الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

في خطبة الجمعة

الشيخ صلاح الجــودر يطالب بمحاسبة نبيل رجب

تاريخ النشر : السبت ١٤ يناير ٢٠١٢



قال الشيخ صلاح الجودر خطيب جامع الخير في خطبته أمس إن الأسرة في الإسلام أساس قيام المجتمع الآمن المستقر، ففي ظلها يلتقي أفرادها على المحبة والرحمة والألفة، ويستقر بنيانها حينما تقوى العلاقة بين الأب وأبنائه، وقد أقسم المولى بهذه العلاقة الأسرية حين قال: (ووالدٍ وما ولد) ]البلد:3[، وقال تعالى: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما) ]الفرقان:74[.
على الوالد أن يسعى لتربية أبنائه التربية الحسنة، وأن يجلب لهم ما ينفعم، ويبعد عنهم ما يضرهم، وأن يختار لهم الرفقة الصالحة، فإن حسن تنشئتهم مرتبط بدينه وسلوكه وأخلاقه وتعامله معهم، وكلما تمسك الوالد واستقام على الدين كان ذلك سببا في اقتداء الأبناء به. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (كللا مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
إن مرحلة الشباب، ما بين مرحلة الطفولة والرجولة، هي من أهم وأخطر مراحل العمر، فهي مرحلة النمو والبناء والتغيرات النفسية والجسمانية، تعرف بمرحلة المراهقة والاندفاع والتسرع، فيطمع الشاب أن يثبت رجولته بكل الوسائل، وهذا ليس عيباً أو نقيصة، ولكنه يفتقد إلى الحكمة والتأني والتعقل حتى لا يقع في مستنقع الشهوات أو داء الشبهات.
في عصرنا الحاضر حينما حطمت السدود وأزيلت الحدود، وتحول العالم إلى قرية صغيرة بفضل أجهزة الاتصال الحديثة والفضاء المفتوح تعرض شبابنا وناشئتنا لثقافات جديدة، ثقافات مؤثرة تستهدف العقيدة والهوية والفكر، فهي ثقافة تسعى لتغيير هوية أبناء المنطقة، يعيش الشاب بعدها غريباً في مجتمعه، غريباً في بيته، غريباً مع نفسه وذاته. إن عقول الشباب والناشئة اليوم هي هدف أعداء الأمة الذين تنوعت أسلحتهم، وتعددت وسائلهم، ليوقعوا بهم في مخططاتهم، ويزجوا بهم في فتنتهم وسمومهم!
أيها الآباء والمربون، أنتم من تقع عليهم المسئولية الأولى في التربية والتعليم، أنتم الأساس قبل المدرسة والمسجد، وأنتم بناة عقولهم ونفوسهم، فأقيموها على مبادئ الإسلام ومكارم الأخلاق، وراقبوهم منذ الصغر، فإذا رأيتم منهم ما يخالف الشرع والعرف والقانون، فاحرصوا على توجيههم وتأديبهم، ليكفوا عن الباطل، ويتمسكوا بالحق، ويهدوا إلى صراط العزيز الحكيم.
إن من المسئولية الاهتمام بقضايا الشباب، فهم محط أنظار الأمة ومعقد آمالها، وهم قواعد بنيانها وبناة مستقبلها، وهذه الأمة بما تملكه من عوامل القوة عليها أن تعمل على تربية أبنائها على العقيدة والأخلاق والقيم، يجب وقاية الشباب والناشئة من الدعاوى المضللة، والأفكار الهدامة، والبعد بهم عن رفقاء السوء، وأنصاف المتعلمين، ودعاة الفتنة والمحنة، وإن في الساحة اليوم من يحاول التغرير والدفع بهم في أتون صدامات مجتمعية خاسرة، فيخسر فيها الشاب دينه ووطنه ومستقبله، وها أنتم تشاهدون بعض الشباب بعد أن تم تحويل عقولهم إلى قنابل حارقة تلقى على المارة في الشوارع!
الواجب علينا أن نسعى لمعالجة الظواهر الغريبة على مجتمعاتنا، فنتصدى لتلك السموم والأدواء والشبهات التي تنثر في ساحاتها، وأن نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فنسعى لتجفيف منابع العنف والتدمير، ومحاربة دعاة التطرف والتشدد، وعدم التستر على من يعكر الأمن والاستقرار، حتى إن كان من الأقربين، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقيل: وكيف ننصره ظالماً، قال: تأخذ على يديه فتمنعه من الظلم.ولا تزال قضية الشباب والناشئة في هذا الوطن حاضرة، فإن أبناءكم بعد تربيتكم لهم، وإنفاقكم عليهم، يستغلهم اليوم دعاة الفتنة والمحنة، وهذا مشاهد في الكثير من المواقع، فأبناؤكم اليوم يسيرون خلف كل ناعق، يسيرون خلف من لا يحسون حرجاً من التطاول والتشكيك والطعن في رموز هذا الوطن، وكم أدى هذا إلى عداوات وصراعات وفتن بين الناس.
لا يخفى عليكم ما تتعرض له الأمة هذه الأيام من نثر سموم وأدواء الفتنة، مستغلين في ذلك الشباب والناشئة لتمرير أجندتهم التدميرية، ومما يؤسف له أن نجد من بعض الخطباء والدعاة من يحمل هذا الفكر التدميري، لذا يسعى لافتعال الصدام مع جهات عدة، ويحاول أن يفتح جبهات عدة، ومن صور استغلال الشباب:
أولاً: محاولة الصدام مع رجال حفظ الأمن، وهذا مسلك مشين، بدعوى أن رجال حفظ الأمن لا يستطيعون فرض الأمن، وهذه شبهة سقط فيها الكثير من الشباب، لذا نحذر من هذه الشبهة، وإياكم والسماح لأبنائكم بحمل هذا الفكر.
ثانياً: الصدام مع أبناء الطائفة الثانية، وهذه غاية دعاة التطرف والتشدد، وهذا ما يريده أعداء الأمة حينما يقع الصدام بين أبناء الأمة، وإليكم ما يحدث اليوم في العراق من احتراب طائفي مقيت.
يجب على الآباء ردع أبنائهم وإيقافهم عما يؤثر في النسيج الأسري، والنسيج المجتمعي، ونسيج الأمة، وأن يتبرأوا من السلوكات الشاذة.
وإليكم ما يقوم به نبيل رجب من تمثيليات ومسرحيات مفبركة، ومن ثم التطاول على رموز الوطن، تحريضاً للعامة على الصدام. فليس مقبولاً السكوت عنه أو التغاضي عن تصرفاته، وعلى عائلته أن تتصدى له، فنحن نكن لعائلة بن رجب كل التقدير والاحترام، ونتألم لآلامهم، ولكنا نطالبها بوقف ابنهم عن هذه التصرفات، فإن الساحة لا تحتمل أكثر، فهذا المجتمع عرف عنه التسامح لا التطاول.
وتصرفات نبيل رجل ما هي إلا محاولة لإشعال نار العداوة بين الناس.