رسالة الشيخ عبداللطيف آل محمود
تاريخ النشر : الخميس ١٢ يناير ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
على إثر رسالتنا بالأمس إلى جمعيات المنبر والأصالة والتجمع وإلى الرموز الوطنية الصادقة، تفاعل الناس بين مؤيّد ومعارض.. بين مؤيّد للهمّ الذي يؤرّق جموع المواطنين الذين وقفوا عند الفاتح دفاعاً عن شرعية الوطن، ومعارض لتحميل الشيخ عبداللطيف المحمود وحده المسئولية، وغضّ النظر عن الحديث عن كل من الشيخ عبداللطيف الشيخ والأخ غانم البوعينين مثلا.
البعض للأسف الشديد لم يستوعب أنّ لفظ «تحميل المسئولية» في المقال جاء في سياق مسئولية لمّ الشمل مرّة أخرى، ومن غير المقبول أن أطالب من يصغره في السن بأن يبادر!
لكن - لله الحمد - يبدو أن ما كتبناه قد وصل إلى الشيخ الفاضل عبداللطيف المحمود كما عنيناه، ووصلت إلينا منه الرسالة التالية، نذكر أهم مقتطفاتها ونعلّق عليها.
أكّد الشيخ المحمود في رسالته أن التجمع يسير في طريق إقامة تنسيق بين التجمع وبين بقية الفعاليات السياسية، ومن ضمنها المنبر والأصالة.
الشيخ المحمود أكد أن اجتماعا عقد بين الأطراف الثلاثة بتاريخ 19/11/2011، تمّ الاتفاق فيه على تشكيل لجنة تنسيقية بين الجمعيات الثلاث بناء على اقتراح من الشيخ عبداللطيف الشيخ، وبالفعل تمّ تعيين منسّقين من التجمّع والمنبر، في انتظار الشخصية المقترحة من الإخوة في جمعية الأصالة، لتكون تلك اللجنة نواة للتنسيق مع بقية الجمعيات والشخصيات السياسية.
الشيخ الفاضل المحمود أكد في خطابه هذه الجزئية: «نحن نستشعر أن الحالة الراهنة والمستقبلة لا تحتمل التفرّق والانقسام والتشرذم، فالوطن غالٍ علينا جميعا، ولا نستطيع تحقيق حمايته إلا بجهود الجميع، محتسبين الأجر من الله تعالى على جدنا واجتهادنا وجهادنا لحمايته وحماية جميع من يعيش على أرضه، حياة وعرضاً ومالاً ودينا، الآن وفي المستقبل، من غير تمييز بين انتماءاتهم الدينية والعرقية والقبلية والسياسية، فهذا قدرنا الذي نرضى به ويختبرنا ربنا به لننظر كيف نعمل، ونسأله أن يغفر لنا كل تقصير أو عجز أو خطأ، مما يصاب به كل بشر».
بعد تقديمنا الشكر الجزيل إلى سماحة الشيخ عبداللطيف المحمود على تكرّمه بالرد، نؤكّد له أنّ مكانته عند الشارع السني، وعند من وقف دفاعاً عن شرعية الوطن، هي ما دفعنا إلى توجيه خطابنا إليه وليس إلى أحد آخر سواه.
لقد أسعدنا وجود تلك اللجنة التنسيقية يا شيخنا الفاضل، لكنّنا نؤكد - مرّة أخرى - أن التنسيق في وضع كالذي يحدث في البحرين لن يكون له أثر لأنّ الأحداث متسارعة، ومن يسعى لحرق الوطن يتحرّك أكثر منكم تنظيماً وسرعة.
إنّنا نوجّه نداءنا إلى الشيخ عبداللطيف الشيخ والنائب غانم البوعينين وغيرهم من الشخصيات الوطنية الفاعلة والصادقة، لكي يتحرّكوا ويأخذوا دورهم الوطني المفقود في لمّ الشارع الوطني تحت لواء ائتلاف صلب واستراتيجي، متجاوزين جميع الخلافات كما أكد ذلك الشيخ المحمود في رسالته.
رسالة الشيخ المحمود واضحة، فالوطن يتعرّض لهجمة شرسة ومؤامرات لم تتوقّف، ولن يقف في وجه تلك المكائد إلاّ من رمى مصالحه الشخصية خلف ظهره وتخلّص من كل أسباب الضعف.
طلبنا الأخير للجمعيات الثلاث أن يستوعبوا تحرّكات الشباب، فهم الرقم الأصعب في كل حراك.
حفظكم الله يا شيخ عبداللطيف، وحفظ الله جميع أبناء الوطن المخلصين الصادقين، وكفى الله الوطن شرّ الماكرين والمتربصين، والله من وراء القصد.