أخبار البحرين
في أمسية الاحتفال بانطلاقة الثورة الفلسطينية بصالة المتحف
عرس فلسطيني بهيج يجسد الثقافة بين القدس والمنامة
تاريخ النشر : الأحد ١٥ يناير ٢٠١٢
كان حضور الجالية الفلسطينية قبيل بدء حفل انطلاقة الثورة الفلسطينية بشكل مكثف ولافت للنظر، وامتلأت على إثر هذا الحضور الصالة الثقافية التابعة لمتحف البحرين وذلك بالسابعة مساء الجمعة الماضي.
جاء هذا الحضور المكثف متميزا سواء من قبل عدد المدعوين من الوزراء والسفراء العرب والأجانب بمملكة البحرين أو من قبل الجالية الفلسطينية الموجودة على ارض البحرين، عكس حرص القيادة الفلسطينية المتمثلة هنا في (السفارة الفلسطينية) وفي شخص السفير طه محمد عبدالقادر الذي رحب بالحاضرين من المدعوين وبالمشاركين من أبناء فلسطين القادمين من الداخل على ان يشمل الحفل أكبر عدد ممكن من المدعوين والمشاركين.
وقد بدا الحفل متميزا، شهد العديد من المشاهد الجميلة من جهة والمؤثرة من جهة أخرى حيث تم استحضار الزمن لحظة إعلان انطلاقة الثورة ومعانيها وأهدافها والشخصيات والرموز التي شاركت في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية أو في حركة التحرير الفلسطيني «فتح» في الأول من يناير 1965، ومنهم أبو عمار وأبو مازن (الرئيس الحالي) وغيرهم كثيرون، منهم من قضى نحبه على طريق الشهادة، ومنهم من ينتظر.
كما تجلت المشاهد المؤثرة للحفل في صور أخرى سواء في الكلمة أو الدبكة أو العزف على الناي أو الضرب على الطبلة أو باللباس الفلسطيني التقليدي المتمثل بالجلباب ذي اللونين العنابي والأسود بالنسبة إلى النساء أو الكوفية ذات اللونين الأبيض والأسود بالنسبة إلى الرجال أو في التواشيح والمواويل المعبرة عن الهوية العربية للشعب الفلسطيني التي رددت سواء في نشيد «موطني.. موطني.. الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك.. موطني.. موطني».
كما برزت ايضا في أغنية «يا ميجانا.. ياميجانا.. او شوفوا المنامة والقدس بعيوننا».. ثم يتابع الفنان نعمان الجلماوي، فيقول: «حق اللي أرض القدس أسراه.. مارايح يبقى لنا بالأرض أسرى.. القدس ارض العرب أسرة»، ثم يعلو صوته والجمهور في الصالة معه مرددين «أهلا وسهلا بضيوفنا.. سلم على المنامة ورام الله.. يابن العروبة البحرين بلادنا.. وين عارام الله.. وانت يا مسافر، وين عارام الله».
ومن جهة ثانية، تميز الحفل بتشريف حضور أول أسير فلسطيني واسمه (محمود بكر حجازي) البالغ من العمر 77 سنة، وبحضور ابني أول شهيد فلسطيني فائز ومحمود ابني (الشهيد أحمد موسى)، بالإضافة إلى حضور عدد آخرين من الأسرى ممن تجرع هول وعذاب السجون في معتقلات العدو الإسرائيلي، ولا ذنب لهم سوى أنهم أبناء فلسطين، طالبوا بحقوقهم في التحرير والعودة إلى ديارهم.
وفي هذا الخضم من الحضور، وتميز فعالية انطلاقة الثورة بتكريم رواد العمل الوطني الفلسطيني وبعض الشهداء والأسرى، قام كل من السفير الفلسطيني (طه محمد عبدالقادر) رافقته الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة بمملكة البحرين بتكريم هذه المجموعة المختارة من المناضلين بتقديم الدروع التقديرية إليهم، بالإضافة إلى تكريم خاص لسفير الأغنية الفلسطينية الفنان (نعمان الجلماوي) وفرقته، هذا التكريم دفع بالحضور عفويا بتصفيق حار ومتواصل عمّ أرجاء القاعة المزدحمة بالحضور من أبناء فلسطين والبحرين وغيرهما.
وفي تعليق للكاتب الفلسطيني رامي رشيد حول الحفل، قال: «ان السفير الفلسطيني حرص على الإبداع في هذا الحفل مبتعدا عن الأسلوب التقليدي للاحتفالات»، وقد جاء ذلك في ظل بوادر إيجابية، وفرحة يعيشها الشعب الفلسطيني، بمناسبة «تحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية»، وفي ظل النجاح الذي حققته القيادة الفلسطينية بأن تكون فلسطين دولة عضوة في منظمة اليونيسكو.
وتابع، وعليه أقيم الحفل هنا في البحرين تكريما للقيادة السياسية في البحرين وشعبها، لذا جاء برنامج الحفل متنوعا، وعلى مستوى ما يجري من تطورات على صعيد القضية الفلسطينية فيما ذكر المهندس الفلسطيني الذي يعمل في البحرين منذ مدة انه لمن المفرح جدا ان تجلس هنا في هذه القاعة، وترى حفلا منظما على هذا المستوى بمناسبة الذكرى الـ 47 للثورة الفلسطينية، حفلا نشهد فيه الإبداع الفلسطيني من جهة، ودعم وزارة الثقافة في البحرين من جهة أخرى بما يعزز من توأمة الثقافة بين القدس والمنامة.