الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٠ - الأحد ١٥ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


في ذكرى رحيله.. فريد الأطرش.. ملك «العود العربي»





احتفى العالم العربي مؤخرًا، بذكرى رحيل «فريد الاطرش»، الذي رحل في ديسمبر من عام ٤٧٩١، بعد رحلة عطاء فني طويلة تنوعت ما بين الغناء والتلحين والتمثيل؛ تاركا تاريخا طويلا من الأعمال التي لاتزال عالقة بأذهان محبيه.

فالأطرش يعد واحدًا من أعظم العازفين على آلة العود في العالم، ولقب بـ«ملك العود»، وينتمي الى آل الاطرش، وهي إحدى العائلات العريقة في جبل الدروز في سوريا، ولد في ٥١٩١، وبعد انتقاله إلى القاهرة مع والدته وشقيقه فؤاد، وأسمهان، التحق بإحدى المدارس الفرنسية «الخرنفش» ثم التحق بمعهد الموسيقى العربية، والتقى المغني «إبراهيم حمودة»، الذي طلب إليه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود، واقام «زكي باشا» حفلا يعود إيراده إلى الثوار، اطل فريد من خلاله على المسرح، وغنى أغنية وطنية ونجح في طلته الأولى ثم عمل مع بديعة مصابني ونجح في إقناعها بأن يغني بمفرده، ولكن عمله هذا لم يكن يدر عليه المال.

فبدأ العمل في محطة «شتال» الأهلية، حتى تقرر امتحانه في المعهد، ولسوء حظه أصيب بنزلة برد شديدة، وأصرت اللجنة على عدم تأجيله، وتم فصله على اثر ذلك من المعهد، لكنه واصل العزف على العود للإذاعة مرة في الأسبوع، وبعدها بدأ تسجيل أولى أغانيه: «يا ريتني طير لا طير حواليك» كلمات والحان يحيى اللبابيدي، فأصبح يغني في الإذاعة مرتين في الأسبوع، ثم بدأ تطوير أدائه بالاستعانة بفرقة موسيقية بها أشهر العازفين كأحمد الحفناوي ويعقوب طانيوس وغيرهما، وزود الفرقة بآلات غربية، إضافة إلى الآلات الشرقية.

وقدم الاطرش للمكتبة الفنية رصيدا ضخما؛ يتمثل في «٠٨٤ أغنية وأوبريتا»، و«١٣ فيلما استعراضيا»، بخلاف المقطوعات الموسيقية والالحان التي وضعها لعظماء الغناء المصري والعربي.

وكان من أهم أعماله الوطنية في أعقاب ثورة يوليو، «نشيد الشباب» الذي شارك في كتابته بيرم التونسي ومأمون الشناوي، وكانت كلماته تبث الأمل وروح الجهاد في نفوس الشباب والجنود بصورة كبيرة.. إضافة إلى نشيد «انتباه»، لتبقى أعمال فريد الأطرش خالدة، بخلوها من السطحية والاسفاف، فأغانى البعث.. هيا يا رجال الغد.. اليوم يوم الشجعان، كلها أعمال سيظل التاريخ الفني يسجلها ضمن ذاكرته.

فضلا عن الأعمال التي شارك فيها «شادية»؛ وهي: «إحنا لها»، و«بورسعيد» وغيرهما، التي غناها أثناء العدوان الثلاثي بالاشتراك مع مجموعة من الفنانين. كما قام بتلحين العديد من الأغاني الوطنية لنجوم آخرين؛ منهم: صباح وليلى مراد ومها صبري.

ورغم ذاك التاريخ الطويل من العطاء فإن أعمال فريد الاطرش، تعاني تغييبها عن شاشات القنوات والإذاعات المصرية والعربية بشكل عام، مما يهدد بضياع الاصالة والرقى - الأمر الذي دعا جمعية «محبي الموسيقار فريد الأطرش» - التي يرأسها عادل السيد - إلى توجيه رسالة عتاب لمختلف وسائل الاعلام، خاصة التليفزيون المصري، لتجاهله فن الأطرش، نظرًا لما يتمتع به رصيده الفني من أروع الألحان التي عبرت عن حب الوطن العربي، كما غنى من تلحينه عشرات الأناشيد الوطنية المعبرة عن روح الوطنية والإخاء بين أفراد الشعب الواحد والأمة الواحدة.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة