أخبار دولية
غضب إيراني لاغتيال العالم النووي ودعوات إلى الانتقام
تاريخ النشر : الجمعة ١٣ يناير ٢٠١٢
اثار اغتيال عالم نووي ايراني غضبا شديدا في طهران الخميس ضد اسرائيل، المشتبه فيه الرئيسي في العملية، وضد الولايات المتحدة التي نفت اية علاقة لها باغتياله.
وبلغ الغضب بعدد من الصحف المتشددة إلى درجة الدعوة إلى القيام بعمل انتقامي، حيث قالت صحيفة كيهان في مقالها الافتتاحي انه «يمكن تنفيذ اغتيالات لمسؤولين وعسكريين اسرائيليين».
واعربت الحكومة الايرانية عن غضب مماثل. وبعتث إيران برسالة إلى مجلس الامن الدولي تطالبه فيها بادانه الاغتيال بقوة، وقالت ان لديها ادلة على ان «جهات اجنبية» لم تكشف عنها كانت وراء عملية قتل مصطفى احمد روشن يوم الاربعاء.
وقتل روشن (32 عاما) الذي كان يشغل منصب نائب مدير منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، عندما اقترب شخصان على دراجة نارية من سيارته التي كانت عالقة وسط الزحام في طهران، والصقا بها قنبلة مغناطيسية انفجرت في السيارة. وقتل في الانفجار كذلك سائقه وحارسه الشخصي واصيب شخص ثالث كان في السيارة وهي من طراز «بيجو 405».
وهذا هو رابع هجوم يتعرض له علماء نوويون ايرانيون في طهران خلال العامين الماضيين، حيث قتل ثلاثة علماء اخرين، اثنان منهم يعملان في البرنامج النووي، فيما نجا الرابع الذي يرأس وكالة الطاقة الذرية الايرانية. وهيمن هجوم يوم الاربعاء على وسائل الاعلام الايرانية الخميس.
وانتقدت العديد من تلك الوسائل ما وصفته بصمت الغرب بشان عمليات القتل بينما دعت الصحف المحافظة الحكومة إلى تنفيذ عمليات انتقامية ضد اسرائيل. وكتبت صحيفة «رسالات» على صفحتها الاولى «الطريقة الوحيدة لانهاء اعمال العدو العقيمة هي الانتقام من اغتيال العالم الايراني». اما صحيفة كيهان فقالت «من المشروع بموجب القانون الدولي الانتقام لمقتل العالم النووي.. وقد جمعت الجمهورية الاسلامية الكثير من الخبرة خلال 32 عاما، وبالتالي فانه من الممكن تنفيذ اغتيالات لمسؤولين وعسكريين اسرائيليين». اما صحيفة «القدس» فوصفت الهجوم بانه «انتقام غربي على اعلان إيران عمليات التخصيب بنسبة 20%»، في اشارة إلى تشغيل إيران منشأة تخصيب يورانيوم ثانية في موقع فوردو المحصن جنوب غرب طهران وهو ما اكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين.
وقالت وكالة فارس للانباء انه من المقرر تنظيم احتجاجات على مقتل العالم الايراني الخميس امام السفارات الفرنسية والالمانية والبريطانية. والسفارة البريطانية مغلقة منذ الاحتجاجات الغاضبة على العقوبات الغربية والتي قام خلالها المتظاهرون بتخريب السفارة في نهاية نوفمبر .2011 ولا ترتبط إيران بعلاقات دبلوماسية مع كل من اسرائيل والولايات المتحدة. اما السفارة الفرنسية فانها تعمل بعدد مخفض من الموظفين.
ويوم الاربعاء اعلن نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي ووزارة الخارجية والنواب وغيرهم من المسؤولين ان اسرائيل والولايات المتحدة كانتا وراء عملية الاغتيال.
ولزم معظم المسؤولين الاسرائيليين الصمت، رغم ان المتحدث باسم الجيش الجنرال يواف مردخاي قال على صفحته على الفيسبوك انه رغم عدم علمه بمن الذي نفذ الاغتيال «فإنني بالتأكيد لن اذرف دمعة عليه». وابرز الاعلام الاسرائيلي تصريحات رئيس هيئة الاركان العسكرية الجنرال بيني غانتز قبل يوم من عملية الاغتيال بان العام 2012 سيكون عاما حاسما لايران لاسباب عدة» من بينها «الامور التي ستحدث لهم (الايرانيين) بطريقة غير طبيعية».
ونفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون «قطعا» اية علاقة للولايات المتحدة بالتفجير. غير ان الحرس الثوري الايراني المتنفذ أكد أن «هذه الاعمال الارهابية ضد علمائنا وخبرائنا النوويين هي مؤامرة امريكية - صهيونية». وكان الحرس الثوري قد حذر في السابق من انه سيضرب اهدافا للعدو خارج حدود إيران اذا ما تعرضت إيران للتهديد.
وحذر سكرتير الامن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف في مقابلة نشرتها صحيفة كوميرسانت الخميس من ان التصعيد العسكري بشأن إيران امر مرجح وان «اسرائيل تدفع أمريكا بهذا الاتجاه». وقال «هناك خطر حقيقي من ضربة عسكرية امريكية لايران».
وتوترت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة مؤخرا بعد اصدار محكمة ايرانية حكما بالاعدام هذا الاسبوع على امريكي ايراني عضو سابق في قوات المارينز لادانته بالتجسس لحساب وكالة الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه)، وكذلك اثر استيلاء إيران على ما قالت انه طائرة بدون طيار تابعة للسي اي ايه الشهر الماضي.
واعلن الحرس الثوري الايراني اجراء مناورات بحرية جديدة في مضيق هرمز في مياه الخليج خلال الاسابيع القليلة المقبلة لتأكيد التهديد الايراني باغلاق المضيق الذي يمر عبره خمس نفط العالم، في حال مهاجمة إيران او فرض عقوبات قوية عليها.
وردت الولايات المتحدة بان اغلاق المضيق سيكون «خطا احمر» يجب على إيران عدم تخطيه، وارسلت حاملة طائرات اخرى على مشارف الخليج كما ان حاملة طائرات ثالثة متوجهة إلى المنطقة.
وفي الوقت ذاته شددت الولايات المتحدة والدول الغربية عقوباتها على إيران لدفعها إلى وقف برنامجها النووي لاعتقادها بانه يخفي تطلعات لامتلاك اسلحة نووية، وهو ما تنفيه ايران.
وبحث رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني امس في أنقرة برنامج بلاده النووي المثير للجدل مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، كما اعلن مصدر دبلوماسي تركي.