أخبار دولية
فيديو تدنيس حرمة الموتى بأفغانستان يعزز شكوك العرب في أمريكا
تاريخ النشر : السبت ١٤ يناير ٢٠١٢
دبي - (رويترز): بدت لقطات مصورة تظهر قوات أمريكية تبول على جثث لمقاتلي حركة طالبان في افغانستان في نظر كثيرين تذكيرا مريرا بما يخشونه من أن الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان لم تكن مجرد قتال للمسلمين ولكن اذلالا لهم. وقال أبومصطفى (85 عاما) الذي قضى ستة اشهر في سجن ابوغريب في العراق في عام 2005 «لو بالوا علينا لكان أفضل مما فعلوه بنا... الامريكيون اعتدوا علي بالضرب والتعذيب النفسي».
وقال الارشمندريت قيس صادق رئيس مركز الدراسات المسكونية في عمان «قتل المحاربين في المعركة شيء وإهانة البشر شيء آخر» ويظهر التسجيل المصور الذي نشر على موقع يوتيوب ومواقع اخرى على الانترنت اربعة رجال بملابس مشاة البحرية المموهة وهم يبولون على ثلاث جثث. ويقول احدهم مازحا «يومك سعيد يا صديقي» بينما يلقي آخر مزحة بذيئة.
وعززت الصور شعورا في العالم الاسلامي بأن الحملات العسكرية الامريكية في افغانستان منذ عام 2001 وفي العراق منذ عام 2003 كانت بعيدة عن احلال السلام والديمقراطية بل كانت فرصة لفرض سلطة الولايات المتحدة على المسلمين. وقال المزارع العراقي رحيم الزيدي «37 عاما» والذي سجن في ابوغريب ايضا حيث تم تصوير جنود أمريكيين اساءوا معاملة محتجزين عراقيين «تجري كثير من الجرائم البشعة الاخرى في البلدان التي تدخلها القوات الامريكية ولا يستطيع احد ان يمنعهم».
وقد أدانت الولايات المتحدة تصرف الجنود الذي يظهر في شريط الفيديو ووعدت باجراء تحقيق. ومع ذلك فمن المتوقع أن يعزز هذا الفيديو الرأي القائل بأن الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي وعد بمحاولة تحسين العلاقات مع العالم الاسلامي لم يكن أفضل من سلفه جورج بوش. وقال زكي بني رشيد القيادي بجبهة العمل الاسلامي في الاردن وهي حزب المعارضة الرئيسي «قام أوباما بلفتات ايجابية للعالم الاسلامي لكن في الواقع... كما هو الحال في جوانتنامو فالحكومة لم تف بوعودها وفشلت في كسب القلوب والعقول».
وأضاف «يجري تكرار الأخطاء التي ارتكبتها الحكومات الامريكية السابقة والتي افقدتهم التأييد بين المسلمين». وقال صادق رئيس مركز الدراسات المسكونية في عمان انه رغم ان أوباما وعد بالانفتاح على العالم الاسلامي فإن «الاسلاموفوبيا» الخوف من الاسلام وممارسة تصوير الآخرين بأنهم ارهابيون في تزايد.
ومن المرجح ان يستغل هذا الفيديو تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الاسلامية المتشددة التي تظهر دعايتها روايات عن المسلمين المضطهدين على يد القوى الاستعمارية الاوروبية في السابق ثم على يد الولايات المتحدة. وقال مستخدمو المنتديات على المواقع الاسلامية على الانترنت ان سلوك الجنود الامريكيين سيزيد من تصميمهم.
وكتب مستخدم اسمه معتز على احد المواقع «هذه هي أخلاق الجنود الامريكيين المنحرفين. هم صليبيون بغيضون.. تفوق قيمة شهدائنا أمريكا وجميع الذين يعيشون هناك». وفي نظر عبدالله الحاج النشط في اليمن حيث يلقي المحتجون المطالبون بالديمقراطية باللوم على واشنطن لحمايتها الرئيس علي عبدالله صالح فقد زاد الحادث من كرهه للسياسيات الامريكية.
وقال «ما فعله الجنود الامريكيون ليس غريبا. لقد فعلوا أشياء أسوأ في العراق. كل يوم يثبتون أن ما نسمعه عن القيم الحضارية أكذوبة».