الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٠ - الأحد ١٥ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


الإسلاموفوبيا





«إن الجنس العربي..هو أسوأ الأجناس قاطبة»!

هكذا وصف القاص جيرارد فيلير العرب في كتاب وزعته إحدى دور النشر الغربية!

منذ عام ١٩٨٥ حتى ٢٠١١ قدمت هوليوود أكثر من ٩٠٠ فيلم، صورت جميعها العرب على أنهم أشخاص إرهابيون، متخلفون، متعصبون، وليس لديهم رحمة!

الحرب على العرب والمسلمين دائرة منذ أحداث سبتمبر عام ٢٠٠١، ولم ولن تهدأ، والاضطهاد الهوليوودي لنا مشتعل منذ أكثر من ثلاثة عقود، وصورتنا في الأذهان الغربية على أننا شواذ، عنيفون، وهمّنا الأول تصنيع القنبلة النووية!

هذا ما أكده بالفعل الباحث الأمريكي جاك شاهين في بحث علمي حول صورة العرب والمسلمين في أفلام هوليوود، أوضح فيه أن الشخصية العربية تصل إلى المتلقي بصورة مشوهة، أقرب إلى السخرية، وهي لم تتغير على مدار العقود الماضية، حيث تعكس صورة العربي أنه جاهل، متطرف، كسول، رجعي!

الغرب يرى العرب والمسلمين أنهم الآخر الذي يجب مواجهته، بل يعتبره البعض منهم مصدر كل الشرور التي تلحق بهم، ومن ثم ينبغي التصدي لخطرهم. هذه الهستيريا ضد الاسلام، ومعتنقيه، أو ما يطلق عليه الإسلاموفوبيا، كيف يمكن التعاطي معها؟

تلك الحرب الشرسة ضد عالمنا، وذلك الانحياز الكامل في أداء الإعلام الغربي تجاه قضايانا، وهذه الصورة المشوهة لنا والتي لا تليق بحضارتنا وتاريخنا، كل ذلك يتطلب بالضرورة خطابا إعلاميا عربيا إسلاميا، يخاطب هذا العالم بلغته، خطابا قادرا على المواجهة، وخوض المعركة بكفاءة، وبمهارة، وبذكاء.

العقل الغربي لا يعرف الإثبات إلا من خلال النفي.. ففي الفلسفة اليونانية لم يستطع بامينيدس الكلام عن الوجود إلا من خلال طرح اللاوجود.. ولا الحديث عن المتناهي إلا من خلال اللامتناهي.. لذلك يبقى إثبات الوجود الأوروبي - يعني نفي وجود الآخر وتشويه صورته - أهم آليات الصراع!

والآخر هنا.. هو العالم العربي الإسلامي.. الذي للأسف الشديد لم يتوصل بعد إلى آلية للتصدي إلى ظاهرة (الإسلاموفوبيا)..!!

والرسالة موجهة إلى القائمين على الإعلام العربي!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة