الجريدة اليومية الأولى في البحرين



الضربة العسكرية المُحتملة لإيران والخلايا النائمة

تاريخ النشر : الأحد ١٥ يناير ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



الأحاديث السياسية الدائرة هذه الأيام حول المنطقة، ترسم مجموعة سيناريوهات للضربة الإسرائيلية المحتملة لإيران، وتشير إلى صورة سوداء قد تتورّط فيها المنطقة عن بكرة أبيها، بسبب مشروعين عنصريين، كلاهما يرتبط بعلاقة غير شرعية مع الإدارة الأمريكية!
أمريكا مازالت تلعب بكل قذارة، مستغلة الملف الإيراني، لابتزاز دول الخليج العربي بصفقات الأسلحة حينا، وزيادة امتيازاتها ومصالحها حيناً آخر.
الحديث الأقوى الدائر أنّ العشيقة الأمريكية الأخرى لن ترضى بأن تتلاعب أمريكا بها بتلك الطريقة، وخاصة أن المشروع النووي الإيراني بات همّاً مؤرّقاً لها.
الكيان الصهيوني شاهد أمريكا وإيران على سرير الخيانة في العراق وأفغانستان، حيث نجحت أمريكا فيهما في توظيف المرجعيات الإيرانية والعراقية البارزة لحماية جنود الاحتلال، وتعرفون تفاصيل حكاية الغدر كاملة، والتي قدّرت قيمتها بمئات الملايين؟! حيث كان صنف الضحايا كلّهم من نوع واحد؟!
لكن ذلك الكيان لن يقبل بأن يكون ذلك العشق على حسابه، لذلك ليس من المستبعد أن يبدأ هو بضربة استباقية، تجبر أمريكا على التدخّل حينها لحمايته، وهو الأمر الذي لا يمكن الشكّ فيه، حيث علاقة أمريكا بالعشيقة الصهيونية أقوى من علاقتها بالعشيقة الإيرانية!
ما يهمّنا في الموضوع هو موقف دول الخليج العربي - وبالأخص البحرين والكويت والسعودية - من الخلايا الإيرانية النائمة، التي رأينا كيف تحوّلت إلى خلايا للدفاع المقدّس في سترة قبل أيام وما خفي أعظم بكثير، ناهيك عن الأخبار التي لا تخفى عن أيّ متابع، حول نشاطهم المفضوح في الكويت والسعودية.
هل دولنا مستعدة لحماية أمننا الداخلي إذا بدأت تلك الحرب؟ وعندما تحاصَر إيران، وتبدأ بوادر الحرب التي سيكون هدفها المنشآت النووية الإيرانية، والله العالم كيف ستكون النتائج؛ لأن تلك الحرب ستكون كـ«حرب المجانين»؟!
تجربة صفارات الإنذار لا تسمن ولا تغني من جوع.
الاستعدادات يجب أن تكون بصورة أكبر، وهي بقدرة بلداننا على حفظ أمنها واستقرارها الداخلي من خلايا إيران النائمة في المنطقة.
أمام كل تلك الطبول التي تدقّ، لا يُستبعد أن تنجح أمريكا في إقناع العشيقتين بحلّ ودّي، على حساب دولنا وأمنها القومي، بما يحقّق مصالح ومطامع أمريكا وإيران والكيان الصهيوني على حد سواء.
برودكاست: اعتصام الفاتح الأخير الذي أشرف عليه شباب صحوة الفاتح هو في الطريق الصحيح، وهذا الجمع الذي حضر هو إشارة إلى حجم الغضب الشعبي الذي وصل إلى مداه.
ما نطالب به أولئك الشباب أن تكون كل تحركاتهم وفق القانون، كما نطالب الدولة باحترام وقفاتهم وعدم منعها، لأنّ المخرّبين والشتّامين يتجمّعون من غير منع، بينما من يسعى للحفاظ على شرعية الوطن يمنعون ويحاصرون، وهذا ما سيسبّب انفجاراً قد لا يتوقّعه أحد!