السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة سوزان رايس عن مساعد الامين العام للمنظمة الدولية للشؤون الانسانية بي لين باسكو. واعلنت الامم المتحدة مقتل خمسة آلاف شخص على الاقل في سوريا منذ بدء التظاهرات المناهضة للنظام قبل عشرة اشهر.
في اثناء ذلك اكد الرئيس السوري بشار الاسد امام مئات الآلاف من انصاره ان السوريين «سينتصرون من دون ادنى شك على المؤامرة»، وقال الاسد الذي وصل فجأة الى مكان تجمع مؤيديه في ساحة الامويين في دمشق «سننتصر من دون ادنى شك على المؤامرة»، مؤكدا «انهم في مرحلتهم الاخيرة من المؤامرة وسنجعلها نهاية لهم ولمخططاتهم».
واضاف الرئيس السوري بحضور زوجته اسماء الاسد، لانصاره الذين تجمعوا تعبيرا عن دعمهم الاصلاحات التي اعلنها في خطابه يوم الثلاثاء «جئت لكي استمد القوة منكم. لم اشعر بالضعف يوما ما بفضلكم».
وكان الرئيس السوري قد اكد في خطاب في دمشق يوم الثلاثاء ان «الاولوية القصوى» للسلطات في الوقت الحالي هي في السعي لاستعادة الامن الذي لا يتحقق «الا بضرب الارهابيين القتلة». كما اعلن الرئيس السوري في خطابه ان استفتاء سيجري على دستور جديد لسوريا في مارس المقبل، تليه انتخابات تشريعية في مايو او يونيو.
ميدانيا ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة مدنيين قتلوا أمس الاربعاء برصاص قوات الامن السورية في حماة حيث تدور مواجهات بين الجيش ومنشقين عنه، بينما عثر على جثة مدني كان قد خطف قبل يومين في حمص. وقال المرصد ان «اربعة شهداء سقطوا في بلدة كفرنبودة خلال اطلاق نار واقتحام البلدة بينما الاشتباكات دائرة بين منشقين، بينهم ضابط منشق برتبة ملازم اول، والجيش النظامي». واضاف انه «عثر على جثمان مواطن من حي جب الجندلي مقتولا ومحروقا كانت مجموعة من الشبيحة قد اختطفته قبل يومين».
من جهة اخرى، قال المرصد ان قوات الامن السورية اطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة لطلاب في داريا في ريف دمشق. وفي محافظة ادلب قرب الحدود التركية، قال المرصد ان «اهالي مدينة معرة النعمان اعلنوا الاضراب العام في المدينة احتجاجا على الاوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشونها». وتحدث عن «قطع التيار الكهربائي اكثر من 12 ساعة يوميا وعدم توافر المازوت للتدفئة ولا اتصالات ولا انترنت مع انتشار الحواجز الامنية في الشوارع الرئيسية والفرعية».
وقال المرصد ان «قذائف هاون او آر بي جي سقطت على المنطقة بين احياء عكرمة والنزهة» بينما «كان وفد صحفي موجودا هناك». واضاف ان «صحفيا غربيا وستة سوريين قتلوا» كما «سقط جرحى». واكد المرصد انه «لا يعلم ما هو مصدر القذائف لكن النشطاء في المدينة يتهمون السلطات»، مطالبا «بفتح تحقيق في الحادث».
وافادت مصادر متطابقة ان مئات الناشطين السوريين ومن بلدان اخرى سيحاولون اليوم الدخول الى سوريا من تركيا والاردن حاملين مساعدات انسانية لسكان يتعرضون منذ عشرة اشهر لحملة قمع يشنها النظام.