الجريدة اليومية الأولى في البحرين


زاوية غائمة


تنزيلات مفرحة

تاريخ النشر : الأحد ١٥ يناير ٢٠١٢

جعفر عباس



شيرلي تريج سيدة بريطانية تبلغ من العمر 44 عاما، وفي رواية أخرى 16 عاما!! وهذه حقيقة علمية مؤكدة، فقبل أشهر قليلة توجهت شيرلي إلى البقالة لشراء لوازم بيتها، وكان البلاط في المتجر مبتلا فانزلقت رجلها وسقطت واصطدم رأسها بالبلاط، ولكنها هبت واقفة وحملت مشترياتها وانصرفت، ثم أخبرت زوجها بما حدث، فقرر من باب الاطمئنان عليها أن يصطحبها إلى المستشفى، وبينما هو يجلس معها في غرفة الطبيب انفجرت صائحة مذعورة: من انت وإلى اين تذهب بي؟ يا قليل الحياء.. أنا من عائلة محافظة وفي غرفة دكتور فلماذا تجلس جواري يا صعلوك يا صائع يا ضائع!! فلما أخبرتها الممرضة بأنه زوجها، احتجت بقولها: عمري 16 سنة، فكيف أكون متزوجة وأنا لم أكمل المرحلة الثانوية؟ باختصار ما حدث هو أن شيرلي فقدت القسم الأكبر من ذاكرتها، بسبب ارتطام رأسها ببلاط المتجر، ولم تعد تذكر إلا الفترة التي كانت فيها شابة بنت 16 سنة، وما قبلها، واهدي هذه الحكاية للمتصابين والمتصابيات، وانا على استعداد لتزويدهم باسم البقالة السحرية في لندن، (نظير عمولة رمزية أو مقابل تزويدي بتذكرة طائرة إلى لندن على الدرجة الأولى لأدلهم على موقع البقالة بنفسي) ليتوجهوا إلى هناك ويضربوا رؤوسهم على بلاطها، ليفقدوا ما بين 25 وثلاثين سنة من أعمارهم، ليكفوا عن شد الجلد واستخدام الدهانات والبوتوكس والورنيش لاسترداد الشباب،.. قبل نحو اسبوع كنت في مطار دبي ولفت نظري صديق إلى مسافرة ذات وجه غير متناسق.. كانت بها مسحة من جمال غابر، ولكن أحد خديها كان لامعا ومتماسكا بينما الخد الآخر مجعد وفيه زقزاق يعني عالي ? واطي... وكان واضحا من بقية تقاطيع وجهها انها استخدمت البوتوكس لشد الوجه فصار جزء منه مشدودا والجزء الآخر مجرورا بالكسر والتجاعيد (عندما كانت بنتي مروة في نحو السابعة من العمر جلست تطن وتزن في أذني لبضع دقائق بينما كنت منهمكا في القراءة: حلي عني يا بنت الناس! ولكنها طالبت بأن العب معها «الثعابين والسلالم».. عيب يا بنت فهذه لعبة إرهابية!! طيب نلعب مونوبولي..وهذه اللعبة يتم فيها استخدام عملات ورقية لشراء عقارات في لندن وكل من يمر بعقار تملكه يدفع لك أجرا معلوما، وتنتهي اللعبة بان يكوش احد اللاعبين على كل السيولة المتوافرة، وكلما مارست المونوبولي يستولي أحدهم على نقودي المزيفة فأصاب بتقلص في الامعاء، يعني حتى فلوس اللعب تفر مني، فقاطعت اللعبة ورفضت بالتالي طلب مروة، فما كان منها الا انتزعت الكتاب من يدي وفرت هاربة فطاردتها فصارت تقفز من مكان إلى مكان وخلال ثلاث دقائق كان جهازي التنفسي قد أوشك على الانفجار، فجلست منشدا (ألا ليت الشباب يعود يوما/ لأخبره بما فعلت مريوة).
خلونا في المهم ولنعد إلى لندن وإلى البقالة التي ترد الشباب كي نتحدث عن فوائد أخرى للسقوط على بلاطها، فعلى المستوى الشخصي فانني عازف عن العودة إلى الشباب فليس لي فيه ذكريات تستاهل، وأود ان اذهب إلى ذلك المتجر لأسقط على رأسي مرة وعلى جبهتي مرة أخرى، كي ترتد بي الذاكرة إلى ما قبل عام 1967، لأعيش في وهم اننا قادرون على إلقاء اسرائيل في البحر، ولو تمردت ذاكرتي كليا وامّحت كل المعلومات المخزونة في «الهارد ديسك» الموجود في رأسي «يكون أبرك»، كي تمّحي معها كل ما يفيد بانني انتمي الى:
قوم إذا ضُرب الحذاء برأسهم صاح الحذاء بأي ذنب أُضربُ



jafabbas19@gmail.com