الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد


تزايد اختلال توزيع الثروة يضع مخاطر أمام العولمة

تاريخ النشر : الجمعة ١٣ يناير ٢٠١٢



لندن - رويترز: تشكل ردود الأفعال العنيفة تجاه تنامي حالة عدم المساواة من حركة احتلوا وول ستريت إلى الربيع العربي مخاطر تعوق تقدم العولمة كما تمثل تهديدا للاقتصادات على مستوى العالم بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.
وأظهر تقرير المخاطر العالمية لعام 2012 التابع للمنتدى الذي نشر أمس أن التفاوت الحاد في الدخول والأوضاع المالية غير المستقرة للحكومات يشكلان أكبر تهديد اقتصادي يواجه العالم.
وصدر التحليل الذي يقع في 60 صفحة ويتناول 50 من المخاطر على مدى العقد القادم الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيعقد في غضون أسبوعين في منتجع دافوس بسويسرا ويرسم صورة قاتمة لغموض عالمي متزايد.
وأصبح دافوس على مدى العقود الأربعة السابقة حيث يجتمع سياسيون ومحافظو بنوك مركزية وقادة أنشطة أعمال مرادفا للعولمة. لكن بدأت الثقة الآن تضعف فيما يتعلق بالمكاسب التي حققتها مسيرة العولمة.
وأظهر مسح لآراء 469 من الخبراء والقادة الصناعيين أن ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وأزمة التقاعد بين أرباب المعاشات المعتمدين على دول مثقلة بالديون واتساع فجوة الثروات قد نثرت بذور واقع مرير.
ولم يعد الناس يعتقدون - للمرة الأولى منذ أجيال - أن أولادهم سيكبرون ليتمتعوا بمستويات معيشية أفضل.
وقال لي هاويل العضو المنتدب للمنتدى الاقتصادي العالمي المسؤول عن التقرير «يحتاج الأمر إلى اهتمام سياسي فوري وإلا فإن البلاغة السياسية التي تستجيب لهذا الاضطراب الاجتماعي ستتضمن نزعة وطنية وحمائية وتقويض عملية العولمة».
وظهر بالفعل مستوى الدين الحكومي الذي لا يمكن تحمله في دول عديدة كتهديد كبير في التقريرين السابقين للمخاطر في المنتدى لكن الحالة المزمنة للعجز المالي تعني أن المسألة لا تزال تحتل الصدارة.
ومنذ يناير من العام الماضي انتشرت أزمة ديون منطقة اليورو وتفاقمت وأطاحت بحكومات في اليونان وايطاليا بينما فقدت الولايات المتحدة تصنيفها الائتماني المتميز AAA بعد أن أخفقت في استقرار موقف ديونها.
وسيكون هناك تركيز أكبر من ذي قبل في دافوس هذا العام على إخفاقات اقتصاد السوق الحديث ويتضمن ذلك مناقشات حول المستقبل الغامض للرأسمالية.
وفي عالم يتزايد فيه التداخل والتشابك يظهر تقرير المنتدى أيضا المخاطر التي تشكلها الهجمات الالكترونية على الأفراد والشركات والدول.
وقال ستيفي ولسون مسؤول مخاطر التأمين لدى زوريخ للخدمات المالية «أظهر الربيع العربي قوة خدمات الاتصالات المترابطة في دعم حريات الأفراد وسهلت التكنولوجيا نفسها الاحتجاجات في لندن».
وأظهرت استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما الدفاعية هذا الشهر تزايد اهتمام الحكومات بحروب الانترنت بينما تلقت الشركات تحذيرا في إبريل الماضي حينما سرق قراصنة الانترنت بيانات ملايين المستخدمين لشبكة بلاي ستيشن لسوني.
وقال ولسون «إنه أمر محير تماما مدى التعقيد الذي أصبح عليه العالم ومن الصعب إدراك المخاطر التي تأتي من ذلك».