الجريدة اليومية الأولى في البحرين



الحويحي والمحمود.. من يمثل التجمع؟

تاريخ النشر : الخميس ١٢ يناير ٢٠١٢

محمد مبارك جمعة



جمعني لقاء بكل من السيد جمال فخرو والدكتور عبدالعزيز أبل، بصفتهما عضوين في لجنة متابعة توصيات الحقائق، استمر أكثر من ساعتين. ناقشنا خلاله الكثير من القضايا المتعلقة بعمل اللجنة وما أثير حولها من تساؤلات. وحيث إن تفاصيل اللقاء ربما تهم الكثيرين في الوسط المحلي، من سياسيين وإعلاميين وغيرهم، فإنني أدعوكم إلى قراءة جميع هذه التفاصيل التي ننشرها اليوم في صفحة كاملة في «أخبار الخليج». بيد أن من بين الأمور التي وددت أن أخصص هذا العمود للتطرق إليها اليوم، ما نقله أثناء اللقاء د. عبدالعزيز أبل حينما بيّن أن السيد عبدالله الحويحي، وهو ممثل تجمع الوحدة الوطنية في اللجنة، هو صاحب مقترح ظهور المعارضة على شاشة الإعلام الرسمي، وأنه يتبنى هذا المقترح ويدافع عنه رغم عدم وروده باعتباره توصية صريحة في تقرير لجنة تقصي الحقائق. أيضاً أضيف إلى ذلك ما نقل إلينا من داخل اللجنة بأن السيد الحويحي يدفع باتجاه إلغاء جميع لجان التحقيق التي تنفذها أجهزة الدولة.
لا شك في أن السيد عبدالله الحويحي له كامل الحرية والحق في أن يدلي بوجهة نظره وأن يدافع عن مقترحات معينة ويتبنى أفكاراً محددة، هذا حقه الذي لا يستطيع أحد أن يعارضه فيه. إنما السؤال الجوهري هو: هل تمثل مواقف السيد عبدالله الحويحي تجمع الوحدة الوطنية؟! بمعنى آخر، نجد أن ما يقوله الدكتور عبداللطيف المحمود من جهة ربما لا يتوافق بشكل واضح مع ما يدفع به السيد عبدالله الحويحي من جهة أخرى، والطرفان يعتبران قطبين من أقطاب تجمع الوحدة الوطنية. الدكتور عبداللطيف المحمود شدد في إحدى خطبه على ضرورة التفريق بين من فصلوا من أعمالهم لمخالفات إدارية ارتكبوها، ومن فصلوا من أعمالهم بسبب تعبيرهم عن آرائهم، وقال إن النوع الأول لا يدخل ضمن توصيات التقرير ولا يمكن التغاضي عما ارتكبوه من مخالفات، في حين أن السيد عبدالله الحويحي يشجع على إلغاء جميع لجان التحقيق، وهو ما يفسر على أنه يطالب بوقف التحقيق في جميع المخالفات المرتكبة من قبل الموظفين. أما تشجيع السيد الحويحي ما يسمى منح «المعارضة» مجال الظهور في الإعلام الرسمي، فإنه يؤخذ على هذا القول بأن توصيات التقرير أصلاً لم تقل ذلك، بل قالت «الإعلام الوطني»، علاوة على أن السيد الحويحي بهذا الطرح كأنما يقول إن تلفزيون البحرين لم يوجه الدعوة إلى شخصيات في «المعارضة»، وأنه يمنعها أصلاً من الظهور، وهذا كلام غير صحيح حسبما نراه، إذ إن المراسلات الرسمية تثبت بالدليل القاطع أن تلفزيون البحرين وجه العديد من الدعوات التي قوبلت بالرفض من شخصيات «المعارضة» التي تفضل الظهور على القنوات الأخرى التابعة لحزب الله وإيران وغيرها من القنوات الغربية ولهم حضور إعلامي فاعل جداٌّ لا يجعلهم في حاجة إلى تلفزيون البحرين. وعلى أي حال، هل تمثل وجهة النظر هذه التي يتبناها السيد الحويحي وجهة نظر التجمع أم أنها وجهة نظره الشخصية؟ لأنني أعتقد أن وجهة نظر التجمع يجب أن تعكس وجهة نظر مؤيديه وليس رغبات الأشخاص. وجهتا نظر مختلفتان ومتعاكستان، ورغم أن تجمع الوحدة الوطنية يواجه اليوم بسيل كبير من الانتقادات التي تتهمه بأنه بات لا يمثل مؤيديه ويتحرك ببطء، وفي أحيان يسير في الاتجاه المعاكس، فإن مثل هذه المواقف المتناقضة الصادرة عن الدكتور المحمود والسيد الحويحي من شأنها أن تزيد من هذه الانتقادات.
هذه مجرد نقطة واحدة تبادرت إلى ذهني وأنا أناقش السيدين فخرو وأبل بشأن لجنة متابعة تنفيذ التوصيات، وأجدد دعوتي لكم إلى قراءة التفاصيل على صفحات «أخبار الخليج».