هل تستطيع إيران سد المضيق؟
 تاريخ النشر : السبت ١٤ يناير ٢٠١٢
عبدالله المناعي
تساؤل يطرحه الكثيرون، فالبعض مبهور بقدرة إيران على صناعة الأسلحة والصواريخ ذاتيا، والبعض الآخر يشكك في قدرات هذه الأسلحة المحلية الصنع على صد الأسلحة والأعتدة المصنوعة بأحدث الأساليب التكنولوجية أو تمكنها من إحداث أي أضرار جسيمة. ولكن حتى المشككون في قدرات هذه الأسلحة يعترفون بأن الجهوزية الإيرانية بإمكانها أن تكون شوكة في خاصرة دول المنطقة وحلفائها. ووسط التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز هناك تساؤلات كثيرة عما إذا كان بإمكان إيران فعليا تنفيذ مثل هذا التهديد على أرض الواقع. وفي هذا الصدد يقول خبير في شئون البحرية الإيرانية إن الألغام نوع من أنواع «بحرية الفقراء»، فأي شخص باستطاعته شراء الألغام وإذا رميت بعضها في البحر فإنه بإمكانها تعقيد الأمور. ويضيف مايكل كونيل مدير برنامج الدراسات الإيرانية في مركز التحليل البحري أن السبب في ذلك هو أنه باستطاعة الإيرانيين رمي بعض هذه الألغام في البحر، وينبغي على دول المنطقة الأخرى وحلفائها أن يقوموا بتطهير البحر من الألغام قبل إبحار السفن فيه. ويقول خبير آخر في هذا المجال إن عملية التطهير هذه قد تأخذ يوما أو أسبوعا أو أكثر.
وعلى الرغم من عدم قيام إيران في تاريخها بإلقاء الألغام في المضيق فإنها ألقت ألغاما في الخليج خلال الحرب الإيرانية العراقية، كانت قد تسببت في تضرر سفينة حربية أمريكية واحدة واستوجب رد أمريكي باستهداف الطائرات والسفن الإيرانية خلال تلك الفترة. ولكن على الرغم من كون الألغام أرخص طريقة تمكّن الإيرانيين من إغلاق مضيق هرمز فإنّ أمامها طريقة أخرى لإغلاق المضيق من خلال استخدام القوارب الصغيرة الفائقة السرعة التي يصنعها الإيرانيون. ويقول الخبير البحري نورمان بولمر في هذا الصدد إن هذه القوارب التي طورها الإيرانيون بإمكانها أن تكون مصدر تهديد حقيقي في الخليج، مؤكدا أن الإيرانيين استخدموها بكثرة في المناورات العسكرية الأخيرة التي أجراها الإيرانيون، وأنهم طوروها بالفعل بطوربيدات أكثر تطورا.
أما الأدميرال المتقاعد تيم كيتنج، الذي كان يقود الأسطول الخامس الأمريكي، فيقول إن وضع الألغام هو إعلان حرب، وانه سيكون عائدا إلى القادة اتخاذ القرار حول قوة الرد على إعلان الحرب هذا. وأكد أنه على الرغم من ذلك فإن البحرية الأمريكية تملك ما يكفي من تكنولوجيا وطرق سريعة لمعرفة أي سفينة تضع الألغام وإلى أين تتجه ومتى ستعود لوضع الألغام مرة أخرى. أما حول اكتشافها فيقول كيتنج إن البحرية تستعمل المعدات والحيوانات لإيجاد هذه الألغام من خلال التكنولوجيا المتطورة وحتى استخدام الدلافين التي لديها قدرة قوية على إيجاد مثل هذه الألغام. ويعترف كيتنج بصعوبة التعامل مع الزوارق الصغيرة، قائلا إن خمسين زورقا تتجه نحوك تشكل تحديا.
بإمكان إيران فعليا سد المضيق فترة وجيزة.. ولكن السؤال الحقيقي هو هل إيران مستعدة لتحمل عواقب ذلك الفعل؟!
.