الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين


السعيدي: قبول المصالحة مشروط باعتذار كل المسيئين إلى الوطن

تاريخ النشر : السبت ١٤ يناير ٢٠١٢



تحدث فضيلة الشيخ جاسم السعيدي خطيب جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى عن الأخوة في الله والتكاتف الذي يجب أن يكون عليه المسلمون في جميع الأحوال، موضحا ما دعت إليه الشريعة في هذا الجانب إضافة إلى الجانب الآخر في كيفية التعامل مع أعداء الإسلام والمسلمين ومن يعيثون في الأرض الفساد والذين يجب شرعا أن يؤخذ على أيديهم وأن يضربوا بيد من حديد من اجل ردعهم والحفاظ على أمن المسلمين وبلادهم، كما تطرق فضيلته في الخطبة ذاتها عن الوضع المترنح الذي تعيشه قوى الإرهاب والتحريض في البلاد والتي تمر بأسوأ حالاتها بسبب صمود الشعب الأبي وتلاحمه مع قيادته ودفاعه عن دينه ووطنه ونبذه الخونة والمجرمين، مؤكدا فضيلته أهمية ووجوب المناصحة لولاة الأمر وأداء هذه الأمانة دون خوف أو وجل أو مداهنة أو تسامح فالحق أحق أن يقال وتطبيق شرع الله واجب أمر العباد بتطبيقه في أرض الله سبحانه وتعالى وهو ما نطالب به دوما ودائما فنحن في بلد الإسلام ولا حل لدينا إلا الإسلام وهو السبيل الذي ارتضاه الله لعباده، من ناحية أخرى تحدث فضيلته عن وثيقة المصالحة الوطنية التي أكد أنه قبل التحدث عن هذه الوثيقة يجب أن تكون هناك محاسبة واعتذار رسمي من كل المسيئين للوطن والشعب الذين استهدفوا خلال الأحداث الأخيرة بتأكيد تقرير بسيوني الذي ذكر أن هناك استهدافا للطائفة السنية، ومن بعد هذه المحاسبة والاعتذار سوف ينظر الشعب في هذه الوثيقة فنحن شعب مسالم لم نبدأ بالخطأ والاعتداء وتعايشنا مع جميع الطوائف والأديان في هذا البلد، ومن بادر بالإساءة هو من يجب عليه أن يبادر بطلب المصالحة ولسنا نحن.
وواصل فضيلته «هناك شيء من التراخي من جانب الحكومة تجاه هؤلاء المجرمين ولذلك نجد ما فعلوه في المنامة بالأمس وما يقومون به في القرى ولو كان هناك حزم رسمي تجاه هؤلاء وتطبيق للقانون دون هوادة فإنهم سيرتدعون، ولذلك عندما جاءت أحكام الله الشرعية قاسية على المجرمين من قتل وقطع يد ورجم وغيرها من حدود إنما كان المغزى منها هو ردع بقية المجرمين ومن تسول له نفسه ارتكاب مثل الجرم ولذلك وجدنا أن المجتمعات الإسلامية التي طبقت حدود الله في كل مكان وزمان قل فيها الجرم والفساد وانتشر الأمن والأمان، ولذلك نؤكد أننا اليوم مطالبون شرعا بأن نوصل الأمانة التي تحملناها ويجب أن نوضح للحكومة موقفنا القوي تجاه ما يحدث في بلادنا ومهما قدمت الحكومة لهم من تنازلات إلا أننا كشعب لن نتنازل وسنظل ثابتين على قيمنا ومبادئنا ومطالبنا التي لن نحيد عنها، فتطبيق شرع الله وحدوده هو مطلبنا الأول، والقصاص من القتلة هو أمر مفروغ منه ولن يهدأ لنا بال حتى يتحقق، وعودة المفصولين أمر رفضناه وما زلنا نرفضه».
واستطرد فضيلته «طالبوا بالمصالحة الوطنية وهذا أمر يجب أن نقف عليه، ويجب أن نتساءل من هو الذي يطلب المصالحة الوطنية ومن يجب أن يبادر إلى المصالحة، فنحن لم نكن طرفا في الخطأ والجرم حتى نقدم المصالحة وطرفنا مسالم متعايش وهو من اعتدي عليه ومثبت في تقرير بسيوني أن الطائفة السنية كانت مستهدفة ولذلك من يجب أن يعتذر له هو الطائفة السنية ويجب قبل أية مصالحة أن يكون هناك اعتذار رسمي من قادة التحريض والإرهاب يقرون فيه بما ارتكبوه من جرم تجاه الوطن والقيادة والشعب ويقرون فيه بمن دعمهم ومن وقف معهم ومن ساندهم ويتعهدون من خلاله بعدم الرجوع ويتعهدون بالسمع والطاعة لولي الأمر والإنصياع للقانون ومن بعد ذلك ينظر الشعب في أمرهم فإن قبل بالمصالحة وإن رفض فهذا شأن الشعب وهكذا تكون العزة التي أمر بها الإسلام، وأما مصالحة كما يسوق لها بعض الأطراف فهي إذلال وخنوع وتنازل عن جميع المآسي التي ارتكبت بحقنا وهذا ما سنرفضه وسنبين للشعب عدم الانخداع بهذه المظاهر التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وطالما أنهم مازالوا يصعدون فنحن نصعد ولذلك يقول الرب جل وعلا في كتابه العزيز: ((يَا يَحْيَى؟ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ))، فالقوة مع المجرمين والحزم معهم هما أمر رباني يجب أن نعيه ونفهمه وإلا سوف يعتدون علينا وسوف نكون كالبقرة الهزيلة التي ينهشها كل ناهش وهي لا تحرك ساكنا فينتهي بها المطاف إلى بطون السباع، ولابد على الخونة في البحرين أن يعلموا أن البحرين بها رجال سيدافعون عن أنفسهم وعن وطنهم وعن قيادتهم ولن يستطيعوا أن يتمكنوا من هذا البلد ويحققوا أحلامهم فيه طالما نحن على قيد الحياة متمسكون بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم