الجريدة اليومية الأولى في البحرين


شرق و غرب


الأقليات الدينية في سوريا

تاريخ النشر : السبت ١٤ يناير ٢٠١٢



ازدادت مخاوف الأقليات الدينية في سوريا مع تفاقم الأزمة السياسية الخانقة التي يتخبط فيها نظام دمشق.
بعد أن بدأت المظاهرات العارمة ضد نظام بشار الأسد راحت أبواق الدعاية الرسمية تصور المعارضة على أنها مجموعة من الإسلاميين المتطرفين الذين يسعون إلى معاقبة العلمانيين والأقليات الدينية في سوريا - والقصد من هذا الكلام العلويون والمسيحيون، علما أن كل فئة من هاتين الفئتين تمثل نسبة 10% فقط من الشعب السوري الذي يبلغ 22 مليون نسمة.
في الحقيقة فإن المتظاهرين المناهضين لنظام بشار الأسد ينحدرون من مختلف الطبقات الاجتماعية والطوائف الدينية. كما أن النشطاء قد بذلوا جهودا كبيرة من أجل تكريس شعارات الوحدة الوطنية والارتقاء بها فوق الاعتبارات الطائفية الضيفة. يشارك بعض الأقليات الأخرى الصغيرة في المظاهرات المعدية لنظام بشار الأسد، على غرار أتباع الإسماعيلية الذين يتركزون خاصة في شمال شرقي مدينة حمص، كما ازداد الدروز المعادون لسلطات دمشق. رغم أن الزعماء الأكراد يتخوفون من اتخاذ موقف علني فإن الكثير من الشباب الكردي يشاركون في الاحتجاجات.
في الحقيقة فإن ماكينة الدعاية التابعة لنظام الأسد قد تكون قريبة من الواقع في مدينة حمص. تعتبر حمص ثالث أكبر مدينة في سوريا كما أنها تعتبر القلب النابض للثورة السورية علما أن تركيبتها السكانية مختلطة. في مدينة حمص وفي غيرها من المناطق الأخرى تفاقمت مشاعر الكراهية والاحتقان الطائفي حيث ان المتظاهرين باتوا يكنون عداوة كبيرة للعلويين على وجه الخصوص الذين يسيطرون على مفاصل الدولة والخدمة المدنية، إضافة إلى القوات المسلحة (وخاصة الرتب العسكرية العليا) والميليشيات المسلحة الممولة من نظام دمشق التي تلعب دورا كبيرا في أعمال القتل والعنف الدامي اللذين يستهدفان المتظاهرين.
لم يستطع أغلب العلويين أن يحققوا أي شيء يذكر خارج إطار النظام. لقد أثارت سلطات دمشق مخاوفهم الآن عندما راحت تحذر من العواقب الوخيمة إذا ما انهار نظام بشار الأسد. لقد عمدت سلطات دمشق إلى تزويد القرى والضواحي العلوية بالسلاح وأكياس الرمال، بما في ذلك دمشق وحمص. لقد تحدث بعض التقارير عن أعمال قتل انتقامية متبادلة بين السنة والعلويين. لقد أثار مأمون حمصي، النائب السابق في البرلمان السوري والمعارض القيم في المنفى الكثير من المخاوف عندما قال ذات مرة: «إن سوريا ستكون مقبرة للعلويين.. ما لم يغيروا مواقفهم».
لاتزال شرائح كبيرة من المسيحيين يدعمون النظام الحاكم في دمشق وقد ظلوا حتى الآن في أغلبهم ينأون بأنفسهم عما يجري في سوريا رغم أن قادتهم يؤيدون نظام الأسد سرا، فيما يعبر بعضهم عن دعمه الأسد علنا.